إسحاق الشيخ يعقوب

ما ان تشكلت الحكومة العراقية.. إثر تدخلات ايرانية سافرة.. إلا ورافق تشكلها اجراءات تعسفية ضد الحريات المدنية الخاصة والعامة في العراق.. وذلك في اغلاق الملاهي الليلية وlaquo;الكازينوهاتraquo;.. وتوجهت قوات الشرطة الى اغلاق مقر اتحاد الكتاب الادباء العراقيين.. والاعتداء على الكتاب المتواجدين في نادي اتحاد الكتاب.. وذلك بقرار تعسفي وخرق للدستور العراقي.. من لدن محافظ بغداد.. الذي يتباهى بولائه لولاية الفقيه في قم ويأخذ بحذافير توجهاتها الشرعية والفقهية وفاءً وعرفاناً بجميل وصوله الى رئاسة محافظة بغداد.. الامر الذي اثار استنكاراً واسعاً داخل العراق وخارجه من الحريصين على حرية وديمقراطية الانسانية العراقية وقواها التنويرية من كتاب ومثقفين وادباء ومبدعين وشعراء ورسامين وفنانين ومسرحيين.. والذين هم من واقع انشطتهم الفكرية والادبية والفنية ظاهرة تنويرية تشكل مفخرة متألقة في الواقع العراقي الثقافي والعربي بشكل عام.. وعلى إثر هذا الهجوم الظلامي السافر على الثقافة العراقية ومثقفيها ومبدعيها الذي اثار استياءً واسعاً في الاوساط الثقافية داخل العراق وخارجه تقدم العشرات من الكتاب والمثقفين العراقيين برسالة الى رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي يطالبونهما في التدخل بردع هذه الاجراءات الظلامية في الشأن الثقافي والفكري.. وكف يد محافظ بغداد من ممارساته التعسفية ضد الثقافة والمثقفين العراقيين.. والعمل على رد الاعتبار لاتحاد كتاب وادباء العراق ومبدعيه وفنانيه واكدت الرسالة: laquo;ان املنا كبير ان يستوعب قادة العراق الجدد دروس التاريخ القريب والبعيد.. وان ينتبهوا للتوقيت السيئ الذي اختاره محافظ بغداد لقراره المجحف ضد شغيلة الفكر وحملة الاقلام النيرّة.. فنحن وشعبنا كنا في انتظار ولادة حكومة وطنية تنهي ملامح الواقع الفاسد وتعيد الهوية الوطنية والديمقراطية للعراق الجديد.. لا ولادة قرارات ارتجالية مُتخلفة تعيدنا لعصور الدكتاتورية والقمع ومصادرة الحرية واسكات الاصواتraquo;.
ان كتاب الحرية والديمقراطية وذوي التوجهات التنويرية في كل مكان عليهم ان يرتفعوا الى مسؤولياتهم الثقافية والفكرية والابداعية وان يقفوا بجانب الثقافة العراقية التي تتعرض الى هجوم بربري ظلامي سافر مستهدفة الحريات المدنية التي أسال المثقف العراقي على مدى التاريخ دماءه الأبّية الطاهرة على جوانبها!!
ولم يكن خافياً على احد ان استهداف الثقافة العراقية في قمع ارادتها الانسانية التنويرية.. يعني المدخل الذي يدفع قوى التطرف الذين يستمدون مثالهم من اوساط ولاية الفقيه في قم ان يعبّدوا طريقهم الى تدابير اكثر انغلاقاً وتطرفاً وتعسفاً في اجتياح جميع مظاهر الحريات المدنية وطمس معالمها الانسانيّة وفي الانتقال بعراق الرافدين الى صورة مطابقة للتخلف والتعسف لنظام ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية الايرانية!!
ان ما تتعرض له الثقافة العراقية ومثقفيها من تدابير عسف وتطرف جدية وعلى ضوء ارتباطات ثقافية دينية وطائفية وعقائدية.. وما هو سائد ثقافياً وايدلوجيا في تطلعات الامبراطورية الفارسية في السيطرة على المنطقة.. واقع يأخذ ابعاده الثقافية والفكرية والطائفية.. ويلاقي تفاعلاً ثقافياً وفكريا على ارض واقع عربي مأزوم بفساد انظمته وانعدام ابسط حقوق ابناء شعبه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات.
ورغم كل هذه الاوضاع البائسة فإن الثقافة العراقية لن تسقط في دياجير ظلماتهم.. ولن يقيدوا المثقف العراقي الحر بقيودهم وابتزازه باموالهم.. ولن يطيب لهم خطف الحريات المدنية من العراق, والعراقي والعراقية الذين تجسدت الحريات في دمائهم على مر العصور في التاريخ.. وسترتفع الاصوات في كل مكان: ارفعوا ايديكم ايها الظلاميون عن الثقافة العراقية ومثقفيها!!