حسن عبد الله عباس

لطالما استمعنا إلى مظلومية الحكومة البحرينية وخوفها من الانهيار، وظلت تردد منذ اليوم الأول لثورة شعبها وتشتكي بسبب التدخلات الأجنبية الإيرانية. فمع أن الشعب خرج متأثرا بالربيع العربي، الذي ضرب أقصى الغرب وامتد حتى وصل إلى سواحل الخليج، ومع أنه شعب صغير تأثر بثورة الملايين الآتية من الغرب العربي لا لشيء إلا لسبب واحد لا ثاني له وهو حق المواطن في العيش بكرامة، لكن مع ذلك جميع الثورات صادقة وفي كل الأماكن إلا البحرين، جميع أنظمة الدول العربية الأخرى كانت قاسية ومطالب شعوبها مشروعة ولم تكن تتحرك بمفاعيل التدخلات الخارجية، كلها وطنية مئة في الئة ولا دليل على وجود التدخلات الأجنبية بما فيها الثورة الليبية، كلها صحيحة ووطنية وخالصة إلا في البحرين (وشوي بالقطيف)، فالاستثناء حصل هنا بسبب التدخل الأجنبي الإيراني!
فمع ان النظام في البحرين يحتضن قاعدة عسكرية أميركية في الجفير منذ سنين، لكن يظل الشعب عليه أن يلتزم بالحس الوطني! مع أن النظام البحريني لم يستطع أن يُسكت أبناء وطنه إلا بمساعدة جيوش غيره، لكن على شعبه أن يحافظ في ثورته وصراخه باللهجة الوطنية! فمع أن البحرين دولة خليجية كالدول الخليجية الأخرى تعتمد في كل شيء بما في ذلك الغذاء والدواء والسلاح والفكر على الاجانب، لكن ذنب ثورتها أنها ليست وطنية خالصة!
مع أن النظام البحريني يكرر ويصر أنه لن يسمح بالتدخلات الأجنبية، لكنه مع ذلك تراجع عن أحكام قضائية بالإعدام صادرة من المحاكم العسكرية بحق المتظاهرين laquo;استجابةraquo; لتعليمات اوباما وكلينتون والإدارة الأميركية! مع أنه لا يسمح بالتدخلات والإملاءات الخارجية، لكن laquo;استثناءraquo; استرضى المعارضة وتقرّب منها نزولاً عن مطالب ديفيد كاميرون والحكومة البريطانية، وضرورة استعجال عملية السلام والمصالحة الوطنية!
كل شيء في البحرين وطني ومحلي الصنع باستثناء ثورته الآتية من إيران. ومع أن لجنة تقصي الحقائق لم تستطع اثبات التدخلات الإيرانية، ومع أنه لا حاجة لتقصي الحقائق ولا للدكتور شريف بسيوني في نفي تدخل كل جنسيات العالم والأقوام والطوائف الأخرى في الشأن البحريني، لكن laquo;عنزة ولو طارتraquo;!