الاردن: الفريق الاصلاحي يهزم الحرس القديم في اول صدام سياسي وراء الكواليس

عمان - بسام البدارين


المناكفون والمعارضون في لجنة الحوار الوطني الاردنية نجحوا في فرض ايقاعهم امس الاول بمناورة بالذخيرة السياسية تمكنوا في نتيجتها ووسط صمت وذهول الشخصيات الكلاسيكية من انتزاع اول ضوء اخضر منذ عقود للبلاد يسمح بفتح الملف الذي كان دوما مغلقا وهو التعديلات الدستورية.
والمعنيون هنا وهم خليط من اليساريين والتقدميين بنكهات اسلامية خاضوا مواجهة سياسية مثيرة في كواليس اجتماعات اللجنة التي يترأسها طاهر المصري، اما خصومهم من البيروقراطيين الجالسين خلف الستارة فكانوا الاكثر شراسه من رفاقهم الصامتين على طاولة اللجنة من رموز الحرس القديم.
المفاجأة سارة سياسيا ويمكنها ان تعيد الاسلاميين لمسار اللجنة التي قاطعوها اذا ما تطورت لكنها ترتبت على طريقة العمل السياسي المنظم وبدأت بعد سلسلة اتصالات توافقية في الكواليس حيث توجه عشرة من اعضاء اللجنة النشطاء الى مقر حزب الوحدة الشعبية قبل الانضمام للاجتماع الرئيسي.
النشطاء العشرة خرجوا من مكتب مضيفهم الدكتور سعيد ذياب بعريضة ثم زرعوها كمفاجأة في حضن الرئيس المصري ورسالة العريضة كانت واضحة تماما: السماح لنا بمناقشة التعديلات الدستورية والا الانسحاب من اللجنة الوطنية للحوار.
هؤلاء كانوا من بين المؤيدين لحراك الشارع.. بينهم رئيس لجنة القانون سابقا في البرلمان المحامي مبارك ابو يامين وممثل التيار القومي النشط الصلب خالد رمضان وبينهم بطبيعة الحال امين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب ورئيس حركة اليسار الاجتماعي خالد الكلالدة والدكتور محمد البشير ومعه الصحافيان موسى برهومة ومحمد ابو رمان وممثلة اتحاد المرأة آمنة الزعبي وممثل المتقاعدين العسكريين علي الحباشنة.
انتفض بعض افراد طاقم الحرس القديم وحاولوا اعاقة الفكرة التي كانت للتو من المحرمات فيما لعب المصري دور التوازن المعتاد وفوجىء اصحاب العريضة بانضمام اخرين لهم بصورة غير متوقعة فأيدهم رئيس مجلس النقباء الاسلامي عبد الهادي الفلاحات وانضم اليهم زعيم الحراك التعليمي مصطفى رواشدة وسارع امين عام الحزب الشيوعي منير حمارنة لوضع توقيعه على العريضة.
وخلال دقائق اصبح الجو متوترا للغاية فتوجه المصري لاجراء اتصالات طارئة كانت رسالتها على الارجح : لجنتي ستفرط فورا اذا لم يسمح لها بمناقشة الموضوع المقفل وبالتالي سنعود لنقطة الصفر في حراك الشارع.
ثم عاد الرجل وسط محاولة تفخيخ الاجتماع بعد مقاومة بيروقراطية متوقعة بالخبر السعيد لاصحاب الصوت المرتفع الذين هددوا بالانسحاب من اللجنة فقد صدر الغطاء المرجعي الذي يحسم الامر ويخفض بطاقة 'الفيتو' عن مناقشة الموضوع الاكثر حساسية وهو تعديلات الدستور.
بمعنى آخر حقق المعارضون نصرهم السياسي الاول وارسلوا رسالتين الاولى للدولة والنظام محورها: انتم تحتاجوننا الان ونحن جديون، والثانية لحراك الشارع الشعبي مضمونها: قد لا نخذلكم والانضمام لحفلة اللجنة قد يكون منتجا سياسيا.
وبالتالي فرض قادة حراك الشارع اجندتهم من البداية على الفعاليات في لجنة الحوار الوطني وقلبوا صفحة لكنهم يستعدون للصفحة الثانية كما فهمت 'القدس العربي' مباشرة من عضو اللجنة خالد رمضان وهي صفحة السؤال التالي: ما هي هذه التعديلات الدستورية المطلوبة؟.
حتى الآن في الافق عدة تفاصيل بالسياق لكن المحامي ابو يامين شرح لـ'القدس العربي' بأن الآليات المقترحة تلك التي تتعلق اكثر بنزاهة الانتخابات وصحة النيابة وهيبة البرلمان وتمثيل الاغلبية والعلاقة بين السلطتين.
طوال الاسابيع السابقة يعزف بعض كتاب التدخل السريع واركان الحكومة وبعض رموز الحرس القديم نغمة التحذير من التعديلات الدستورية باعتبارها ستنطوي على مساس بصلاحيات القصر الملكي في محاولة مضللة وخادعة كما يرى ابو يامين.
وهي محاولة تقدم القصر الملكي نفسه الصفوف ليعاكسها ويقول بان النقاش بتعديلات دستورية لم يعد محرما فقد تغيرت الظروف والاعتبارات كما اشار الملك عبد الله الثاني شخصيا في رسالته الاخيرة لرئيس الوزراء معروف البخيت.