آلاف الأطفال لم يتم تسجيلهم في سجلات الحكومة

واشنطن

أعدت ليلى فاضل تقريراً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان laquo;أبناء القاعدة في العراق يدفعون ثمن خطايا الآباءraquo;، لفتت فيه إلى مئات، وربما آلاف، الأطفال من أبناء مقاتلي laquo;القاعدةraquo; الذين تزوجوا إبان فترة الاضطرابات في العراق، ومن ثم فلم يتم تسجيل ميلاد هؤلاء الأطفال في سجلات الحكومة. إذ يوضح الخبراء القانونيون أنه دون إثبات زواج الوالدين وأن الوالد عراقي الجنسية، لا يحق لهؤلاء الأطفال الحصول على الجنسية العراقية. ومن ثم فلن يكون لهؤلاء الأطفال شهادات ميلاد أو جوازات سفر أو أرقام قومية، وبالتالي لن يمكنهم الذهاب إلى المدرسة أو الحصول على وظائف حكومية.
ويوضح التقرير أن هؤلاء الأطفال هم الحصاد المُهمَل لسبع سنوات من الحروب، وأنهم يدفعون ثمن خطايا آبائهم. ويقول أحمد جاسم، مدير مؤسسة نور غير الحكومية التي تسعى لتحسين حياة أبناء المقاتلين في محافظة ديالى، laquo;إنهم مصدر خطر لأنهم قد يتسببون في المستقبل في إيذاء المجتمع الذي أذاهمraquo;.
ويشير التقرير إلى أنه في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وسيطرة laquo;القاعدةraquo; في العراق على مناطق شاسعة من البلاد، قام السنّة بإيواء مقاتلين عراقيين وعرب، على أمل أن يخلصوا العراق من العدو الأجنبي. غير أن laquo;القاعدةraquo; في العراق سرعان ما أصبحت وحشية وتغلبت على الجماعات المسلحة الأخرى وأعلنت الدولة الإسلامية وبدأت في تطبيق الأحكام الإسلامية بقسوة، ثم بدأت مجتمعات السنّة في الانقلاب ضد laquo;القاعدةraquo;، وانتهى الأمر بمقاتلي laquo;القاعدةraquo; إما قتلى أو سجناء أو هاربين تاركين أطفالهم من دون ما يثبت شرعيتهم.
ويورد جاسم وجود نحو 125 أسرة في محافظة ديالى فقط ممن يوجد لديهم أطفال غير موثقين من نتاج زواج قسري بمقاتلي laquo;القاعدةraquo;. بل إن أغلب الزوجات لا يعرفن الهوية الحقيقية لأزواجهن، ويخشين، إذا حاولن البحث عن حقوق هؤلاء الأطفال، من التعرّض للمساءلة القانونية لصلتهن بالمقاتلين. كما أن انتماء أغلب هؤلاء الزوجات للمذهب السني يجعلهن في حالة ترقب للحكومة العراقية القادمة، والتي ستكون بقيادة شيعية، ومن ثم فقد لا تتعاطف معهم، بل وقد تعتبرهم شركاء في جرائم المقاتلين. من جهتهم، قال مسؤولون في وزارة الداخلية العراقية إن هؤلاء الزوجات لسن ضحايا اغتصاب، ولا توجد وسيلة يمكن مساعدتهن بها حتى لا يُعد ذلك تشجيعاً لـ laquo;القاعدةraquo;. بينما يقول خبراء قانونيون إن الحل الأسهل هو إرسال هؤلاء الأطفال إلى الملاجئ، أو إصدار شهادات ميلاد مزورة بأسماء آباء وهمية.