غلاف كتاب laquo;المعلوم وغير المعلومraquo;
واشنطن- حسين عبد الحسين
قال وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد، ان laquo;الدلائل على تورط سورية وحزب الله في اغتيال (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري) وافرة، رغم ان الاثنين نفيا الادعاءاتraquo;.
ووصف في كتاب مذكراته، الذي صدر امس، بعنوان laquo;المعلوم وغير المعلومraquo;، الحريري بانه كان laquo;رمز استقلال لبنان، وتهديد كبير لاحتلال سورية حزب الله للبنانraquo;.
ومما كتبه رامسفيلد عن الاحداث التي تلت اغتيال الحريري في العام 2005 واندلاع laquo;انتفاضة الاستقلالraquo;، انه كان لديه معرفة سابقة بالنائب laquo;وليد جنبلاط، الزعيم المراوغ لطائفة الدروز في لبنان، والذي قام بعكس موقفه القديم المبني على هدنة مع سوريةraquo;.
واضاف انه laquo;سأل جنبلاط، اثناء احدى زياراته لواشنطن، كيف استطاع ان يغير وجهتهraquo;، وتابع: laquo;استذكرت امامه علاقاتنا المتوترة معه اثناء ادارة (الرئيس السابق رونالد) ريغانraquo;. وقال رامسفيلد لجنبلاط: laquo;كنت تطلق علينا قذائف الهاون والمدفعية في العام 1984raquo;.
وهنا اجاب جنبلاط: laquo;نعم... ولكني معكم الآنraquo;.
الا ان اشارات جنبلاط laquo;المشجعةraquo;، حسب رامسفيلد، برهنت انها كانت laquo;عابرةraquo;.
وكتب: laquo;اعتقدت ان سياسة الادارة القاضية بممارسة الضغط والعزلة أتت بنتائج معقولة وجعلت النظام السوري غير مستقر ومستعد لتقديم تنازلات مهمة، مثل سحب جيشه من لبنانraquo;.
الا ان وزير الدفاع السابق كشف انه laquo;اثناء ولاية (الرئيس السابق جورج) بوش الثانية، حصل تغيير في المسار واعادت الادارة الانخراط مع سورية، واقترحت وزارة الخارجية انهاء عزلة سورية الديبلوماسية والعودة الى الممارسات السابقة القاضية بارسال مسؤولين رفيعي المستوى الى دمشق لعقد اجتماعاتraquo;.
ويعتبر رامسفيلد ان laquo;سياسة الانخراطraquo; مع سورية، مجتمعة مع الصعوبات التي كانت واشنطن تواجهها في العراق، laquo;والتي كانت جزئيا نتيجة افعال سورية، ارسلت اشارة ضعف الى (الرئيس بشار) الاسد، الذي كان سريعا في استغلالها، فعاد الى سياسته السابقة القائمة على اظهار المزيد من العدائية تجاه اميركا ومصالحهاraquo;.
رامسفليد كشف ايضا انه laquo;حتى في العام 2007، دعت وزارة الخارجية، سورية الى طاولة المفاوضات سعيا للتوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيينraquo;.
وقال: laquo;عندما رأى (الاسد) ان الولايات المتحدة هي الجهة الداعية، واعتقادا منه ان سوء المشاعر (الذي شاب العلاقات) بسبب اغتيال زعيم لبناني ديموقراطي تم نسيانها، او غفرانها، عاد السوريون الى وسائلهم التي جربوها في السابق واعتقدوا انها نجحت: التشويش والتأخير على طاولة المفاوضات، والدعم للارهاب، والسعي الخفي الى الحصول على برامج اسلحة غير شرعيةraquo;.
واعتبر ان laquo;اكتشاف اسرائيل وتدميرها لاحقا laquo;لمنشأةraquo; في شرق سورية، هي مفاعل نووي غير شرعي مطابق لذلك الموجود في كوريا الشماليةraquo;، كان الدليل على laquo;نوايا سورية الحقيقيةraquo;. وتابع: laquo;للاسف، قد تكون جهود الولايات المتحدة الديبلوماسية هي السبب في جرأة، عوضا عن ردع، واحد من اخطر الانظمة في العالمraquo;.
وحسب رامسفيلد، فان القائد السابق للمنطقة الوسطى للجيش الاميركي الجنرال جون ابو زيد، كان من ابرز المؤيدين لفكرة ابعاد سورية عن ايران عن طريق التوصل الى سلام بين سورية واسرائيل. وقال انه على الرغم من اختلافه مع رأي ابو زيد، فانه قام بتمرير رسائل الجنرال الالكترونية الى الرئيس السابق جورج بوش اعتقادا من رامسفيلد انه من المهم ان يكون الرئيس على اطلاع على رأي احد قادته العسكريين حول الموضوع.
كذلك يروي رامسفيلد، في مطلع الكتاب، عن لقائه الشهير مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في بغداد في العام 1983 كمبعوث لريغان. ويبرر اللقاء بالقول ان التفكير الاميركي كان في اتجاه وقف التهديد الناجم عن ايران وسورية في المنطقة، مما حدا بالاميركيين الانفتاح على صدام، الذي بدا لرامسفيلد، في ذلك الاجتماع، على انه شخص laquo;معقولraquo;.
وفي الكتاب الذي يقع في اكثر من 800 صفحة، يتحدث رامسفيلد البالغ من العمر 79 عاما عن حياته السياسية الطويلة التي بدأت بانتخابه الى الكونغرس عن ولاية ايلينوي في العام 1962، وكان له من العمر 30 سنة فقط.
وخدم رامسفيلد في مناصب متعددة قبل عمله وزيرا للدفاع، كان من اهمها عمله كمدير موظفي البيت الابيض لدى الرئيس جيرالد فورد، حيث استقدم شابا ليعمل مساعدا له. هذا الشاب كان اسمه ريتشارد تشيني، المعروف بديك تشيني نائب الرئيس السابق، والذي كان تقدم في العام 1968 للعمل كمتدرج لدى رامسفيلد في الكونغرس.
وفي الكتاب ايضا، ان رامسفيلد تقدم باستقالته مرتين اثر فضيحة سجن ابوغريب في العراق، وان بوش رفض الاستقالة. ويتحدث الكتاب ايضا عن الجانب الشخصي من حياته، ويكشف مشكلة ادمان اثنين من اولاده على المخدرات.
التعليقات