واشنطن

كتب روميش راتنسار مقالا في مجلة تايم بعنوان laquo;عندما يهب المصريون يتعين على الولايات المتحدة أن تحذو حذوهمraquo;. رأى فيه ان الأزمة ستنتهي بأحد سبيلين: إما أن ينجح الذين يطالبون بالإطاحة بحسني مبارك، أو أن يقمع الجيش المصري التظاهرات بالقوة. ويضيف أنه ثبت أن محاولات مبارك لاسترضاء الجماهير من خلال إشارات للقيام بإصلاحات ما هي إلا محاولات وهمية، يشهد على ذلك تعيينه من يصفه الكاتب بــ laquo;قيصر مخابراتهraquo; في منصب نائب الرئيس. فالشعب لم يتراجع، ولن يُسامح في ظل حكومة مؤقتة أو بانتظار انتخابات ستجري في سبتمبر. وبعيداً عن الاستقالة، فإن الخيار الوحيد المتبقي أمام مبارك هو نظام قمع عنيف، ولكن الجيش ربما يكون على استعداد للقيام به وربما لا يكون.
ويوجه الكاتب سؤالاً مهماً: كيف يجب أن يكون شكل رد الولايات المتحدة؟ ويقول انها الانتفاضة الأبرز في الشرق الأوسط منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ولكن هذه المرة لن نرى الأعلام الأميركية تحرق في الشوارع والطلاب يهتفون laquo;الموت للولايات المتحدةraquo;. فبعيداً عن رفض الدعم الأميركي، أعربت جماهير المتظاهرين في القاهرة عن خيبة أمل. فبناء على بيانات بعض المسؤولين الأميركيين فإن إدارة أوباما تعتزم البقاء على الهامش. بيد أنه من غير الممكن أن نرى واشنطن تدير اللعبة النهائية، حتى وإن كانت تتحلى بالنفوذ للقيام بذلك، ذلك أن الأصوات العربية نفسها التي تنتقد الموقف الأميركي الذي يدعم مبارك ستصيح بصوت عال أكثر لو قامت أميركا بإدارة مرحلة خروجه.
ويضيف الكاتب أن إجراء انتخابات سريعة قد يجلب الإخوان المسلمين أو جماعات مماثلة إلى السلطة، على الأقل على المدى القصير، كما أن السلام الفاتر بين مصر وإسرائيل قد يكون في خطر. وفي أحسن الأحوال، فإن الصراع على السلطة في مرحلة ما بعد مبارك لن يخلو من الخلاف والفوضى. أما في أسوأ الأحوال، فيمكنه أن يفجر موجة من الاضطرابات في الشرق الأوسط الكبير، فيما كان البيت الأبيض يأمل بتقليص الحروب في العراق وأفغانستان وترسيخ تحالف ضد إيران (ناهيك عن الفوز بمستقبل البلاد).
ويخلص الكاتب إلى إن الديموقراطية المصرية قد تنتهي بتقويض هدف أميركا الرئيسي: الاستقرار. فالقضية لم تعد تتعلق بالحفاظ على الاستقرار أو التشجيع على الإصلاح. فالخيار أمام اوباما أن يقوم بالتغييرات قبل أن تتجاوزه. قد تفرز القوات المنطلقة في الشرق الأوسط جيلاً من الزعماء أقل وداً تجاه واشنطن مقارنة بالأنظمة المستبدة الحالية، إلا أنه يتعين على واشنطن الترحيب بعصر جديد من الديموقراطية بدلاً من أن تخشاه. وكما قال أوباما في خطاب له في القاهرة 2009 laquo;إن أميركا تحترم حق جميع الأصوات السلمية والملتزمة بالقانون في أن يستمع إليها في جميع أنحاء العالم، حتى لو كنا نختلف معهمraquo;. فقد لا تتوافر فرصة أفضل من هذه أمام أوباما لإثبات ذلك.