سليمان الهتلان - الشرق السعودية

في حصول الناشطة اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام صورة أخرى للتحولات الكبرى التي تعيشها اليوم منطقتنا العربية. ففوق أنها أول امرأة عربية تحصل على نوبل للسلام فهي أيضاً أصغر من حصل على هذه الجائزة في تاريخ نوبل.
العبرة هنا بمعاني هذه الجائزة في سياق الربيع العربي الراهن. توكل شابة تنتمي لهذا الحراك المبهر الذي يقوده شباب المرحلة، بل هي من موقدي شعلة هذا الحراك. هنا أنموذج شديد الوضوح لما يمكن لأي شاب في منطقتنا أن يحققه. كانت توكل كرمان قد آمنت بقضيتها و سخرت طاقتها ووقتها وإمكانياتها من أجل ما آمنت به. كانت ملهمة للحراك السلمي في وطنها. و كانت على منصة الخطابة في ميدان التغيير صوتاً عاقلاً واعياً محفزاً و مبهراً.
إنها مثال لما يمكن للمرء إنجازه عندما يكون على يقين تام بقضيته و إيمان صادق بقدراته. و من قال أن المرأة في الجزيرة العربية قاصرة عن التأثير و القيادة؟ في الجانب المغيب من تاريخ الجزيرة العربية، لا تخلو تجربة قبيلة من نساء ملهمات و مؤثرات في الحروب و السلم و القيادة و الشعر و الإنجاز. إننا حينما نغيب المرأة عن أي مشهد فكأنما نخسر -عن جهل ndash; نصف (أو أكثر) طاقاتنا و نهدر ndash; عن عناد ndash; نصف (أو أكثر) ثرواتنا و إمكاناتنا. هذه الشابة اليمنية جديرة بما حازت عليه من جوائز وتقدير واعتراف. ومثلما ضربت لنا مثالاً بإنجازها فهي كانت وما زالت تبهرنا بوعيها وخطابها وفهمها لظروف التغيير في محيطها. إنها من جيل يصنع الآن مستقبل أوطانه!.
و هي ndash; كما قال رئيس جائزة نوبل ndash; في صف النساء اللاتي laquo;يحملن نصف السماءraquo;!