بيروت - نبيه البرجي
سؤال في الكواليس: ما هوية laquo;الأصابع السحريةraquo; التي دخلت على خط تشكيل الحكومة اللبنانية، بحيث ترى النور في مطلع الثلث الأخير من هذا الشهر، وربما في الحادي والعشرين منه، أي في بداية فصل الربيع، وهي الكلمة (الربيع) التي تشيع على نطاق واسع في هذه الأيام، وان اقترنت بمسار الانتفاضات والاحتجاجات والثورة في العالم العربي.
والسؤال الآخر: هل ان ولادة الحكومة كانت تنتظر أمرا آخر غير المهرجان الجماهيري لقوى 14 آذار، وما سيضم وما سيصدر عنه، خصوصا ان البعض في الأكثرية الجديدة دأب على الترويج بأن لا جديد سيأتي به أصحاب المهرجان، فلا أحد يشكك في مدى القاعدة الشعبية لــ laquo;الفريق الآخرraquo;، ثم ان المواقف لن تتعدى الشعارات التي حملتها الملصقات في أرجاء الجمهورية، ولا محتوى الكلمات التي يلقيها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وهي بالطبع ستكون تحت مظلة الوثيقة السياسية التي أعلنت في فندق البريستول يوم الخميس، والتي تصدت لـ laquo;غلبة السلاحraquo;، وعرضت للأخطار التي تهدد البلاد على المستويات كافة، مع التنبيه الى ان المعركة طويلة.
حكومة تنفجر
laquo;المعركة طويلةraquo;.. والمعارضة الجديدة واثقة من ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ستنفجر، عاجلا أو آجلا، ومهما تدخلت العصا السحرية، فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، قرأ جيدا ما كتب من احدى الجهات اللصيقة برئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، حول كونه هو من يعيق تشكيل الحكومة، وربما حمل ميقاتي على الاعتذار، من اجل وصل ما انقطع بين قصر المختارة والرياض، بسبب إقدام جنبلاط على خطوته الدراماتيكية في التخلي عن تسمية الحريري لمصلحة ميقاتي. لكن هذا ليس سوى غيض من فيض ما يقال في الرابية، حيث مقر عون، أو في كليمنصو، وحيث منزل جنبلاط في بيروت، الكلام كثير وهائل، حتى ان احد نواب laquo;8 آذارraquo; يعترف بأن ما بين الرجلين ليس فقط ما صنع الحداد، بل ما صنع الحدادون، الكيمياء غائبة تماما .
السر ومثلث برمودا
والذي يتابع ما يحكى في الكواليس يلاحظ ان ثمة كلاماً عن ان موعد التأليف حدد بعد العشرين من مارس. (ما بين 20 و23) لسبب معين لا يعرفه سوى العالمين ببواطن الأمور، بسبب غامض، وقد ينكشف خلال الاسبوع المقبل، فهل هو القرار الاتهامي، ام شيء آخر؟ السر بقي سراً، وان كان معروفا انه في لبنان لا مكان للسر حتى ولو وضع في مثلث برمودا!
بعد الانتهاء من لقاء البريستول بقي هناك بعض النواب والاعلاميين على طاولة مقهى في الفندق، وكانت قراءات سريعة للوضع في المرحلة المقبلة ومن ذلك، ان ميقاتي ما ان يخرج من القصر الجمهوري حاملا مرسومي التكليف والتأليف حتى يفاجأ بشبح المدعي العام دانيال بلمار في انتظاره عند مدخل القصر ليرافقه حتى الى فراشه، وطوال اقامته في السراي التي ينتظره فيها ايضا شبح الحريري، إذ إن ميقاتي يدرك جيدا بأي عملية قيصرية أُخرج سلفه من هناك.
مجلس التعاون الخليجي
غير ان رئيس الحكومة المكلف بدا مرتاحا جدا لموقف مجلس التعاون الخليجي، الذي امل أن ينجح في تشكيل حكومة تلبي تطلعات الشعب اللبناني. المهم ان المجلس اقرّ بـlaquo;شرعيةraquo; تكليفه، لكن المشكلة ان اي حكومة سيأتي بها لن تكون الا لنصف الشعب، ومن دون ان تكون لذلك اي علاقة بالقول المأثور ان نصف الرعية ضد من وُلّي. الاحكام، هذا اذا عدل. من كانوا في البريستول لهم معادلتهم الحسابية الخاصة. نصف النصف معه، لكن القول المأثور الذي لا يسري على اللبنانيين الذين اقل من ربعهم مع من ولي الاحكام ان عدل.
لحظة التشكيل الحاسمة
ما توحي به اوساط ميقاتي تشير الى ان الرجل بدأ يستعد للحظة الحاسمة في عملية التشكيل.
آخر الاشارات كانت عن مصادر ميقاتي وصفت اجواء التشكيل بالايجابية، على ان تتبلور صورة الاتصالات هذا الاسبوع الذي سيكون الاسبوع الحاسم بالنسبة الى اللمسات الاخيرة للتشكيلة، ومن دون ان يكون صحيحا ان ثمة عوائق امام ميقاتي لا يمكن تجاوزها.
التعليقات