أصبحت زوجة وأماً فتكاسلت عن الكتابة

البرامج فقدت الوهج وندور في حلقة مفرغة


الحدث بات هو النجم والاستمرارية في العائلة


أتأقلم مع المستجدات ولا أندب حظي


بيروت - ماري عبدو


ترى الاعلامية راغدة شلهوب أن ثبات الاعلامي في مكان عمله أفضل حالاً من التنقل بين محطة وأخرى في الوضع الحالي, علماً أن من يضطرون الى التنقل من شاشة الى أخرى لديهم أسبابهم وقلة قليلة منهم تمكنوا من البقاء تحت الأضواء. فهل هذا الاستقرار المهني يرضي طموحها?
هل ثباتك عشر سنوات في quot;عيون بيروتquot; أعطاك استقراراً مادياً ومعنوياً في ظل تنقل كبير للاعلاميين بين شاشة وأخرى?
صحيح, فقد ضمنت لنفسي الاستقرار في ظل عدم ثبات مهني غير مسبوق يشهده الاعلام المرئي. علماً أنني طموحة بطبعي لكنني لا أجازف في هذه الظروف خصوصاً أننا في برنامج quot;عيون بيروتquot; أصبحنا وحدة حال وعائلة واحدة وبيننا quot;خبز وملحquot;.
لماذا لم تتجهي نحو الاعلام المكتوب على الأقل الى جانب المرئي كما يفعل البعض?
كانت لدي في فترةٍ ما خواطر أكتبها في مجلة quot;ندينquot;, كما كان لدي عمل اذاعي في وقت ما لكنني بطبعي كسولة وأعترف بذلك. لا جلد لي على الكتابة فالصحافة تحتاج الى متابعة في الكتابة حتى نستثمر الأفكار, والاذاعة لا تختلف عنها أبداً على العكس هي تتطلب كل الوقت وأنا ما عدت في وارد التفرغ كلياً لعملي بعدما صرت أماً وأتحمل مسؤولية بيتي في ظل سفر زوجي بداعي العمل.
ألا تستغنين عن الشاشة من أجل الميكروفون فعمره أطول من التلفزيون بغياب الصورة?
صحيح, لكنني مرتاحة في quot;عيون بيروتquot; وقد نظمت حياتي وأوقاتي بحسب توقيت البرنامج خصوصاً أن ظروفي صعبة في الوقت الراهن. على أي حال الاعلام بكل عناصره فقد وهجه هذه الأيام ولم تعد المسألة عمر من أطول الصورة أو الصوت.
ما السبب برأيك?
انها حلقة مفرغة وندور في نفس الدوامة. لم نعد نجد أي جديد من أفكار برامج. حتى البرامج المقلدة عن الغرب فقدت رونقها والناس لم تعد تندهش لأي برنامج أكثر من موسم واحد. في فترة معينة انتشرت موجة برامج الألعاب وكان اقبال الناس عليها مقروناً بربح الهدايا والجوائز المالية أما اليوم فصارت البرامج ترتكز على أن ينفق المشاهد المال من خلال الرسائل القصيرة وذلك ينطبق على الاذاعة أيضاً. فالاتصالات ما عادت على خطوط مدنية بل عبر quot;SMSquot;. نفسية الناس متعبة من هذه المواضيع فالتجارة والمال يتحكمان بالبرنامج والمذيعة.
هل بثباتك في موقعك حميت نفسك من هذه المعمعة?
أنا محمية ومرتاحة. ولا تنسي أن المحطات اليوم اتجهت نحو تغيير جديد وهو فرض الممثلين والفنانين على شاشاتها كمقدمين في حين لدينا وجوه محترفة ومتمكنة أكثر من هؤلاء. انما أتت هذه الخطوة من باب تفادي الرتابة ومن أجل استقطاب جمهور جديد. ولكن هل تذكرين عندما اتجه المقدمون نحو التمثيل? ثارت ثائرة الممثلين عليهم وقالوا عنهم دخلاء. وها هم اليوم يقبلون على التقديم ولا أحد ينتقدهم. أضف أن بعض المحطات ترفض اختيار مقدم سبق أن أطل عبر شاشات عدة مع أن هذا الأمر مفيد لأننا بحاجة الى الخبرة.
لكن كليات الاعلام ما زالت تخرج دفعات من الطلاب الطموحين فهل من مكان لهم?
النظرية تختلف عن التطبيق. فالطلاب اليوم
لا ينتسبوا لها من أجل الشعار الذي نحمله من ان الاعلام رسالة بل من أجل أن يصبحوا نجوماً في الاعلام المرئي أو المسموع وليس من أجل الموهبة سواء في الالقاء أو الكتابة. فمؤخراً صرت أسمع كلاماً مثل quot;عبالي اطلع على التلفزيون. هل عندكم أي شي?quot;.
هل تهمك أنت النجومية أم أنك حققتها في مكان واحد?
لو دامت لغيرك لما آلت اليك. أليس هذا هو القول الشائع. عن أي نجومية نتحدث اليوم? الأغنية باتت نجمة والبرنامج هو النجم والمحطة هي النجم وأي حدث طارئ سياسي أو اجتماعي أو فني يصبح النجم وحديث الساعة. ما مفهوم النجومية سوى الاستمرار?
وما استمراريتي الا في عائلتي. أستغرب كيف أن بعض الناس يستغنون عن موضوع الأطفال والعائلة من أجل المال والشهرة والسفر والمعجبين والمعجبات.
لكن من يتجنبوا موضوع الانجاب قد لا يجدوا الشخص المناسب لتأسيس عائلة معه?
هذا الكلام غير صحيح. ماذا نعني بالشخص المناسب? الشخص الذي نحب? لا وجود للحب في قاموسي. كل المراحل التي نعيشها ونقول انها حب مراهقة وحب شباب وخلافه تكون مجموعة عواطف نشعر بها وتنتهي. الحب الحقيقي هو المعاملة القائمة على الاحترام المتبادل بين الطرفين والتشجيع المتبادل بين الطرفين وليس التضحية. ليس مطلوباً من طرف أن يلغي نفسه في سبيل الآخر, بل أن يتعاون الطرفان على تأسيس العائلة. زوجي يعمل في الخارج وأهتم بطفلتي الى جانب عملي وأشعر أنني quot;المرأة الخارقةquot;. الحب على طريقة الغاء الآخر ليس موجوداً والحب على طريقة quot;روميو وجولييتquot; أيضاً غير موجود. وأنا متأكدة أنهما لو عاشا لكانا تقاتلا فيما بينهما ووقعت الخلافات الزوجية في حياتهما ككل ثنائي وعندها لا أحد يعلم كيف كانا سيتصرفان. لقد دخلا التاريخ بحبهما الرومانسي لأنهما ماتا لكن فيما لو عاشا لكانت الأمور اختلفت.
لست أبداً رومانسية, لماذا?
أنا واقعية جداً. أحببت زوجي وأسست عائلة ولكن الظروف الصعبة فرضت نفسها علي وأبعدت زوجي بسبب العمل. فماذا أفعل? أندب حظي. علي أن أتأقلم مع كل المستجدات وأكون على قدر المسؤولية. لم ألغِ نفسي ولكن أصبحت زوجة وأماً وهذا أجمل ما حققته.