قاسم حسين
الأخبار الساخنة تأتي هذه الأيام من اليمن وليبيا وسورية، حيث تطالب الشعوب بمزيد من الحريات والكرامة والخبز، دون أن يشكك في نواياها مشكك.
في اليمن، أقر البرلمان بأغلبية نواب الحزب الحاكم فرض قانون الطوارئ الذي اتخذه الرئيس علي عبدالله صالح، بينما اعتبره النواب الذين أيدوا مطالب الشعب اليمني توجهاً انقلابياً على حقوق الإنسان. وآخر الأخبار، أغلقت السلطات مكتب قناة الجزيرة، (نصيرة الثورات العربية) وسحبت التراخيص من مراسليها، فيما اعتبر مجلس التعاون ما يجري في اليمن شأناً داخلياً بحتاً، وأنه يتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث الجارية على الساحة اليمنية، مؤكداً احترامه لإرادة وخيارات أهل اليمن. وفي الوقت الذي انضم عددٌ من موظفي التلفزيون والإذاعة للثورة، تعرّض اعتصام في تعز إلى هجوم من يسميهم اليمنيون بـ laquo;البلاطجةraquo;.
في ليبيا، تحتجز السلطات فريقاً من laquo;الجزيرةraquo; منذ أيام، وذلك laquo;أثناء قيامه بواجبه المهني في تغطية الأحداثraquo; كما قالت. وبينما تصعد قوات القذافي هجماتها على مدن أجدابيا ومصراتة والزنتان، قام بعض القناصة بقتل 16 مدنياً.
هناك أخبارٌ ساخنةٌ من مصر أيضاً، فوزير الداخلية السابق تمت إحالته لمحكمة الجنايات بتهمة قتل متظاهرين، وعلى مستوى السياسة الخارجية، حذرت مصر الجديدة laquo;إسرائيلraquo; من أي هجوم على قطاع غزة، وهو التغيّر السياسي الكبير الذي شهدته مصر الشهر الماضي، باتجاه مواقف أكثر قومية ووطنية، وقرباً من الفلسطينيين.
إذاً، القارئ العربي أمام منطقة تموج بالتحركات والاحتجاجات، وهي حالة غير مسبوقة منذ الستينيات. الجديد اليوم أن هذه التحركات استفادت من آخر التطورات التكنولوجية، ويتقدمها الشباب الذي يتواصل من خلال منتديات التواصل الاجتماعي العابرة للحدود، حيث لم تعد تنفع أدوات الرقابة التقليدية في منع تداول الأفكار.
الولايات المتحدة قامت بقصف حطام مقاتلة من طراز إف 15 تحطمت في ليبيا ليلاً، لمنع وصول ما فيها من مواد إلى الجهة الخطأraquo;. ومن جانب آخر حثت مواطنيها على تجنب السفر إلى البحرين بسبب خطر المظاهرات السياسية، حسب بيان وزارة الخارجية، الذي جاء فيه: laquo;نحث الأميركيين على إرجاء السفر للبحرين في هذا الوقت، ويجب على الموجودين حالياً فيها التفكير في المغادرةraquo;.
أما مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فقال إن فريقاً من النشطاء وفريقاً طبياً اعتقلوا أو تعرضوا لمضايقات في البحرين، حيث أفادت تقارير أن ما يصل إلى 100 شخص مفقودون منذ فرض الإجراءات الأمنية الصارمة الأسبوع الماضي. وطالبت السلطات بالالتزام بالقانون الدولي، حيث ان laquo;التظاهر سلمياً أو إجراء مقابلة مع صحافي لا يشكلان جريمةraquo; حسب المفوضية.
أما في بريطانيا، فقد قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن بلاده laquo;تساند الحوار السياسي الذي تقول حكومة البحرين إنها تسعى لإجرائه، وإن بريطانيا تشجع كل الأطراف على المشاركة في ذلك الحوارraquo;. وأضاف كاميرون أن منهج البحرين laquo;يجب أن يستند إلى مبدأ الإصلاح لتلبية الطموحات المشروعة للشعب البحرينيraquo; على حد تعبيره.
في عاصمة الاتحاد الأوروبي (بروكسل)، صدر بيان عن مجلس الشئون الخارجية للاتحاد تطرق فيه للمسألة البحرينية، حيث أعرب عن القلق البالغ إزاء الوضع الخطير والمتدهور، وأسفه للخسائر في الأرواح، وحث جميع القوى الأمنية على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين؛ والمتظاهرين للامتناع عن أية نشاطات استفزازية. كما أعرب عن قلقه بشأن التقارير عن اعتقال شخصيات معارضة، مشيراً إلى ضرورة احترام وحماية حقوق الإنسان للمتظاهرين المسالمين، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع، وضمان وصول الجميع للعلاج الطبي في حالات الطوارئ وفقاً للمعايير الدولية. وختم البيان بدعوة جميع الأطراف للدخول في حوار هادف وبنّاء من دون تأخير أو شروط مسبقة، بغية إحداث إصلاحات.
محلياً، وبعد يوم واحد من تعليق الاتحاد العام لنقابات العمال الاضراب عن العمل، أعلنت جمعية المعلمين البحرينية خطوة مماثلة، من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها، في وقتٍ مثل عددٌ من مجلس إدارة الجمعية أمام لجنة تحقيق خاصة صباح أمس، حيث عرضت عليهم لائحة ضمت مجموعةً من التهم التي نفوها عن أنفسهم.
القطاع التعليمي من أكثر القطاعات تأثراً بالأوضاع السياسية، قديماً وحديثاً، وفي مختلف بلدان العالم. ومن المنتظر أن تستمر ذيول الأزمة الأخيرة لأيام قادمة، ويعتمد ذلك على حسن الإدارة وتهيئة الظروف لاستعادة البيئة التعليمية التي تعرّضت للكثير من حالات الشد والجذب، بالإضافة إلى مسألة صعوبة وصول المعلمين والمعلمات إلى مدارسهم في مناطق أخرى، نظراً لانتشار نقاط التفتيش، وخصوصاً بالمحافظة الشمالية والمنامة والوسطى. ويُحسب لبعض الإدارات أمر بعض معلميها بالدوام في مدارس مناطقهم ريثما يتحسن الوضع الأمني وتنتظم الأمور.
مكتب قضايا المرأة بجمعية laquo;وعدraquo; أصدر بياناً أمس تقدمت فيه بالتعازي إلى عائلة شهيدة الوطن بهية العرادي التي سقطت بالرصاص، وأشادت بصمود المرأة البحرينية ونضالاتها السلمية. واعتبرت أن استشهاد المناضلة العرادي واعتقال الطبيبة ندى ضيف، واختفاء العديد من مناضلات هذا الشعب العظيم، إنما laquo;يعكس مدى حجم مشاركة المرأة البحرينية وعمق إيمانها بحركة مجتمعها من أجل الديمقراطية والحريةraquo;.
أخيراً... وفي بنغلاديش، شيّعت قرية جولاب غونغ أمس جثمان العامل أكلاس مياه (50 عاماً)، الذي عمل في البحرين لمدة 31 عاماً، وقُتل (رحمه الله برحمته الواسعة) في الحوادث الأمنية أثناء مساعدته النساء في جزيرة سترة
التعليقات