لندن

لا يزال انتخاب إد مليباند زعيما لحزب العمال، وبالتالي رئيسا لحكومة الظل، يستحوذ على اهتمام الصحف البريطانية. وكان خطاب laquo;التتويجraquo; الذي ألقاه الثلاثاء، موضوع تغطية وتعليق متضاربين لهذه الصحف.
ترى افتتاحية الغارديان أن خطاب زعيم المعارضة، كان خطاب زعيم، على الرغم مما شابه من بعض العيوب الطفيفة سواء الأسلوبية منها أو غير ذلك.
فقد تمكن مليباند خلاله أن يعرف بشخصه ليس فقط لأنصار وأعضاء حزبه، بل لكل أولئك الناخبين الذين laquo;باتوا عديمي الاهتمام لما يقوله حزب العمال، أثناء توليه الحكمraquo;.
لقد كان الخطاب الطويل في غاية التوازن. كان لديه أشياء جذرية للإفصاح عنها، من قبيل نقد المنحى النخبوي الذي اتخذه الحزب في الآونة الأخيرة.. واعتبار أن حرب العراق كانت غلطة.
وبينما تضمن الخطاب عبارات التقدير لزعماء الحزب السابقين، لا نجد فيه نعيا لسنوات الميوعة الأيديولوجية.
كانت النقابات العمالية مؤسسات ضرورية، قال (مليباند في خطابه)، ولكن لن يكون المجال مفتوحا أمام إضرابات غير مسؤولة.
قد يكون مليباند خيب آمال أولئك الذين يريدون قطيعة واضحة مع سنوات حزب العمال الجديد، لكنه قد يكون سببا في ارتياح أولئك الذين يخشون ان يكون من الذين يفضلون الخيارات السهلة على الحقائق الصعبة.
على العكس تقريبا من الغارديان، ترى الإندبندنت أن خطاب مليباند في مانشستر كان خلوا من أي برنامج سياسي واضح يشي بوضوح عن مؤهلات للزعامة.
صحيح أنه سعى إلى أن يركن سنوات بلير وبراون، في مكان قصي، وإلى انتقاد laquo;العقلية العتيقةraquo; التي قادت العماليين إلى كثير من المزالق، كما حرص على أن يتخلص من العباءة اليسارية التي حاول البعض أن يلبسه إياها، موضحا أنه قد يدعم خطط التقشف الاقتصادية التي ينوي الائتلاف الحاكم أن يطبقها في السنوات المقبلة.
كل هذه الكلمات تكشف عن شخص بلغ سن الرشد السياسي، لكن هذا الوضوح غاب عنه عندما بدأ الخوض في الشؤون السياسية الملموسة من قبيل خفض نسب انبعاث الغازات المضرة بالبيئة، أو مشروعه الذي أطلق عليه اسم laquo;المجتمع الطيبraquo; - في مقابل laquo;المجتمع العظيمraquo; لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون-.
وتتلمس الصحيفة العذر لمليباند على اعتبار أنه لا يزال حديث عهد بزعامة الحزب، ولكنها تدعوه في الوقت نفسه إلى أن ينكب على صوغ سياساته بدقة وأن يبحث عن laquo;صوته الحقيقيraquo;.