علي سعد الموسى

وبكل تأكيد، فإن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لم يطرح أمام قادة الخليج مبادرة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد كي ندخل مرحلة جديدة من الإبدال اللغوي. التحدي الذي يطرحه خادم الحرمين الشريفين داخلي وخارجي.
أما الداخلي فهو أن شعوب الخليج سئمت تكرار المفردة القديمة وباتت تدرك أن المجلس بات يحتاج إلى تغيير في الهيكلية.
المواطن الخليجي العادي، في التحدي الداخلي، لا يشعر أن المجلس أعطاه أكثر من لوحة الترحيب أمام أختام الجوازات في المطارات الخليجية. ورغم القواسم الثقافية والسياسية المشتركة حد التماثل، يرى أن المجلس لم يرق بعد حتى إلى درجة التعاون فيما قبل الاتحاد بكثير. ست سياسات خارجية تبدو في بعض الظروف تفتقد للتنسيق، ولن نجانب الحقيقة إن قلنا إن بعض القضايا السياسية في أوقات سابقة قد كشفت هذا التباين. ستة هياكل اقتصادية بالغة القوة ولكنها تفتقد لتحويل الاقتصاد إلى ورقة سياسية موحدة لاستغلال قوة الاقتصاد السياسي.
أما التحدي الخارجي فلا يختلف اثنان أن إيران الفارسية على الجهة الأخـرى من الماء الخليجي ترقص على هذه التناقضات الهامشية في المواقف الخليجية العربية. كتلة فارسية ضخمة في مواجهة كتل عـربية مـتباينة، ومن يقرأ تصريحات سمو الأمير سعود الفيصل بالأمـس فسيقرأ بكل تأكيد بوادر الخطر الفارسي الوشيك. والأدهى من كل هذا أن إيران تدغدغ المشاعر بالورقة الدينية لتخفي الهدف العرقي للأطماع الفارسية الصرفة، وكما أشار سمو وزير الخارجية، فقد وصلت إيران إلى المياه الإقليمية العربية في مناواراتها الـعسكرية ويخطئ كل من في الخليج إذا ظنوا أن كياناً واحداً من بينها غير مكتوب في الأجندة الفارسية.
رهان إيران الفارسية هو على اختلال الظروف العالمية وتغيير مراكز القوى الدولية للانقضاض نحو الحلم القديم بالـسيطرة على الخليج الذي يرونه فارسياً صرفاً، وشاهدوا حتى لافتات الجمهور في مباريات كرة القدم: هي وحدها شهادة نوايا لهذا الجار الحتمي.