لندن

قالت صحيفة laquo;جيروزاليم بوستraquo; ان laquo;الأزمة السياسية في لبنان تدخل الآن في المرحلة الثانية. وقد بدأ العدّ التنازلي تجاه نشر الاتهامات في اغتيال الرئيس. ويتوقع أن تورّط الاتهامات أفرادا من حزب الله، بمن في ذلك مسؤولون كبار في الحزب.
واعتبرت ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يحاول جاهداً أن يبني سياجاً سياسياً لبنانياً حول حركته، بهدف حمايتها قدر المستطاع من تأثير اتهام أفرادها في جريمة اغتيال زعيم سياسي سنّي مشهور وأساسي. ويسعى فريق 14 آذار الى احباط هذا الجهد الذي يبذله حزب الله.
وتشير التقديرات إلى أنه سيفضّل قيادة الحريري لحكومة laquo;وحدةraquo;، على رغم أنه ليس واضحاً ما إذا كانت الظروف ستسمح بتشكيل هكذا حكومة. وفي حال فشلت الاستشارات الحالية في الوصول إلى نتيجة، وبقي الحريري يدير حكومة laquo;تصريف أعمالraquo;، حينها سيفتح الأفق أمام ضغط متزايد على الحكومة من حزب الله. وفي هذه المرحلة سيصبح هناك نوع من عدم الاستقرار المدني والتظاهرات، والعنف الطائفي سيصبح ممكن الحصول، وكل ذلك سيحصل في حال سعى حزب الله الى رفع لوضع الأوتاد وإجبار الحريري على إبعاد نفسه عن المحكمة.
ومن ناحية أخرى، إذا قام فريق 8 آذار بتشكيل الحكومة الجديدة، فإنّ هذا الأمر سيمثّل وضعا جديدا في شكل كامل، وهو سيعني بشكل خاص زيادة القوّة السياسية للفريق المؤيّد لسوريا وإيران في لبنان. وهذا الأمر، رغم ذلك، يحتمل جدا أن يحمل نتائج أقلّ احتمالاً.
حزب الله ومؤّيدوه لديهم القليل ليكسبوه من الاستيلاء المفتوح على القوّة. وبما أن هذا الموضوع قد تقرّر، فإن الجهود الدولية المختلفة الأنواع تأخذ مكانها وفي شكل مسعور لتجنّب صراع مهلك في لبنان. وتركيا وقطر هما من بين الدول الإقليمية التي تبذل هذه الجهود. أما الاتصالات السعودية- السورية فلم تنته. بعد، ومن المحتمل أن ينتج عن هذه الاتصالات نوع من معادلة التسوية.
ومع كلّ المناورات الحالية، يجب أخذ نقطتين في الحسبان.
أولاً، هذه العملية هي حول شرعية حزب الله، وليست حول قوّته المادية. وما يقف على المحكّ هو مساعي الحزب لعرض نفسه كحركة وطنية وعربية هدفها الأساسي محاربة إسرائيل. وإذا تمّ تلويث الحزب في جريمة اغتيال الحريري، فإنّ المجموعة ستبدو في نظر الملايين في العالم العربي كجسم غريب أو قوّة شيعية مدعومة من قوى غير عربية ومتورّطة في نشاطات تضعها بعيداً عن الإجماع السياسي العربي. حزب الله يخاف من هذه النتيجة، واحتمال حصولها يشكّل الأساس للانزعاج الظاهر للحزب. وفي الوقت ذاته، الأمر الذي ليس على المحكّ هو السيطرة الفعلية لحزب الله على لبنان. وسواء كانت نتيجة الأزمة الحالية، سيبقى الحزب الذي ترعاه إيران أقوى مجموعة في البلاد ولا أحد يمكنه إنكار هذه الحقيقة.
ولهذا يجد حزب الله نفسه في الموقع غير المألوف بأن لا يكون أمامه ندّ في القوّة المادية، وبالتالي لا يكون قادراً على ترجمة هذا الواقع في الوقت الحاضر إلى وضع يكون لمصلحته السياسية.
والنتيجة هي أنّ قوة رفض الحريري التي لا تقاوم لإنكار محكمة والده تقف حالياً في وجه هدف حزب الله الذي لا يمكن المساومة عليه بالسيطرة على موارد القوّة في لبنان.
وماذا ستكون النتيجة؟ هي كما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، لبنان يدخل حالياً في laquo;نفق نعرف بدايته ولكن لا نرى نهايتهraquo;.