فيصل الشيخ
قلت في تلفزيون البحرين وفي قناة الـ''بي بي سي'' -رغم المقاطعات المتعمدة المتكررة- بأنه لا يحق لأحد أن يختزل البحرين في نفسه، فالبحرين للجميع، للسنة والشيعة وحتى غير المسلمين من مواطنيها، وأنه حين تعمد فئة ''مغرضة'' في الخارج لإيهام الإعلام الغربي بأن ما يحصل في البحرين يمثل الأغلبية فإننا هنا سنقف بقوة ونقول: ''من قال بأن شعب البحرين كله يريد إسقاط النظام''، كما تقولون؟! المدعو علي فرج الذي كان في الجانب الآخر من المقابلة في الـ''بي بي سي'' قال -وبأسلوب: مارس الكذب واكذب واصرخ و''لعلع'' حتى يصدقوك- بأن التحرك في البحرين يقوده السنة والشيعة، وهنا قلت بأنه إن كان يحسب جمعية ''وعد'' بأنها ممثلة للشارع السني فهو واهم تماماً ويكذب الكذب الصراح. تريد المذيعة أن تحجمني في الكلام باعتبار أنني أتحدث بلسان بحريني سني، في وقت غيري يتحدث وبكل صراحة بلسان الطائفة الأخرى ''مستغلاً للمسألة'' والمفارقة المضحكة أنهم يدعون محاربة الطائفية، حاولت تحجيمي بالقول ''إنها لا تسمح -ولا أدري من تكون حضرتها حتى لا تسمح لي- بأن أتحدث باسم جميع السنة''. أجبتها بأن انزلوا للشارع البحريني بكاميراتكم ومراسليكم واذهبوا للمسيرة التي ضمت 150 ألف شخص، والتي حمل أفرادها أعلام البحرين (وهو البيرق الخليفي للمعلومية ليس إلا) وصور جلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد واسألوهم إن كنا لا نتحدث باسمهم، وختمتها بالقول ''الخيار لكم''. هنا سأشكر عشرات المتصلين ومرسلي المسجات النصية وأكثر من 450 شخصاً، أرسلوا رسائل بريدية لإيميلي الشخصي خلال سويعات فقط، أيضاً من أنشأوا الصفحة على ''الفيسبوك'' التي ترد على السؤال المستفز لمذيعة الـ''بي بي سي''، مقدراً لهم دعمهم النابع من حبهم للبحرين ورفضهم ممارسات الكذب والتضليل التي تمارس في الإعلام الغربي، ومن قبل فئة كشفت وجوهها عبر رغبتها رفد هذه القنوات بالمعلومات المضخمة والمضللة. أعود للنقطة الأولى، إذ من يقول بأن جميع شعب البحرين يريد إسقاط النظام؟! من أعطى الحق لمجموعة تستغل جماعات معينة من الناس، لتقول بأنها تمثل مطالب شعب البحرين بمختلف طوائفه، وأن الشعارات المرفوعة، ولا أعني هنا شعارات تحسين المعيشة والخدمات، بل شعارات تسقيط النظام، أن هذه الشعارات تمثل شعب البحرين؟! يا جماعة مع احترامنا لكم، وليس الاحترام لمن يقود التحريض والتخريب من الخارج والداخل ويستغل جراحات الناس، مع احترامنا لكم، لستم وحدكم من تعيشون في هذا البلد، لستم وحدكم من يريد حل الملفات المعيشية وتحقيق المزيد من المنافع الحياتية لهم. ما حصل خلق اتفاقاً واضحاً وملموساً لدى أطياف الشارع السني والشيعي، تمثلت بالمسيرة الكبيرة في جامع الفاتح، وأعقبتها المسيرات في المحرق والرفاع وآخرها المسيرة التي خرجت ليلة أمس الأول أمام منزل الأمير خليفة بن سلمان ونزل سموه لمن تواجدوا فيها، والتي هتفت بأن ''الشعب يريد استمرار النظام'' وأن ''الشعب يريد خليفة بن سلمان''، علماً بأن المسيرتين تم التعتيم عليهما إعلامياً من قبل قنوات في الخارج، وفي الداخل عبر الأبواق المعروفة، ولكم أن تتساءلوا لماذا. بالأمس الحشد الكبير في جامع الفاتح، على ماذا يدل؟! أليس يثبت بأن هناك فئات أخرى في البحرين ومجموعات تختلف في مسألة ''قبول أو رفض النظام'' مع من يتجمعون في الدوار، أو المحركات التي تريد إشعال الفتنة، وتحث المجتمعين على استمرار رفع الشعارات التسقيطية رغم حسن النوايا الذي أبدته الحكومة بالحوار عبر تصريحات الأمير سلمان، ويسعون للتصوير للعالم الخارجي بأن ''كل'' شعب البحرين يتفق على ما يرفع من شعارات تسقيطية. الشارع الذى خرج أمس، وهو يمثل نسبة لا يستهان بها، وتقارع نسبته الفئات الأخرى، بل تساويها، هذا الشارع تحرك وبدأ يقول ما فيه، بدأ يعلن موقفه مما يحصل وأنه ''يريد النظام'' ويريد العائلة الحاكمة ويرفض التطاول على رموز القيادة. إن كان البعض يظن بأن أسلوب الفوضى سيقوده للتحكم بمصائر جميع فئات المجتمع في البحرين، عبر تعويله على تعاطي الحكومة والنظام معه هو وحده فقط، والقبول بما يريد، فإنه خاطئ تماماً، إذ من السذاجة الظن بأن الأطراف الأخرى ستقف مكتوفة الأيدي وستتفرج فقط. ما حصل، وساهمت فيه أطراف بالتأجيج مثل الوفاق والأصوات الخارجية، بدأ يقود لمنعطف خطير في هذا البلد، بدأ يؤسس لانقسام مذهبي شئنا أم أبينا، فمختلف الطوائف لن تقبل بأن يتحدث باسمها طائفة معينة، ولن تقبل بأن تستثنى من أية حوارات مع النظام. هل تريدون تجمعاً عند أحد معالم البلد الأخرى يقارع التجمع الحاصل اليوم، والذي هو مصبوغ للأسف بالصورة الشيعية، رغم ما يسعى البعض لبيان أنه يمثل كل أطياف المجتمع، وهو بيان خاطئ تماماً؟! لسنا دعاة للانشقاق في البحرين، مثل االبعض الذين يقولون شيئاً ويفعلون الآخر، وتتضح حقيقتهم في الخارج وعلى شاشات القنوات الأجنبية، إذ هم في الداخل ''يرتجفون'' ويبكون بكاء إخوة يوسف أمام أبيهم، لكننا نقول بأن استمرار الوضع على ما هو عليه، وأعني ''الابتزاز'' الممارس في مسألة الحوار وفرض الشروط ''الأحادية''، سيقود كل شخص للتمترس حول معسكره. الأغلبية الصامتة من السنة والشيعة تكلمت اليوم وقالت بأنها ''هنا''، ولا قبول لمحاولة اختزال شعب البحرين في جهة واحدة، وأن تحدد المطالب والشعارات حسبما يريده البعض وبـ''القوة''. نحن مع وحدة البحرين، لكننا لن نقبل بأن يتم استثناء فئات على حساب أخرى. بالتالي إن كنتم تريدون البيان بأن تحرككم بشأن جميع البحرينيين ولمصلحتهم فعليكم ألا تشملوهم جميعاً بـ''التعميم الظالم'' بأنهم جميعاً يريدون ''إسقاط النظام''، إذ كما قلت بأن هناك عشرات الآلاف قالوا بأنهم يريدون ''النظام''، يريدون جلالة الملك وحكم آل خليفة، ودافعوا عن رجل خدم هذا البلد لعقود ومازال، تحبه ولا تنافقه وليس في قلوبها ''غل عليه''، حين قالت بأن ''الشعب يريد خليفة بن سلمان''
التعليقات