عبدالعزيز حسين الصويغ

أعتقد أن دول الائتلاف المشاركة في فرض الحظر الجوي على ليبيا تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 1973 تقف اليوم حائرة أمام تناقض المواقف العربية حول تطبيق هذا القرار على الأرض. فبعد أن استحثّ مجلس وزراء الخارجية العرب، وقبله مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، المجتمع الدولي، وناشدوا مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته بفرض الحظر الجوي على ليبيا، ها هي بعض الأصوات العربية تُعلن عن الشعور بالقلق إزاء الإجراءات التي تتخذها القوى الغربية، وتطلب laquo;عدم الذهاب إلى بعيدraquo;.
الولايات المتحدة، ودول الغرب لا تريد أن يتكرر في ليبيا ما حدث معها في العراق وأفغانستان.. لذا نجد واشنطن تستند، أو تستغيث بالموقف العربي كي تستمر في تنفيذ قرار مجلس الأمن بعد أن ترددت هي وحلفاؤها في استصدار قرار الحظر على ليبيا، الذي أتى بعد أن أوشكت بنغازي، معقل الثوار الأخير، على السقوط. ومواقف بعض المسؤولين العرب المترددة تبعث برسائل مغلوطة، قد تتسبب في تصدع الائتلاف الدولي، ونشوء أصوات معارضة داخل دول الائتلاف.
والخوف هو أن يخرج علينا أحد هؤلاء بتأييد ما قالته مذيعة التلفزيون الليبي من أن قرار مجلس الأمن بتبني فكرة الحظر الجوى حرام شرعًا؛ لأن laquo;التبنّيraquo; مُحرَّم في الشريعة الإسلامية؟! وأرى أن المخرج من هذا الحرج، كما اقترح أحد السعوديين، هو أن يقوم المجتمع الدولي بـ ldquo;كفالةrdquo; قرار الحظر الجوي على ليبيا.. فالكفالة هي حلال شرعًا!!