البتول الهاشمية

من تراه سيكون البطل عفوا نسينا المقدمةحيث أخر ما توصلت إليه الدراما السورية بعد صمت ndash; ليس بالضرورة صمت الحكماء ndash; إلى إنتاج عمل تلفزيوني يتناول حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع إظهار شخصيته مع كوكبة أخرى من الصحابة بات بوسعنا أن نطرح سؤال المقدمة عن ماهية البطل أتراه يكون واحدا من أولئك الذين نشاهدهم في ادوار ارجوزية يجسدون دور الهبل بامتياز كما حصل مع شخصية خالد بن الوليد laquo; باسم ياخور laquo; مع شديد احترامنا لفن التمثيل أو يكون أخر ممن تختنق المكتبة السينمائية بمشاهد فاضحة و سوقية لهم و ربما ثالث ستتناقل الصحف الفنية غدا أو بعد غد أخبار فضائحهم الأخلاقية خارج الإطار الدرامي ثمة تساؤل آخر ماذا سيضيف العمل لعمر laquo; رضي الله عنه laquo; فالشخصية ليست إشكالية تحتمل حلولا درامية كما الحجاج أو المأمون و ليست ثانوية تفترض إلقاء الضوء لإنارة بعض من جوانبها المظلمة كما القعقاع و أبو ليلى المهلهل إذا ما الهدف ؟ و قد يتساءل بعض القراء أين المشكلة ونجيب بأنها أم المشاكل عندما يكون العمل حلقة في سلسلة تقودنا إلى ما لا يحمد عقباه و خالد بن الوليد لم يكن البداية و لن يكون سيدنا عمر رضي الله عنه النهاية ما دامت القضية برمتها بيد شركات إنتاج لا هم لها إلا الربح المادي تحت أي مسمى و إن نقل شركات منتجة فاننا لا نبرئ ساحة احد بدءا من المخرج حتى اصغر كومبارس و لا تكتمل السلسلة إلا في الفتوى الأزهرية التي حصل عليها فريق العمل و التي تسمح لهم بتمرير شخصيات الصحابة الكرام دون أن نتساءل هنا ونسأل الأزهر نفسه من أعطاكم الحق في ذلك ؟ لقد سبق للأزهر أن كفر و أهدر دماء و أباح قتل كتاب و مفكرين فكر بعضهم فقط بإعادة قراءة التاريخ من زاوية ثانية..و اليوم يمنحون نفس الصك لمن هم دون المستوى الثقافي والفكري المطلوب . ومن حقنا هنا أن نضع إشارة استفهام حيال خروج فتوى مثل هذه ومعرفة المبرر الحقيقي لها . ختاما : هو نداء لكل من يستطيع أن يفعل أي شئ مهما بدا صغيرا لإيقاف مشروع مثل هذا لن يضيف إلا بعدا جديدا لمهازلنا الثقافية والإعلامية على حساب الرموز التي وضعت ركائز ديننا العالمي ... والدعوة خاصة للممولين الكرام .