واشنطن- جويس كرم


يستقبل الرئيس باراك أوباما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فيما تستكمل القوات الأميركية انسحابها. وأعربت واشنطن عن تفاؤلها بعلاقة استراتيجية مع بغداد، بعد حرب كلفتها حوالى 3 تريليون دولار، وقتل خلالها مئات آلاف المدنيين العراقيين وحوالى الـ5 آلاف جندي أميركي. وأكد مسؤولون في واشنطن أن رئيس الوزراء العراقي laquo;ليس رجل أميركا في بغدادraquo;.

وفيما يبحث المالكي مع المسؤولين الأميركيين في تطبيق الاتفاق الإستراتيجي بين البلدين وتدريب الجيش على الأسلحة الحديثة، أكدت كتلته أن بغداد لا تستطيع التخلي عن الدعم الأميركي. وقال رئيس laquo;التحالف الوطنيraquo; إبراهيم الجعفري لـ laquo;الحياةraquo; إن هناك توافقاً بين الجميع على الاستعانة بمدربين أميركيين، وإن الولايات المتحدة وافقت على عدم منحهم أي حصانة.

وكان المالكي وصل أمس إلى واشنطن على رأس وفد يضم وزير الخارجية هوشيار زيباري، ووزراء النقل والتجارة والاستثمار والدفاع ومستشارين، للبحث في تعميق الشراكة العسكرية والسياسية والاقتصادية بين الجانبين. وسيستضيف أوباما المالكي والوفد اليوم في البيت الأبيض، كما ستكون هناك لقاءات مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جوزيف بايدن وأعضاء في الكونغرس ورجال أعمال أميركيين.

وأعرب مسؤولون أميركيون عن تفاؤلهم بأفق العلاقة بعد انسحاب القوات نهاية العام الحالي، معتبرين أن أوباما والمالكي laquo;سيتوجان نهاية مرحلة الوجود العسكري ببداية علاقة طبيعية جديدة بين العراق والولايات المتحدةraquo;.

ورفض مسؤولون أميركيون خلال لقاء خاص مع عدد من المراقبين اعتبار المالكي laquo;رجل إيرانraquo; في بغداد، ووضعوا الانسحاب والمرحلة المقبلة في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

في بغداد، قال الجعفري في حديث إلى laquo;الحياةraquo; أمس إن laquo;العراق أصبح مستعداً لتحمل مسؤولياته الأمنية والسياسية (...) فقد حصل تطور نوعي وكمي في قدرات قوات الأمن، على رغم وجود خلل سيعالج بقرارات لا تخرج عن التوافق. وقد اضطررنا إلى الاستعانة بمدربين لنقل خبرات استخدام الأسلحة الحديثة إلى الجيش والجميع موافق على ذلكraquo;.

وعن عدد المدربين الأميركيين وأماكن وجودهم قال إنهم laquo;سيكونون في معسكرات قليلة ومعلومة تابعة لقوات الأمن ولن يتمتعوا بأي حصانة والولايات المتحدة اقتنعت بوجهة النظر العراقية ولا مجال لتغيير المواقفraquo;.

وقلل من المخاوف المترتبة على تزايد النفوذ الإيراني، بعد الانسحاب الأميركي وقال إن laquo;ما يجري بين العراق وإيران هو تبادل مصلحة واسع النطاق في شتى المجالاتraquo;.

لكنه حذر من توجيه ضربة عسكرية إلى طهران لأن laquo;ذلك سيؤثر سلباً في العراق والمنطقة كلها، وكذلك الحال مع سورية التي نعارض أن توجه إليها ضربات عسكريةraquo;.

وعن موقف العراق الداعم للرئيس بشار الأسد، أكد أن laquo;العراق لم يخرج عن الإجماع العربي كما ردد البعض بل خرج عن قرار الجامعة العربية (...) إن موقف الجامعة العربية مستغرب ومفاجئraquo;.

وزاد إن laquo;الأزمة السورية تختلف عما جرى في مصر وتونس وليبيا واليمن. نعتقد بأن الحكومة السورية ارتكبت أخطاء وهناك استياء لدى شريحة من المواطنين، في مقابل شريحة كبيرة ترفض إسقاط النظام بل تدعمه لإصلاح نفسهraquo;.