وائل الحساوي


تنفس الأوروبيون الصعداء بعدما اتفق قادة دول اليورو على خطة محكمة لخفض ديون اليونان وانقاذها من الافلاس، وتقضي الخطة بزيادة حجم صندوق الانقاذ الاوروبي من 40 مليون يورو الى تريليون يورو وعلى زيادة رسملة البنوك بنسبة 9 في المئة، وعلى دعم الحكومات الاوروبية لليونان بتمويل اضافي قيمته 100 مليار يورو حتى العام 2014 كما يشارك القطاع الخاص بمبلغ 30 مليار يورو.
كما دخلت الصين على الخط بتعهدها بدفع مئة مليار يورو لدعم الاقتصاد اليوناني.
لا شك ان تلك الحلول الاوروبية والصينية لأزمة الديون اليونانية قد ساهمت في عودة الثقة باستقرار الاقتصاد العالمي بعدما اهتزت كثيرا بسبب تلك الديون وكذلك بسبب الديون الاميركية، وبالرغم من اننا ندرك بأن الازمة الحقيقية للاقتصاد العالمي لها اسباب عدة من اهمها هيمنة النظام الربوي الخبيث على معظم التعاملات الاقتصادية وما يؤديه من تضخم مستمر في رأس المال دون انتاج حقيقي، ومحق لبركة المال، كذلك سياسة الاحتكار وهيمنة الكبار وغسيل الاموال والغش التجاري وغيرها، لكني اريد ان انظر للأمور من جوانب اخرى غير تلك النظرة فلقد شاهدنا كيف هبت اوروبا بحدها وحديدها لإنقاذ دولة من دولها تخلفت عن سداد ديونها وغامرت بالوقوع في ازمة مالية مدمرة، وكيف دفعت الدول الاوروبية من حر اموالها لكي تمنع اليونان من الانهيار، وهذا احد اهم اسباب تفوق الغرب علينا وهو تكاتفهم مع بعضهم البعض في مواجهة التحديات والمسارعة الى اعانة بعضهم البعض، ويصدق ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: laquo;تقوم الساعة والروم أكثر الناسraquo; فعلق الصحابي الجليل عمرو بن العاص على اسباب ذلك بقوله: laquo;ان فيهم خصالا اربعا: انهم لأحلم الناس عند فتنة واسرعهم افاقة بعد مصيبة واوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة وجميلةquot; وامنعهم من ظلم الملوكraquo;.
وأريد أن اقارن ذلك بموقف للرئيس الصومالي شريف عندما كانت قمة الدول العربية في قطر بعد تمكنه من ابعاد المتطرفين والامساك بزمام الحكم، وقدم طلبا لمساعدته من الدول العربية بعشرة ملايين دولار لمنع رجوع التطرف الى بلاده، ففاوضه القوم واشترطوا عليه شروطا تعجيزية مقابل تقديم ثلاثة ملايين دولار له، ومنها ان يوحد المعارضة ويضمها اليه.
واليوم بينما الشعب السوري يقتل كالخراف في بلاده يتحرك العرب ابطأ من السلحفاة وعلى استحياء لكي يزكموا انوفنا بمبادراتهم التي لا تنتهي تاركين الشعب يلاقي مصيره، فهل يؤمن هؤلاء العرب بالاسلام حقيقة ام انهم يتظاهرون بذلك؟!