راشد الردعان


في أغلب البلدان العربية التي فيها نوع من الحرية والديموقراطية تجد التقسيمات البارزة فيها تتمحور في ثلاثة توجهات.. الأول توجه المعارضة وفي الغالب الأعم تكون laquo;ليبراليةraquo; والثاني التوجه الحكومي المتمثل في أعضاء الحكومة والبرلمان ومن يدور في فلكهم، وهناك توجه ثالث ذو طبيعة دينية وهم المشايخ أو كما يسميهم البعض رجال الدين.. هؤلاء غالباً ما يكونون مع السلطات ويحرصون على مرضاة الحاكم بأي طريقة كانت وهم يختلفون طبعاً عن بعض الجماعات الإسلامية التي دخلت عالم السياسة من أوسع أبوابه، والتي ان تورطت في عملها السياسي لجأت للفتاوى الشرعية والبحث عن مخرج في الداخل والخارج.
في السنوات الأخيرة حدثت في الكويت عدة حوادث سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وآخرها تعذيب المواطن الميموني حتى الموت ومع هذا كله لم نسمع صوت المشايخ في الكويت الذين كانوا يتحدثون عن كل شاردة وواردة، ويطلون علينا في الصحافة ليقولوا إن الشخص الذي يحرق نفسه في النار!! طيب جزاكم الله خيراً وطيب الله أنفاسكم لكن ما حكم الشرع فيمن يعذب إنساناً حتى الموت؟ وما رأيكم فيما يحدث من خلافات بين البرلمان والحكومة هذه الأيام؟
لقد كان لمشايخ أيام الثمانينات صوت مرتفع سواء من خلال المنابر في المساجد أو الندوات العامة وبرز منهم العديد من الخطباء الذين لا يشق لهم غبار وكانوا يطرحون الأمور بوضوح وصوتهم مرتفع، أما هذه الأيام فقد خفت صوتهم واكتفوا بالجلوس في زوايا المساجد لإلقاء المحاضرات الدينية والبعض دخل في خلافات مع الجماعة التي يتبعها.. والبعض انضوى تحت عباءة الحكومة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.
لا نريد في الكويت مشايخ يدخلون عالم السياسة وفي كل خلاف لهم لون ورأي يستمدونه أحياناً من الشرع والفتوى وأحياناً من اجتهاداتهم التي تصيب وتخطئ.. ولا نريد مشايخ يؤيدون الحكومة في كل شيء.. نريد علماء وشيوخ دين لهم رأي واضح وصائب يقولون كلمة الحق ولا تأخذهم فيه لومة لائم، نريد من يرشد الحكومة ويوجهها ويقول للخطأ.. خطأ.. وللصح صح.. ولهم موقف في كل ما تمر به البلاد، فهل يعقل أن تمر علينا مصائب وجرائم وموبقات ولا نسمع صوت مشايخنا الذين يطلون علينا من خلال التلفاز والمذياع والصحافة يتكلمون عن كل شيء إلا الأحداث المؤلمة التي يمر بها بلدنا هذه الأيام؟!!