أحمد كمال

فجأة تيقظ الوازع الديني في قلب الرئيس الفرنسي نيكولاي سركوزي بعد حادث كنيسة القديسين للمسيحيين الاقباط بالاسكندرية، بجمهورية مصر العربية واعلن ان هذا الحادث المأساوي الذي رفضه المصريون بمجرد حدوثه، كل المصريون بجميع اتجاهاتهم وانتماءاتهم وهم كلهم لعلم الرئيس الفرنسي مسلمون عاشوا احقابا وقرونا عديدة مع الاقباط المسيحيين مرتبطين متفقين متعاونين ومتعايشين بسلام مع بعضهم البعض، يربطهم الوطن الواحد والعيش الواحد والتعامل المشترك.
لقد دعا الرئيس الفرنسي المتحرر دينيا حادث الكنيسة القبطية بالاسكندرية بانه تطهير ديني يستهدف المسيحيين متجاهلا تاريخ تعايش طويل بين الاديان السماوية التي عاشت وتعايشت في منطقة على امتداد ساعة الشرق الاوسط وبالتحديد الساحة العربية على امتداد رفضها ومساحاتها وبلدانها وتعاقب حكام هذه البلدان.
الاديان السماوية اليهودية والمسيحية والاسلام رسائل السماء على رسل بشروا بها واعتقدوها مع شعوبهم ليخلقوا شعوبا وامما مؤمنة بوجود الخالق ووحدانيته معتقدين عن ايمان بالرسالات السماوية ضد همجية الكهان وعبدة الاصنام ومن اجل ايمان يعم البشرية وينقذها من عبادة الاصنام.
ولو قرأ الرئيس ساركوزي التاريخ وبالتحديد تاريخ بلاده الاستعماري وبقية دول الغرب ماعملوه من ظلم بعد احتلالهم لهذه المنطقة من العالم، اول من احتضن الديانات السماوية وبشربها ونشرها منذ تاريخ نزولها حتى يومنا هذا لتؤمن بها شعوب لا في هذه المنطقة فحسب بل في العالم كله.
لو قرأ الرئيس الفرنسي تاريخ بلاده حين احتلت بلدانا في هذه المنطقة ونصبت لاحرار هذه البلدان الذين قاموا لرفض الاحتلال المشانق بالجملة والاعدام بالجملة، حريتهم في نظر المحتلين هو رفضهم لوجودهم ولاحتلالهم دفاعا عن الاوطان ولايمانهم بقداسة اسلامهم واحترام بقيمة الاديان السماوية.
ومجازر الفرنسيون وغيرهم من المحتلين هي تطهير قذر وظالم للدين الاسلامي وماسبقه من اديان سماوية.