سركيس نعوم
يعتبر quot;حزب اللهquot;، ورغم نسبة التطورات quot;الايجابيةquot; الاخيرة في مواقف رئيس الوزراء سعد الحريري الى التحسن المطرد في العلاقة بين المملكة العربية السعودية وسوريا، واستناداً الى القريبين جداً أنفسهم من quot;قيادتهquot;، ان هاتين الدولتين الشقيقتين لم تتوصلا رغم مصالحتهما التاريخية وquot;البروباغنداquot; التي احاطت بها، الى اتفاقات نهائية وتفصيلية في القضايا التي كانت موضع خلاف بينهما، ومنها موضوع الانتخابات التشريعية العراقية وتحديداً اختيار رئيس وزراء جديد للعراق في ضوء نتائجها التي كانت احد اسباب المصالحة المشار اليها. علما ان هذا الموضوع انتهى على نحو لا يرضي السعوديين وخصوصا بعدما نجحت الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا في التوصل الى تسوية له مخالفة لرأي هؤلاء او لموقفهم. اما في لبنان وفي قضايا اخرى فان العلاقة بين الرياض ودمشق لا تزال quot;ناشفةquot;، اذا جاز التعبير على هذا النحو، اذ ظن السعوديون انهم سينجحون في فصل سوريا عن ايران، وذلك هدف مهم بل استراتيجي لهم. لكن تبين لهم ان ذلك مستحيل او ان تحقيقه محفوف بصعوبات كبيرة جدا. فضلا عن أن لديهم نوعا من الترحيب وإن الضمني بالتهمة quot;المفبركةquot; لـquot;حزب اللهquot; اي الاشتباه بدور ما له في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وقد يكونون راغبين في عدم الضغط على حلفائهم اللبنانيين للتعاون مع الحزب وسوريا لصرف النظر عن هذه التهمة، علماً ان موقفهم هذا قد لا يستمر لأن ضرورات استمرار المصالحة والتعاون والتفاهم مع الحكم في دمشق تتطلب التخلي عن عدم الرغبة المذكور اعلاه. ذلك ان المحكمة همّ لسوريا وللحزب على السواء رغم تظاهر الاولى بعدم اهتمامها بها.
ماذا عن اسرائيل وquot;حزب اللهquot; في ضوء سيف quot;المحكمةquot; الدولية الذي بدأ وضعه فوق عنق الاخير؟
القريبون جداً انفسهم من قيادة الحزب يقولون استنادا الى معلومات جدية تملكها ان هناك جهات اسرائيلية بعضها مسؤول تعتقد ان اتهام المدعي العام الدولي رسمياً quot;حزب اللهquot; بالاشتراك في اغتيال الحريري الأب سيحدث ارباكاً داخله وفوضى. ويقولون ايضا ان القيادة نفسها تعرف ان هناك لبنانيين مهمين يعتقدون ان قرارا ظنياً ودولياً متهِماً الحزب بالاغتيال المذكور اعلاه من شأنه أن quot;يفرطquot; هذا الحزب من داخل وان يبعد حلفاءه عنه في الوقت نفسه. ويقولون ثالثاً ان quot;القيادةquot; تتساءل عن سر توجيه الاتهام الى حزبها بعدما كانت دائرة الاتهام تشمل جهات اخرى مثل سوريا وquot;الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامةquot; وquot;فتح الاسلامquot; وquot;القاعدةquot;. وتتساءل تحديداً عن اسباب استبعاد كل هذه الجهات دفعة واحدة وحصر التهمة بفريق واحد هو حزبها. ويقول القريبون جدا انفسهم رابعاً ان سوريا رغم بعض الضعف الممتزج بالموضوعية وبعدد من الاعتبارات الدولية والدولتية في دفاعها عن quot;حزب اللهquot; لن تتخلى عنه. فهو اساسي في دورها الاقليمي المتنامي وفي قوتها ومنعتها. وقد عبّر على نحو غير مباشر رئيسها بشار الاسد عن ذلك عندما قال لوزير خارجية اميركا السابق كولن باول عندما جاءه اثناء الولاية الاولى لبوش الابن بمطالبه العشرة: quot;اذا نفذنا مطالبكم ماذا تعطوننا في المقابل؟quot; فكان الجواب: quot;نعطيكم مكانا في المجتمع الدولي ونقيم حواراً معكم...quot; علّق الاسد: quot;هذا لا شيء عملياً. ماذا تعطوننا؟quot;.
ماذا يقول القريبون انفسهم ايضاً؟
التعليقات