صبحي زعيتر

يسعى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتعزيز دور القوات الدولية في العالم، وهو الدور الذي ضُرب في أكثر من مكان عندما كانت الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها ممن يحظى بحق الفيتو، تنتقي القرارات انتقاء، تنفذ ما ترغب، وتتجاهل ما قد يمس بأصدقائها، وخاصة إسرائيل.
فالقوة الدولية الموجودة في جنوب لبنان تحت اسم quot;اليونيفيلquot; لم تستطع حتى اليوم إنجاز أي من مهامها سوى إحصاء الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات التي تقوم بها ضد الجانب اللبناني. وهذه القوة المتمركزة في الأراضي اللبنانية والمنوط بها ـ حسب القرار الدولي 1701 ـ مراقبة وتنفيذ وقف العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وليس تنفيذ وقف إطلاق النار، وهي معادلة لم يفهمها السواد الأعظم من اللبنانيين بعد أكثر من أربع سنوات من وقف الحرب.
منذ البداية كان هناك خلل في التعاطي الدولي مع المشكلات التي أعقبت تشكيل الأمم المتحدة وذراعها التنفيذي مجلس الأمن. فالدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية فرضت إرادتها على الآخرين باعتبار أنها أنقذت البشرية من الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية، فجيرت المنظمة الدولية إلى حماية مصالحها ومصالح من يدور في فلكها. وربما ستشهد السنوات المقبلة تشكيكا في أهلية هذه المنظمة بعد أن انقلبت التحالفات وأصبح أعداء الأمس حلفاء اليوم، مما سيطرح على بساط البحث إعادة النظر في مقولة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وفلسفة الفيتو الذي تحتمي وراءه بعض الدول.