علي أحمد البغلي
الاميركان يصورون لنا انفسهم في الافلام أن بامكانهم متابعة دبيب النمل، وشاهدنا افلاما تصور لنا مواطنا يُطارَد بواسطة الاقمار الصناعية التي تتابعه خطوة بخطوة وتدخل معه حتى في حمامه! وكالة الاستخبارات المركزية تصورها لنا الافلام بانها قادرة على فعل الانقلابات على اعداء اميركا وتنصيب القادة والملوك من اصدقائها وهكذا.. حتى توالت الثورات الشعبية العربية الاخيرة، واذا بالولايات المتحدة تتصرف بارتباك وردود فعل غير مدروسة، فهي كانت في البداية تساند القادة من حلفائها (بن علي ومبارك)، ولكننا رأينا مواقف مرتبكة ومترددة في ما بعد في مواقف لا تليق بالدولة الاعظم!
في الولايات المتحدة تابعت جلسة استماع او تحقيق في الكونغرس لمديرين في وكالة الاستخبارات المركزية C.I.A، ابدى فيها السيناتورات اعضاء مجلس الشيوخ دهشتهم وامتعاضهم من فشل ذلك الجهاز الذي تصرف عليه المليارات من اموال دافع الضريبة الاميركي ليفشل في اسهل اختبار، وهو عدم توقعه المطلق لما حصل في تونس ومصر! خصوصا ان الوسائل التي انجحت تلك الثورات في مجملها هي صناعة اميركية مائة في المائة! من الانترنت والفيسبوك والتويتر، فحسابات هذه الوسائل الاعلامية التواصلية تفتح كلها في الولايات المتحدة الاميركية وتصب في جيوب مبتكريها، فلماذا عجزت اجهزة الاستخبارات الاميركية عن متابعة وتوقع ما حصل اذا؟!
***
مديرو اجهزة الاستخبارات برروا فشلهم الذريع الاخير بصعوبة تتبع وسائل التواصل الاجتماعي الانترنتية (فيسبوك وتويتر) لتعددها الملاييني اي بكونها رسائل ملايينية تصعب متابعتها وتحليل ما ورد فيها نوعا ما.. تذكرت الماضي القريب في نجاح اجهزة مكافحة المخدرات والارهاب الاميركية النسبي في تتبع تجار المخدرات والضالعين في العمليات الارهابية، بتتبع كمبيوترات عملاقة المكالمات الهاتفية الصادرة والواردة التي ترصد اي شارة او كناية او لفظ يشير الى المخدرات او الارهاب، ولكن زمن الهواتف الثابتة ولّى وأفل من زمن لنستبدل بها وسائل التواصل الجديدة التي نرى تعددها وابتكار انواع جديدة منها سنة بعد اخرى.
***
الاميركان اعلنوا فشلهم الذريع في توقع ما حصل لقادة اكبر دولتين حليفتين لهم في المنطقة، وبعض قادتنا ما زالوا يعتبرونهم شماعة يبررون فيها فشلهم الذريع في حكم شعوبهم!! فقد سمعت خطبة للعقيد معمر القذافي الخميس الماضي يصرخ فيها بشعبه المقموع منذ 4 عقود بأن من سيخرج عن طاعته او قمقمه فهو عميل لاميركا واسرائيل، وان ما حصل ويحصل في الدول العربية، بما فيها ليبيا، من ثورات شعبية ضد الحكام الدكتاتوريين في المنطقة هو بفعل اميركا واسرائيل!! laquo;بالله شتقوله هالمتخلف؟raquo; الاميركان والاسرائيليون يلومون انفسهم لعدم توقع ما حصل، ناهيك عن المقدرة على مساعدة اكبر دمى او حلفاء لهم بالمنطقة، والقذافي يقول انهم السبب في تظاهرات شعبه المطالبة له باللحاق بزملائه السابقين في غرب بلده وشرقه (تونس ومصر)، وهذا يقول: يتآمرون علي! يا بو سيف الاسلام: وين يلاقون احسن منك وخصوصا بعد ان اصبحت وديعاً وخوش ولد، ودفعت المليارات من ثروات الشعب الليبي حتى يسامحوا وينسوا ما اقترفته بحق شعوبهم؟!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
***
هامش:
رحم الله صديقنا يوسف خليل (الكويتي - الفلسطيني) الذي ارتبط بالدبلوماسية الاميركية في الكويت في العقدين الاخيرين.. كان مثالا للاخلاص في عمله واللياقة واتباع الاصول.. متمنين له الرحمة ان شاء الله ولاهله وذويه الصبر والسلوان.
التعليقات