مصر: الإخوان والسلفيون يرفضون وثيقة السلمي ويهددون بالنزول لميدان التحرير لمنع تحويل العسكر لقوة فوق الدستور

القاهرة

صحف مصر أمس الخميس كانت حافلة بالأخبار والموضوعات الساخنة حيث سيطرت عليها ردود الأفعال الغاضبة من الإخوان والسلفيين وأحزاب التحالف الديمقراطي من أجل مصر، الذي يضم الإخوان وعددا من الأحزاب الأخرى، ورفضها الوثيقة التي قدمها نائب رئيس الوزراء، الدكتور علي السلمي، للاتفاق على معايير اختيار الأعضاء المائة الذين سيضعون الدستور بعد انتخابات مجلسي الشعب والشورى، والعاصفة التي اثارتها المادة التاسعة من المبادئ والخاصة بميزانية الجيش ودوره في حماية الشرعية، والتهديد بمليونية يوم الجمعة الثامن عشر من الشهر الحالي، بينما أيدت الأحزاب الأخرى الوثيقة من حيث المبدأ وتسجيل رفضها للمادة التاسعة. وتعرض المجلس العسكري أمس الى هجومين عنيفين من اثنين من رسامي الكاريكاتير الأول في 'الشروق' وهو زميلنا وصديقنا عمرو سليم بخصوص المحاكمة العسكرية للناشط علاء عبد الفتاح، والثاني من زميلنا بجريدة 'روزاليوسف' الحكومية، انور، وكان رسمه عن الدستور وضابط يقول لمواطن، يابني افهم، مبادئ فوق دستورية يعني، وأشار الى دستور آخر يجلس فوقه ضابط يقول: أجيب الدستور واقعد فوقيه. والاثنان، عمرو وأنور، هما الأكثر عنفاً في مهاجمة المجلس العسكري بالكاريكاتير، كما واصلت الصحف تغطية دعايات المرشحين للانتخابات، وكان أطرف الأخبار خبرا صغيرا في الصفحة الرابعة من 'المساء' ارسله من الفيوم زميلنا نبيل خلف عن رفض مرشحين مستقلين من الإخوان وحزب النور السلفي، استلام رموز الكمنجة والبيانو، لأنها آلات موسيقية تسيء إليهم.
وتقدم رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد وافي مشيعي جنازة جمعة الشوان، وعرض المجلس القومي لحقوق الإنسان، تقرير نقص الحقائق عن أحداث ماسبيرو، ومطالبة زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني عمر سليمان بالكشف عن صاحب دعوته للحج وإرسال طائرة خاصة له وقارنه بشيخ الأزهر، الذي رفض دعوات مماثلة مصرا على ان يحج على نفقته الخاصة، وبدء أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق أولى جولاته الانتخابية، وقال عنه زميلنا أسامة غريب في 'التحرير' أمس: 'أحمد شفيق شكل حائط صد وحماية لمرتكبي جريمة قتل الثوار، وسعى لاستخدام سلطاته لمنع الاقتراب منهم، وهذا يجعله شريكاً في الجريمة لا مجرد مسؤول أهمل في أداء واجباته الدستورية.
سمح بهروب عدد ن اللصوص الكبار ومنع العدالة من الوصول إليهم، فحسين سالم غادر بموافقته، وبطرس غالي استأذن منه، وكذلك رشيد محمد رشيد، وهو مسؤول كذلك عن الأموال التي تم تهريبها والأوضاع التي تم ترتيبها، كل هذه جرائم حقيقية يتعين على السيد أحمد شفيق أن يواجهها وعليه أن يبحث من الآن عن أي ديب سحلاوي يقبل الدفاع عنه، أما كرسي الرئاسة الذي يتطلع إليه فهو المحال بعينه، لأن شعب مصر لن يسمح لعصابة مكاحل المومو، وتنظيم فتحية لموناتة، إلا بالوجود الآمن، في السجن!'. وإلى بعض مما عندنا:
جولات شفيق في شبرا
الخيمة سيطرت على الصحف

لوحظ أنه بينما نشرت الصحف عن أولى جولات شفيق في شبرا الخيمة، كان الموضوع الرئيسي في الصفحة الأولى من 'المصري اليوم' لزميلتنا نشوى الحوفي، قالت فيه: 'نفى مصدر 'شديد القرب من المجلس العسكري' وجود أي نية لدى المشير حسين طنطاوي للترشح في انتخابات الرئاسة. إن أمنية المشير أن يتقاعد بعد انتهاء مهمة تسليم السلطة في هدوء. ان المجلس العسكري يدرك حساسية ترشح شخصية عسكرية لانتخابات الرئاسة المقبلة، من منطلق أن ذلك قد يتسبب في انفجار الوضع السياسي في مصر.
المجلس يرغب في أن يتولى الرئاسة شخص تتوافر فيه صفات محددة، أهمها: الدراية العلمية، والخبرة في الإدارة، والحنكة في اتخاذ القرار، والقدرة على إدارة الاقتصاد المصري في ظل أزمته الحالية، ولن يقف امام إرادة الشعب المصري في اختيار الرئيس، وإذا لم يظهر هذا المرشح فإن المنافسة ستدور بين أربعة مرشحين حاليين، هم: عمرو موسى، ود. عبد المنعم أبو الفتوح، والمستشار هشام البسطويسي، والفريق أحمد شفيق'.

استبعاد ترشيح البرادعي
ودعم طنطاوي

ولوحظ أن المصدر استبعد مرشحاً هاما وهو الدكتور محمد البرادعي، أما زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير 'الفجر' فقد مال لترشيح طنطاوي وقارنه مع عبد الناصر بقوله: 'خرج من يطالب بالمشير حسين طنطاوي رئيساً للبلاد، وحسب ما نعرف فإن الرجل يجنح كثيرا ناحية التوجهات الناصرية، وسبق ان رفض - وهو وزير دفاع مبارك - سياسة الخصخصة قائلا: 'إنه لم يبق لحكومة رجال الأعمال إلا أن تبيع المصريين أنفسهم'.
لكنه، لم يغير من الوضع شيئاً وهو يجلس على مقــــعد السلطة العلــــيا للبلاد، لم يفكر في خطة إنقاذ عاجلة تسعد البسطاء، وتسعد الأشقياء، وتطمئن الفقراء.
إن مثل هذه السياسة هي التي ستثبت ان الجيش انحاز بالفعل للثورة الشعبية وأن انقلابه على النظام الفاسد هو حركة تغيير، لا تسيير، موقف يساند الثورة، ولا يكتفي بتغطية ما كشف من العورة ، وساعتها يمكن أن يصبح المشير على طريق البكباشي، دون أن ينسى أن الطريق طويل وصعب ومحفوف بالمخاطر، لكن من كان الشعب معه فلا قوة على ظهر الأرض يمكن أن تنال منه'.

المصريون لن يسمحوا
بديكتاتورية المجلس العسكري

وتواصلت في تقرير اليوم المعارك حول المجلس العسكري وبسببه ونتيجة لبعض التصرفات والأحداث،ولوحظ أن الهجمات تفاوتت حدتها من مكان لآخر، ففي مجلة 'آخر ساعة' القومية قالت زميلتنا وفاء الشيشيني في تقرير لطيف يتفق مع رقتها: 'ساذج من يتصور أن المصريين سيدخلون الجحور ويمشون جنب 'الحيط' مرة أخرى، منكر للواقع، وواهم، يعيش أحلام يقظة 'مباركية' من لم يقرأ تغير 'المصري' بعد الثورة وقدرته على مقاومة كل أنواع الغدر والنذالة بتوليفة مصرية أصيلة استوعبت غزاة وهضمتهم ثم لفظتهم خارج رحمها وشرفها وأرضها في الوقت المناسب.
ولكن هل يقرأ 'الحكام' الجدد، المؤقتون بحكم الثورة والإعلان الدستوري، وواقع ثورة قامت ولن تنهار مهما فعلوا بها الأفاعيل، فكل الرســـائل والإشارات التي يرسلها كل أطياف الشعب الذين يطالــــبون بالعـــدل الاجتماعي والأمن اليومي والأمل السياسي لم تصل، وبأن دوام - هذا الحال المؤقت، لا يمكن أن يستمر. تخريجة مصرية بعد الهجــــوم على حرية الإعلام وقفل المحطات الفضائية وترهيب الإعلاميين بالتحقيق معهم في النيابات العسكرية ومصادرة بعض أعداد من الصحف المستقلة، وغدر أصحاب المحطات بمذيعيهم - ربما لهم العذر في الخوف على رأس مالهم أو عدم الرغبة في تحدي المجلس العسكري ومن ثم استسلموا إلى الأوامر المشددة بعدم استضافة بعض الشخصيات 'المعينة' المشهور عنها صلابتها وشجاعتها في مواجهة أعتى الاسماء دفاعا عن مطالب الثورة'.

المشير لن يترشح للحكم

وكان زميلها أمير الزهار، رقيقاً أيضا في هجومه بقوله: 'كثيراً ما كرر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم أنه سيتم تسليم الحكم لسلطة مدنية، عقب الفترة الانتقالية مباشرة 'مع تحفظنا على ما يمكن أن يؤدي إليه ترتيب الخطوات خلال هذه الفترة وما لم يتم اتخاذه لعزل وإبعاد الفاسدين والمشاركين في الانتخابات المزورة السابقة والجاهزين بإمكانيات هائلة لإعادة انتاج ما قامت الثورة للقضاء عليه من الجذور!'، وكثيرا ما أعلن أنه لن يتم ترشيح عسكري للرئاسة، وفوجئنا مؤخرا بحملة غامضة للدعوة بالرئاسة للمشير، ومن الطبيعي أن يحتاج هذا الأمر الى تعليق فوري من المشير أو أي متحدث رسمي باسم المجلس، لكن ذلك لم يحدث مما قد يعيد إلى الأذهان الحملة الغامضة التي نادت بترشيح جمال مبارك للرئاسة رغم نفي كل من الرئيس السابق وولده ذلك مرارا حينها.
وكان قد تكرر مرارا نشر أنباء مشابهة عن تفكير اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق في ترشيح نفسه، على الرغم من تكرار اسمه في تحقيقات بالمحاكم وبجهاز النائب العام حول دور رئيسي له في إتمام صفقة الغاز والحصول على امتيازات أخرى لنفسه محل تحقيقات مع آخرين.
وفي نفس الأمر بخصوص الفريق شفيق الذي توجد أيضاً بلاغات ضده أمام النائب العام بخصوص إسناد مشاريع كبرى بالأمر المباشر لشقيق قرينة الرئيس السابق وآخرين وإهدار مال عام ضخم في المطار الجديد، ناهيك عما يكاد يكون يقينا - وينبغي أن يكون محلاً للتحقيقات - حول دوره كرئيس للوزراء عقب التنحي في إتاحة الفرصة للرئيس وزوجته وأبنائه وكبار المستفيدين من عصر الفساد في الهروب أو تهريب ونقل وإخفاء أموالهم!
فهل من الممكن أن يتجاهل القضاء أو المجلس الأعلى العسكري مثل هذه البلاغات والقضايا، وهل يمكن لهذه الشخصيات ذاتها أن تتجاهل مثل هذه الاتهامات الرسمية وحتى المتداولة بين الناس دون التبرئة القضائية والرسمية منها أمام الشعب، أم أن هذا الشعب، في عرف البعض ما زال يتم التعامل معه بنفس طريقة التجاهل المقيتة السابقة؟'.
موقف الفريق أحمد شفيق
يوم موقعة الجمل عار

واجتذب أحمد شفيق أنظار زميلنا في التحرير محمد فتحي، فقال عنه يوم الثلاثاء: 'من حقنا نحن أيضا أن نذكر الجميع بالموقف المخزي الذي يجلب العار إلى الفريق أحمد شفيق يوم موقعة الجمل، حيث اختفى تماما بعد أن وعد بتأمين المتظاهرين 'على رقبته' ليقتل الناس في الميدان، ويعتدي عليهم، بينما سيادته مختبىء في انتظار النتيجة دون أن يتدخل لوقف الدماء. هناك 42 بلاغا قدمت ضد شفيق لم يتم التحقيق فيها حتى اللحظة بعد تحويلها إلى النيابة العسكرية فلم نعد نسمع عنها، وفي الكواليس محاولات للطرمخة وإصلاح التجاوزات موضوع البلاغات.
هناك ضباط أمن دولة حرقوا وفرموا ملفات مهمة بعد أن قدم شفيق استقالته ربما لشعورهم أن الظهر الذي يحميهم رحل.
السؤال: هل هي مصادفة أن يكون أكثر مؤيدي شفيق هم بتوع 'آسفين ياريس' ومحبو المجلس العسكري؟'.

رفع العلم المصري على أعلى
سارية في العالم بعيد ميلاد المشير

ويوم الأربعاء تعرض المشير إلى هجوم لاذع من زميلنا في 'اليوم السابع' وائل السمري وقوله عن الاحتفال برفع العلم المصري على أعلى سارية في العالم: 'ما الذي جعل اللواء الفنجري يصطحب معه وزراءه، ويعطل المرور لساعات، من أجل احتفالية باهتة برفع علم مصر على سارية نادي الجزيرة؟ وكيف يتخيل السادة الوزراء واللواءات أننا سنبتلع فكرة أن رفع العلم 'في إطار الاحتفال بنصر أكتوبر' وقد مر على هذه الذكرى أسابيع طويلة مليئة بالمحزنات والأحداث العاصفة؟ وهل يظن المجلس العسكري اننا بالسذاجة التي تجعلنا نصدق ان تزامن هذه التظاهرة البائسة مع يوم ميلاد المشير من قبيل المصادفة السعيدة؟ أم أنه يريد أن ينفخ بهذه الحركة الاستعراضية المفتعلة 'بلونة' جديدة بتمرير الاحتفال بعيد ميلاد المشير الـ'79' فلو نجحت يعممونها في السنوات المقبلة من حكمه المديد، ويعمموننا بالمرة.
نحن الآن أمام إعادة إنتاج للمقولة الاستبدادية الشهيرة 'أنا الدولة والدولة أنا'، لم يكن علم مصر بحاجة الى ان يرتفع على سارية الجزيرة، ولم يكن المجلس بحاجة الى ان يستدعي المطرب محمد فؤاد المعروف بميله للبكاء على مبارك وأبنائه، مصحوبا بحفنة من 'الكومبارس'..'.

أصدق العباد يساقون إلى التحقيق
والحبس في عيد ميلاد المشير

وإلى وائل آخر، هو زميلنا وائل قنديل أحد مديري تحرير 'الشروق'، الذي قال في نفس اليوم عن نفس الموضوع: 'ولما كان يوم عيد ميلاد الحاكم العسكري ارتفعت في سماء المحروسة أعلى سارية في العالم تحمل علم البلاد ابتهاجا بالحرية، في اللحظة ذاتها كان نفر من أشرف وأصدق العباد يساقون إلى التحقيق والحبس، بينما انشغل ثلة من طالبي القرب بإطلاق حملة تجمع مليون توقيع لترشيح العسكري رئيساً دائماً للدولة. لا أعلم من هو ذلك العبقري الشرير الذي لم يجد في أيام السنة الطويلة إلا يوم ميلاد المشير طنطاوي لكي ينصب فيه أعلى سارية ترفع العلم المصري، بالتزامن مع إحالة الثائر الحقيقي علاء عبد الفتاح وزملائه للتحقيق امام النيابة العسكرية والإعلان عن حملة المليون توقيع للمشير رئيساً للجمهورية.
غير أني أتذكر جيدا أن أجواء كهذه سادت قبل شهور قليلة، وربما أسابيع من اندلاع ثورة 25 يناير، ولعلك تذكر تلك الحملة الهزلية التي انطلقت في النصف الثاني من عام 2010 تطالب بجمال مبارك رئيساً للجمهورية، وتغرق الشوارع بملصقات فاخرة ولافتات في القرى والنجوع تعلن تأييدها لترئيس ابن الرئيس، ولأننا لسنا في عصر المخلوع وولده - أو هكذا يفترض - فإنه لا يليق بالمجلس العسكري أو المشير طنطاوي أن يلتزما الصمت أمام دوران عجلة حملة المشير رئيساً، خصوصا أن المجلس نفى غير مرة التفكير في البقاء في الحكم، وأكد في أكثر من مناسبة أن رئيس مصر القادم مدني وليس عسكريا.
ولا يكفي في هذه الحالة أن يقال ان المجلس العسكري لا علاقة له بمثل هذه الحملة، فضرورات الاستقامة الأخلاقية والسياسية تتطلب من المجلس المحافظة على تعهداته التي قطعها على نفسه بشأن مدنية الدولة، التي عرفها بأنها تعني أنها لا عسكرية ولا دينية، ومن ثم فإن مصداقية المجلس على المحك مرة أخرى'.

'التحرير': لا لعودة حكم العسكر

وفي 'التحرير' شن الأديب المعروف محمد المنسي قنديل هجوما على خضوع مصر هي أمي لحكم العسكريين، بقوله: 'يبدو أن عشاق حكم العسكر لا يدرون أننا عشنا في ظله ستين عاما كاملة، وتقلبنا بين ثلاثة رؤساء، مختلفين في الطباع والمشارب ومتفقين في نزعتهم الفردية وتمسكهم بالحكم المطلق أولهما كان جمال عبد الناصر، أقرب هؤلاء القادة الى قلب فقراء هذا الوطن، وواحد من البناة العظام لمصر الحديثة، ولكن جذوره العسكرية أوقعته في أخطاء مروعة فلم يؤمن بالشعب المصري بقدر ما آمن بقدرته الفردية ورغبته في أن يكون الزعيم الأوحد، ولم تتح الفرصة لنا ان نتخذ بأنفسنا أي قرار، وبث فينا الرعب فتحولنا إلى شعب طائع، نؤمن به، ونؤمن بأي حاكم حتى ولو كان معدوم الإمكانية فاقدا لكل مؤهلات القيادة، وكانت النتيجة أن مصر تلقت في عهده أكبر هزيمة مروعة في تاريخها، هزيمة يونيو 67، التي مازلنا نعاني من آثارها حتى الآن، ولم ينس عبد الناصر قبل أن يموت أن يورثنا لعسكري آخر هو السادات الذي أكمل مسيرته في تجاهل الإرادة المصرية، فساقنا جميعاً إلى صلح غير متكافىء..و انفتاح اقتصادي جاءت معه جيوش من الفساد، استوطنت مصر ونشرت مخالبها في كل مكان ولم ينس هو ايضا ان يورثنا لعسكري ثالث هو حسني مبارك الذي فعل بنا على مدى ثلاثين عاما ما لم يفعله أي ديكتاتور في أمريكا اللاتينية'.
ما شاء الله، ما شاء الله، عبد الناصر هكذا غير مسبوق بخالد الذكر؟

'صباح الخير': دولة مدنية لا دينية

المهم، نترك هؤلاء الغاضبين لنرى ماذا عند غيرهم، حيث وجدنا زميلنا محمد هيبة رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' القومية التي تصدر عن مؤسسة 'روزاليوسف' يقول: 'كانت مطالبنا الأساسية هي ضمان مدنية الدولة فوجدنا أنفسنا نسير في اتجاه خطر وهو الدولة الدينية، وراجعوا الأحداث الاخيرة التي أشعلت الفتنة بين الأقباط والمسلمين ومحاولة استحواذ السلفيين والإخوان على الساحة السياسية، وعلى النقابات وعلى المؤسسات الأخرى لنجد أنفسنا أمام خيارين أيضا أحلاهما مر، فالإخوان والسلفيون، مرجعيتهما الدولة الدينية، على حساب الدولة المدنية.
ونحن كنا نرى الإخوان فزاعة تهدد مدنية الدولة فإذا بنا أمام فزاعة أخرى أشد وأصعب وأكثر تطرفا وهم السلفيون، فإما أن نقبل بالإخوان الأقل تشددا وتطرفا، وإما أن نقبل بالسلفيين الأشد تطرفا، والاثنان كلاهما مر.
اما أن نقبل بهذه الفوضى وبهذه الأخطار التي تهدد الدولة وإما أن يستمر حكم العسكر وتطول الفترة الانتقالية. والحقيقة ان الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قد عبر بصراحة عما يجيش في صدور الناس في الفترة الأخيرة وذلك في حواره الأخير مع 'الجزيرة' ونشرته الصحف المصرية.
وأكد هيكل في حواره أنه لا يريد للجيش أن يحكم، لأن هذه ليست وظيفته، لكن ليس هناك تخوف إذا اقتضت الظروف ذلك. اقترح سلفاً أن يصبح المشير طنطاوي رئيساً للدولة وليس 'للدمهورية' لوضع مؤقت الى جانب مجلس أمناء، الدولة والدستور'.

دعوات خبيثة للتفريق بين الشعب والجيش

ومن 'صباح الخير' الى مجلة 'المصور' وزميلنا صلاح البيلي الذي صاح قائلا: 'تصاعدت على مدى الشهر الفائت تقريباً بعض الدعوات الشاذة المغرضة الداعية للتفرقة بين الشعب وجيشه، ثم في 'فتنة أحداث ماسبيرو' الأخيرة ظهرت أصوات مسيحية ومسلمة تنادي بالقصاص من الجيش، وتصفه 'بالجيش الكافر'، وأنا هنا كمصري مسلم وسطي معتدل أعتز بعروبتي ومصريتي وبالفترة التي قضيتها مجندا بالجيش، أرفض كل حملات التصعيد ضد الجيش وقياداته، وأقول: إنني لست 'إخوانياً ولا سلفياً' ولكنني كما أعتز بهويتي أعتز بجيش مصر العظيم على مرأى التاريخ، وهو نفسه الذي انحاز لثورة 25 يناير 2011 وحماها من بطش 'نظام مبارك' وأكد مسؤوليته في تحمل تبعات المرحلة الانتقالية حتى يسلم الراية لمؤسسات مدنية منتخبة من برلمان وحكومة ورئيس بقدر عظمة مصر.
إنه الجيش الذي لم ينجر كما في سوريا أو ليبيا أو اليمن لمعارك مع شعبه، وتحمل الكثير ويتحمل للآن كثيرا من الهجوم العدواني والسخـــافات التي لا تريد أمناً لمصر ولا استقرارا لها. إنني أشم رائحة مؤامرة بأصابع داخلية وخارجية هدفها إسقاط الدولة المصرية وتفتيت شعبها الموحد لدويلات تتصارع والقضاء على جيشها العظيم وعندئذ سندفع جميعاً الثمن 'المسلم والمسيحي' لأن الاستعمار الخارجي لن يحمي قبطا والشواهد كثيرة عندما غزت أمريكا العراق سنة 2003 اضطر آلاف المسيحيين العراقيين للهجرة خارج العراق على وقع الانفجارات وعدم الأمان!
لذلك أدعو المجلس العسكري والحكومة لتطبيق القانون بحزم وبقوة وبسرعة على الجميع 'مسلم ومسيحي' إذا ما خرج على القانون أو أحدث فتنة طائفية أو سعى لها'.

البصق على صورة قادة الحزب الوطني

وإلى المعارك والردود المتنوعة، والتي لها مذاق وطبيعة خاصة، مثل قول زميلنا بـ'الجمهورية' صلاح حامد عن أحد قادة الحزب الوطني السابق: 'كنت كلما رأيت صورته في الصحف أبصق عليه وألعنه، وإذا فتحت التليفزيون وشاهدته وهو يتنطع ويجادل بالباطل بحماس وبدون أن يرمش له جفن أصاب بالغثيان فأسرع بغلق التليفزيون لأتفرغ للدعوة عليه بالويل والثبور وأن تكون نهايته مثل كل شيطان مارد أو فرعون متجبر وظالم، نعم لم يكن الفاسد الوحيد في الأرض، فالنظام السابق أفرز الآلاف من أمثاله لكنه تفرد عن الجميع بـ'سحنة' مرعبة مركبة في رأس كبيرة جدا لا أعرف كيف تستطيع كتفيه أن تحملاها.
قد يقول قائل: وهل رأيت الشيطان من قبل حتى تشبه عميل المخلوع به؟ أقول لا، لكنه وقر في قلبي على هذا النحو، وكنت أتخيله في هذه الصورة البشعة حتى انني تمنيت لو كنت السياف في حكايات ألف ليلة وليلة فأجتز هذا الرأس القميء وألقي به للسباع، منذ عدة أيام التقيته صدفة ووجها لوجه فقد اصبح بدون قيمة 'زي فردة الجزمة القديمة'/ كان يتحدث مع مجموعة من الفلول الذين كانوا يلهطون الفتات من على موائد السلطان، كانت المجموعة تخطط للحصول على قطعة من تورتة مجلس الشعب ولو بالانبطاح تحت الأقدام والزحف على البطون كالأفاعي والثعابين حتى لا يشعر بهم الثوار فيضربونهم بـ'البراطيش' كضرب السحالي والجرذان.
وقفت أتفرس في صاحب هذا الرأس المخيف فوجدت أن 'حز' رأسه بالسيف فيه كثير من الرحمة له، وأصبحت أتمنى الآن أن تكون نهايته مثل نهاية الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي خرج للنزهة على حماره في المساء فعاد الحمار بدونه. وما زال ما حدث له مجهولا حتى الآن، أو يا حبذا أن تكون نهايته - ومعه الفلول - مثل نهاية شجرة الدر التي كانت عقوبتها الموت ضربا بالقباقيب'.
وأنا أعرف من يقصد بالضبط، لأنه صديقي، ولكن ذلك لا يعني انني أصادق شياطين، لأنني - وللأمانة - لم أر قرنين في رأسه، ولا ذيلا في مؤخرته ولا حوافر في رجليه.

الاخوان المسلمون اقتنصوا الثورة

ومن الذين شاركوا في الثورة الإخوان المسلمون ولكن كان لزميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة 'المصور' حمدي رزق رأي آخر في هذه المشاركة قال عنه يوم الأربعاء في جريدة 'روزاليوسف':
'كان القناص الأكبر الذي ينتظر أن يقفز على الثورة هو جماعة الإخوان، في البداية أخذت الجماعة موقف الترقب والحذر، أصدرت قبلها عدة تصريحات من خلال قادتها حيث قالوا ان أحدا لم يقم بدعوتهم الى هذه التظاهرة وإنهم لا يعرفون من الجهة التي دعت لهذا الموقف الاحتجاجي، خرجت تصريحات من عضو بمكتب الإرشاد قال فيها لن نشارك في أمر مجهول، وعندما سمعت جماعة الإخوان أن بعض القوى والحركات الاحتجاجية ستشارك بشكل أو بآخر خافت الجماعة أن تغيب عن الأحداث فقررت أن تشارك مشاركة رمزية ببعض رموزها، يعدون على أصابع اليد الواحدة، إلا أنها أمرت شباب الجماعة بعدم المشاركة ولكن عددا من شبابهم تمرد على قرارهم.
خرج العشرات من شباب الإخوان الى ميدان التحرير غير آبه برغبة قياداتهم في المكوث بالمنازل، إلا أن هؤلاء الشباب لم يبدأوا في الانضمام إلا بعد مغرب يوم 25 يناير، ثم بدأت أعدادهم في التزايد في اليوم التالي بعد أن تشجع من حبستهم في المنازل أوامر القيادات، وبعد حين وحين أدركت الجماعة أنها أمام غضبة مصرية شبابية غير مسبوقة، آنذاك قررت أن تظهر في الصورة وأدلت بعض القيادات بتصريحات قالت فيها إنهم سيشاركون في جمعة الغضب!
'الاخبار': بدع السلفيين في التكفير

وإلى معركة أخرى لا علاقة لها بالشياطين، خاضها في نفس اليوم زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والمتحدث الرسمي باسم حزب التجمع اليساري المعارض، نبيل زكي ضد بعض السلفيين بقوله عنهم وعن بدعهم في التكفير: 'في الثورة المصرية - 25 يناير - لم يرتفع شعار ديني متطرف أو تكفيري ولم تكن هناك طائفية أو مذهبية. وهناك مفكر يصف نفسه بأنه إسلامي يصف متظاهري ماسبيرو - الأقباط - بأنهم 'عبدة الشيطان' ويقودهم 'الشيطان الأكبر' البابا شنودة! ولم يتردد الرجل في تشبيه الأقباط بأنهم 'السرطان الذي يجب استئصاله'!
إذن، فإن هناك من يريدون تمزيق الوطن وعرقلة مسيرته وبدلا من بحث كيفية تطوير البحث العلمي ومكافحة الفقر والبطالة، والعمل على رفع مستوى المعيشة، وتوفير فرص العمل والتعليم والعلاج والرعاية الاجتماعية للمصريين، فإن المطلوب هو إعلان الحرب على الأقباط والليبراليين والعلمانيين وكل من يختلف في الرأي والموقف مع المتطرفين، ذلك أن هؤلاء جميعا، أعداء للوطن والأمة وكفرة، وبالتالي لا يبقى سوى إقامة دولة دينية على النمط الأفغاني لكي لا تكون إسرائيل وحدها هي الدولة الدينية في المنطقة! أصحاب دعوات التكفير لا علاقة لهم بثورة يناير، وكلمة السر: العودة إلى شعارات 25 يناير'.
ما السر وراء الحديث مجددا
حول المبادئ فوق الدستورية؟

وفي الجمعة ظهرت جماعة الإخوان بشكل واضح إلا أنها آثرت ألا ترفع شعاراتها أو تتمايز على باقي المشاركين'. ولم يرد أحد من الإخوان على حمدي لأنهم كانوا مشغولين بمعركة أخرى فتحها عليهم نائب رئيس الوزراء الدكتور علي السلمي، بدعوته للمؤتمر التشاوري لوضع المبادئ التي تلتزم بها اللجنة التي ستضع الدستور. ولذلك قال عنه في نفس اليوم - الأربعاء، زميلنا عادل الأنصاري - رئيس تحرير 'الحرية والعدالة': 'لا أدري ما السر وراء الحديث مجددا حول المبادئ فوق الدستورية، الأكثر غرابة اننا كنا نتصور أن الأمر كان فكرة نابعة من الدكتور يحيى الجمل رئيس الوزراء السابق، وظننا ان هناك تحولا لدى الجمل في الأفكار والتصورات عما كان يتم تداوله من أفكار قبل الانضمام الى الوزارة.
تصورنا أن الدكتور السلمي جاء بأجندة تتسق مع الرؤية الشعبية والخلفية التي جاء منها، وأنه سيضع في حسبانه اللقاءات المشتركة للتحالف الديمقراطي، التي كان شريكا فيها والتي رفضت بصورة قاطعة فكرة وجود أي مبادئ تفرض على واضعي الدستور بصورة مسبقة. ولكن كانت المفاجأة التي أذهلت الجميع أن سيناريو الجمل يتكرر، ولا أخفي أنني ظننت - من فرط التوافق بين السلمي والجمل - أن منصب 'نائب رئيس الوزراء' صنع خصيصا وبني تحديدا بهدف الحديث عما يسمى بالمبادئ فوق الدستورية، إذ لم أجد له مهمة أخرى غير هذه المهمة'.

الظرفاء وابن 'الكبابجي' غبي وبطيء 'الفحم'

وإلى الظرفاء ونبدأ مع زميلنا وصديقنا بـ'أخبار اليوم' خفيف الظل محمد حلمي، وقوله في فقرته المتميزة ـ بطبيعة الحال:
' ـ مرات 'تاجر الثلج'، 'لوحها' فيه..
- ابن 'الكبابجي' غبي وبطيء 'الفحم'..
- 'ضابط المرور' إذا مر على زواجه 10 سنين يروح للمأذون 'يجدد' القسيمة.
- أن تقلق النساء من 'تاجر الأقلام' لأنه بيخبي 'سنه'.
- أغنية 'الساعات' المفضلة 'ساعات، ساعات' لصباح.
- مرات 'بتاع التليفزيونات' لما تلاقي ابنها مغمض، تفتح عينيه 'بالريموت'.

معجزات العهد البائد في إحياء الموتى

أما إمام الساخرين زميلنا بـ'الأخبار' أحمد رجب فقد لاحظ شيئا هاما جدا، وأراد أخبارنا به يوم الثلاثاء وهو: 'من معجزات العهد البائد إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم ليدلوا بأصواتهم لمرشحي الحزب الوطني، وكانت الأمهات ينتظرن أبناءهن الموتى ورؤيتهم في اللجان، لكن من مساوىء الداخلية غلظة القلب وإعادة الأبناء الى قبورهم فور انتهائهم من الادلاء بأصواتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله'.

اللي يشوف بلوة القذافي وجثته تهون عليه بلوته!

وقبل أن أغادر 'الأخبار' الى غيرها في رحلة البحث عن الظرفاء نصحني أحمد رجب بقراءة ما كتبه خفيف ظل آخر في الصفحة التاسعة عشرة، وهو المهندس والزجال ياسر قطامش وقوله: 'جاءتني على الانترنت حمامة ومعها أخبار هامة وطازة - عن مقتل القذافي وتشييع الجنازة - فأحسست بجسمي قشعر - عندما شفت العقيد معمر - مثل دكر البط المحمر - وهو ملطخ بدمه الأحمر - وتذكرت شعبنا لما رقص - عندما رأى مبارك في القفص - وقلت: يا هل ترى نهاية صالح وبشار - ستكون مثل مبارك أم القذافي ياشطار؟- وعلمت من صديقي عبدالشافي - أن مبارك عندما رأى مصرع القذافي - قال: - الشعب خلعني ونحاني - ورب العرش نجاني - وعندما قالوا لطفل ليبي نبيه - لما تكبر نفسك تكونه إيه؟ نفسك تكون مبارك ولا القذافي أحسن؟- قال من المخلوع للمقتول ياقلبي لا تحزن - أكون شحات أو بياع روبابيكيا - ولا اكونش ملك ملوك إفريقيا - ورأيتهم يوزعون أكواب الشربات والسوبيا - في مأتم العقيد بليبا - وفجأة ظهر شبح القذافي المعتوه - وهو يغني السح الدح امبوه - ويهدد بقتل من قتلوه'.
أما آخر ظرفاء تقرير اليوم فهو زميلنا متعدد القدرات جلال عامر لقوله يوم الثلاثاء في عموده اليومي بـ'المصري اليوم' في ثماني فقرات من بين ثلاث عشرة:
ـ 'خائف أن يصدر حكم المحكمة على 'مبارك' براءة ويعود لعمله.
- عظمة المحلل الاستراتيجي أنه يحلل بدون 'عينات'.
- الأستاذة المذيعة 'لميس الحديدي' أنا خايف على صحتك من كثرة مهاجمة النظام السابق.
- بعض القضاة شاركوا في الانتخابات السابقة بالتزوير لصالح الحزب الوطني، وعليهم ان يصلحوا خطأهم في الانتخابات الحالية بالتزوير لصالح الإخوان.
- منذ رحل النظام السابق لم أعد أسمع عن حملات التطعيم ضد الشلل باعتبار أن البلد كلها مشلولة.
- الشيء الوحيد الذي أخذناه من تجربة تركيا هو 'الزلزال'.
- النظام السابق والنظام الحالي طبق كشري وكمالة'.