عبداللطيف سيف العتيقي


تعز علينا مصر الاسلامية والعربية وما يجري فيها من استياءات شعبية عارمة، تلف الأرجاء.. مصر على مر التاريخ هي العمود الفقري للأمة الاسلامية والعربية.. ولا ننسى موقف الرئيس حسني مبارك ووقفته الصلبة يوم الازمة الخليجية التي كاد يبتلعها الطاغية صدام حسين.
ولا ننسى موقف الرئيس حسني مبارك ووقفته الحازمة ضد المد الفارسي الأصفر مثل اصفرار المد المغولي على العرب والمسلمين.. الدولة الصفوية في واقع الحياة أقزام أمام شعب مصر ورئيسها حسني.. واذا كانت النفوس تشترى وتباع بالملاليم فان الصفويين الجدد لم ولن يستطيعوا شراء الذمم الا الشرذمة الضائعة أصحاب البلطجة الفكرية المستوردة الضالة.. شعب مصر لا يرضى بالهوان ولا بأدنى المطالب، واذا وقف الشعب في ميدان التحرير وكل الميادين من انحاء مصر، لأنهم يريدون حقوقهم الاساسية في الحياة.. شيء من الحرية وشيء من الكرامة الانسانية وشيء من الخبز البلدي لأنه يكفي طعام الاحرار في مصر.. لا أحد يتدخل في شؤون شعب مصر، فأهل مكة أدرى بشعابها.. واذا كان الاخوان المسلمون في مصر هم الاختيار الشعبي الذي أوصل 80 عضواً برلمانياً.. فيجب احترام المطالب الشعبية وهم جزء من الشعب المصري الاصيل.. لهم حرية الاختيار ولهم آراؤهم وحلولهم لمشاكل مصر السياسية والاقتصادية بالطرق السلمية.. سيبوهم لحالهم ودعوهم يحلوا مشاكلهم بأنفسهم. أقول.. مازالت التظاهرات حاشدة يقودها الكمبيوتر والتويتر ومواقع الانترنت سائرة في طريق مجهول .. وأمام هذه الزحمة الجماهيرية ضاعت المطالب الاساسية بين المعارض والمؤيد للرئيس حسني مبارك.. مصير مجهول لا احد يستطيع الاجابة عنه حتى الجيش والقوات المسلحة.. ومن هو المستفيد الاوحد من هذا الشتات والفوضى التي تلف القاهرة وانحاء البلاد؟
إذا فتحت قناة الجزيرة واذاعة بريطانيا وما يكتنفهما من تشويق اعلامي مزخرف قلت خلاص حسني مبارك سيرحل..!! واذا فتحت القنوات الخليجية والمصرية والعربية قلت خلاص الرئيس مبارك بانتظار آراء المعارضة الشعبية والعلاج الاكيد لتحسين الأوضاع والفساد والبطالة والفقر والفوضى..
الخاسر الوحيد هو الشعب المصري.. فقد وقفت الحياة في مصر، الاقتصاد والاستثمار، وتوقفت وسائل النقل والبنوك وارتفعت اسعار المواد الغذائية وانتشر النصب والاحتيال والسرقات في كل مكان، ولم يتبق الا هتك الاعراض والقتل والمرض، لأن المساجين والمجرمين سبب رئيسي لانتشار ضياع الأمن والامان.. واختفت البسمة وتظل الوجوه مكفهرة أمام الحيرة والصمت واختفاء الحكمة والكلمة الطيبة والمبادرة الفاصلة، انه شعب ينشد العلاج الأكيد الذي يجعل الحياة تستمر كما كانت ايام مصر الجميلة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. اللهم انصر أهل مصر في محنتهم.
عبداللطيف سيف العتيقي