حسين شبكشي


لم تكن مفاجأة لكل متابع للشأن السعودي حينما تم الإعلان عن اختيار الأمير نايف بن عبد العزيز لولاية العهد في السعودية، بل من الممكن القول إن هذا تماما ما كان متوقعا، والاختيار جاء كنتيجة طبيعية بعد اختيار الرجل لمنصب النائب الثاني منذ فترة ليست بالقصيرة. ولكن ما كان مهما في هذه المرة كان الأسلوب الجديد الذي تم به الاختيار، وذلك عن طريق تفعيل عملي لهيئة البيعة التي أنشأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي كان الغرض الأساسي منها هو تنظيم عملية اختيار الملك وولي العهد بشكل منظم يأخذ في عين الاعتبار العديد من العناصر والعوامل المهمة التي كانت تظهر في مراحل سابقة، وتم الاستفادة من تلك الأحداث حتى لا تتكرر مجددا في المستقبل.

السعودية - كما هو واضح - اختارت خط الاستقرار باختيار نايف بن عبد العزيز، وهو الذي كان معنيا في العديد من الملفات المهمة بإدارة شؤون الدولة أمنيا وغيرها وحقق نجاحات مهمة، ولكن النقطة الأهم في شخصية الأمير نايف هي ما عرف عنه بأنه رجل صبور وغير انفعالي في اتخاذ القرار، وحذر، ويحرص على الصورة الكبيرة دون إغفال التفاصيل. وهي صفات رجل أمن ورجل دولة في آن واحد. في مطلع حياتي تعرفت بصورة غير مباشرة على شخصية الأمير نايف عن طريق والدي - رحمه الله - الذي كان مع الأمير نايف في تغطية أحداث الحادث الإرهابي الأشهر في التاريخ السعودي، عندما قام laquo;جهيمان العتيبيraquo; وزمرته باحتلال الحرم المكي، وكان الوالد يغطي الحدث صحافيا، باعتباره مديرا لصحيفة laquo;عكاظraquo;، وكذلك كان يقوم بدور وطني كتاجر ومسؤول فيورد أجهزة الإضاءة للمساعدة في إنارة الحرم خلال الفترة الحرجة تلك، وقام الأمير بالأمر بأن يرتدي والدي زيا عسكريا وإعطائه قناعا مضادا للغاز والقنابل المسيلة للدموع حتى يتم تسهيل مهمته، وروى لي وقتها العديد من المواقف المهمة التي كتب الكثير منها في صفحات عرفت أنها من أهم ما كتب في الصحافة السعودية عن هذه المرحلة، وكان الأمير نايف رجل المرحلة، وأدار الأحداث بدقة ومهارة ومتابعة تفصيلية، وبعدها قابلت الأمير شخصيا في مواقف مختلفة، تأكد لي نفس الرأي أيضا، وهذه الحادثة كونت لدى الأمير أساسا مهما سيستفيد منه لاحقا في كيفية مواجهة الإرهاب والتعامل معه، وكان أن جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وما تبعها من فلول laquo;القاعدةraquo; وأحداثها في السعودية، التي كتب للجهاز الأمني السعودي أن يحقق النصر الكبير عليها.

الأمير نايف من المهم أن نتذكر أنه مشارك أساسي في كافة القرارات، باعتباره جزءا أساسيا من الدولة وسياستها، ولا يمكن إغفال العلاقات الخارجية التي كونت لدى الأمير مع دول مختلفة حول العالم، مثل تونس والأردن والخليج العربي واليمن ومصر وكذلك الدول العربية والأفريقية والأوروبية.

السعودية حسمت قرار ولاية العهد بشكل سلس وبروتوكولي لائق يبعث الطمأنينة في نفوس الناس. وفق الله الأمير نايف في مهمته الجديدة.