علي حماده
ليس ثمة شيء اسمه مقاومة. هناك فريق مسلح طابعه ميليشيوي يتلبس لبوس الايمان، ويتبع مباشرة لنظام خارجي، وهو جزء من هذا النظام بتركيبته العسكرية الامنية. وثمة من يصفه بأنه فيلق من فيالق quot;حرسquot; النظام المشار اليه. ولئن كان هذا الفريق يتلطى بشريحة لبنانية كريمة وكبيرة في آن واحد، الا انه يقدم نموذجاً لم يعهده لا لبنان التعددية والتنوّع، ولا لبنان الشيعي، لان هناك بعداً غير لبناني وغير عربي يغلب عليه، فضلاً عن ان واقعه الداخلي هو نقيض لفكرة الكيان ولطبيعة الصيغة والنظام. اما واقعه المتصل بالخارج فأشبه بـquot;دفرسوارquot; في قلب الوطن العربي من خليجه الى مغربه وصولاً الى جاليات عربية في اوروبا وافريقيا واميركا اللاتينية. وعندما نقول ليس هناك شيء اسمه quot;مقاومةquot; فإننا نعرف اننا ننطق بلسان مئات آلاف اللبنانيين، ونقول بصوت عال ما يهمس به كثيرون.
هذا ليس لبنان، ولن يكون، مهما كدِّست الاسلحة وكيفما جرى استخدامها في سياق العملية المنظمة لخطف البلاد برمتها. من هذه الزاوية نقرأ مرحلة الاعوام الخمسة المنصرمة والثورة المضادة لـquot;ثورة الارزquot; الاستقلالية. ومن هذه الزاوية ايضاً نقرأ المواقف والسياسة المتبعة لضرب العدالة الدولية الناظرة في مجموعة من اكبر جرائم العصر السياسية. ومن هذه الزاوية ايضاً نقرأ هذه النظرة الى لبنان باعتباره ساحة لتصفية حسابات بعض الخارج مع بعضه الآخر. وهذا ما يدفعنا الى الزعم بأن لا لبنان سيداً حراً ومستقلاً، والاهم قابلاً للحياة لجميع ابنائه من كل الملل والنحل، ما دام هناك مشروع يحمله quot;حزب اللهquot;، بوسائله غير المشروعة ولا الشرعية. فما يسمى quot;مقاومةquot; هو في الواقع فصيل مسلح يناصب فكرة لبنان ومعظم اللبنانيين العداء، ويعمل على التسلط عليهم بالطرق نفسها التي نراها متبعة في quot;بلد المنشأquot;، وقد حصلت هناك قبل سنة اكبر عملية تزوير لارادة الشعب في الانتخابات الرئاسية، تبعتها اكبر عملية قمع منظم للملايين الذين كانت quot;خطيئتهمquot; انهم طرحوا السؤال: quot;اين هو صوتي؟quot;.
هذا هو الاصل، وعندنا الطبعة اللبنانية التي لا تعترف بصناديق الاقتراع، ولا تتورع عن قتل اللبنانيين العزّل في الاحياء والمناطق، ولا يرف لها جفن، وهي القوة التي اجتاحت العاصمة بيروت، والتي حاصرت الجبل والمناطق الاخرى.
ان المعركة التي فتحت في وجه العدالة هي بمثابة محاولة حماية للقتلة. كما انها رسالة يوجهها هؤلاء الى اللبنانيين مفادها ان القتل والاغتيال السياسي مشروعان، وسيستمران من دون محاسبة الى ما شاء الله.
ان هذا المنطق، وان يكن وراءه فريق متجبّر، مستقو بالسلاح وبلامبالاته بإرادة الشعب اللبناني، لا يمكن ان يسود، فمن اخرجوا وصايةً في 2005 لن يستبدلوها في 2010 بوصايتين، احداهما تطل برأسها من جديد واخرى داخلية منتفخة تتوهم انها قادرة على اخضاع اللبنانيين بالتهديد والترهيب وحتى بالقتل المباشر في شوارع المدن وعند عتبات البيوت.
ان لبنان الاستقلال هو لبنان كل اللبنانيين الذي يملك قوة الحق وشرعية الموقف الرافض للديكتاتورية الزاحفة وهي تنهش البقية الباقية من نعمة العيش الواحد حتى صار الكثيرون يتساءلون ما اذا كان عنوان المرحلة المقبلة quot;مقاومة المقاومةquot;!!
قولوا لهم لا. قولوها صرخة مدوية في كل موقع ومقام. قولوها للتاريخ ولا تتوقفوا عن القول لا، لانه في اللحظة التي يستسلم فيها الاستقلاليون يكون مصير لبنان قد ختم بالشمع الاحمر...
التعليقات