نشرت صحيفة روسيسكايا غازيتا مقالا للمستشرق يفغيني بريماكوف، يتناول فيه الأحداث الجارية في مصر. يرى السياسي الروسي المخضرم أن بالإمكان منذ اليوم استخلاص بعض الاستنتاجات، منها أن الأحداث في مصر تحمل طابعا اجتماعيا، وليس دينيا. ومن ناحية أخرى laquo;كان الخبراء حتى الآن، ومنهم كاتب هذه السطور يعتقدون أن زمن الثورات التي تكنس الأنظمة الاستبدادية المحافظة قد ولى، واصبح في طيات الماضي، حتى لو كان الأمر يتعلق بالبلدان النامية. غير أن احداث تونس ومصر تبين أن الأمر ليس كذلك. لقد ركزنا انتباهنا على التطرف الإسلامي، ولم نقدر حق التقدير تأثير الحداثة، وخاصة على البلدان الإسلامية المتقدمة ثقافيا واجتماعياraquo;. لقد لعبت laquo;العفويةraquo; المدعمة باتصالات الانترنت والهاتف الخلوي دورا كبير في الحركة الثورية التي انخرطت فيها الملايين في تونس، ومن ثم في مصر. ومن اللافت غياب الشعارات الإسلامية عند المتظاهرين في هذين البلدين على الرغم من القوة التي يتمتع بها تنظيم الإخوان المسلمين في مصر. وهذا بحد ذاته مؤشر مهم جدا، لكنه ليس ضمانا بأن الإسلاميين لن يعتلوا ظهر الموجة الثورية. من الطبيعي القول إن الأحداث في مصر لا تسير وفق مخطط خمسينات القرن الماضي، فآنذاك لعب الجيش بقيادة تنظيم الضباط الأحرار، الدور الرئيسي في الثورة. أما اليوم فمن الواضح أن الجيش سيقف على الحياد. ويمضي بريماكوف فيقول laquo;أنا الآن في واشنطن للمشاركة في لقاء مع الزملاء الأميركيين حول الشرق الأوسط. ومن أمزجة هؤلاء ومن مقالات الصحف الأميركية المملوءة بالمخاوف جراء أحداث مصر، يتضح لي الحذر الذي يطبع مواقفهم. وثمة أسئلة تطرح، منها: كيف ستؤثر هذه الأحداث على علاقة مصر والولايات المتحدة الأميركية، حيث واشنطن تعتبر نظام مبارك أحد ركائزها الأساسية في الشرق الأوسط، ومصر تتلقى مساعدة أميركية قدرها مليار ونصف المليار دولار سنويا، جلها لاحتياجات الجيش المصري. وثمة سؤال آخر يثير القلق، هو: ألن تؤثر أحداث مصر على الوضع في البلدان العربية المنتجة للنفط؟ وكيف ستنعكس هذه الأحداث على عملية التسوية الشرق أوسطية، فمن المعروف أن مصر هي الدولة العربية الأولى التي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل، وذلك عام 1979. ويخلص كاتب المقال إلى أن الأسئلة كثيرة جدا، والزمن كفيل بالإجابة عنها.
التعليقات