واشنطن

كتبت نادية حجاب، وهي المديرة المشاركة في شبكة السياسة الفلسطينية المدعوة laquo;الشبكةraquo;، مقالاً نشرته مجلة فورين بوليسي، أوردت فيه قصة الزيارة التي قامت بها عائلتها وهي طفلة لمزرعة جدها في وادي الأردن بالضفة الغربية، والمتعة التي تذوقتها هناك والمرح، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 أنهى كل هذه الزيارات العائلية. فاليوم، تم إغلاق وادي الأردن في وجه الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتمثل منطقة وادي الأردن %60 من الضفة الغربية، والتي من المقرر إعادتها للفلسطينيين كجزء من عملية السلام، لكن المنطقة استعمرها الجنود والمستوطنون لتطبيق أقسى سياسات التهجير الإسرائيلي في الوادي.
وتشير الكاتبة إلى أن ذكرياتها عن وادي الأردن تجعلها متعاطفة مع نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في المفاوضات لتوصيل التحدي الذي يواجه الفلسطينيون: وهو كيفية الحفاظ على أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية أمام إسرائيل التي تخطف الأراضي وتزيل المنازل. وتدرك إسرائيل أن الحقوق سوف تذبل في كتب التاريخ، مع غياب الفلسطينيين على الأراضي الفلسطينية.
ولا تحمل استراتيجية عباس فرصة للنجاة، لذلك لا يدعمها الكثير من الفلسطينيين، إذ تضاعف عدد المستوطنات الإسرائيلية إبان فترة المفاوضات التي دامت 17 عاماً. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تقوم ببناء المستوطنات على نطاق واسع في الأراضي المحتلة مقارنة بما هو الحال في إسرائيل نفسها، وهو ما أكده كريس باتن، الرئيس الأسبق لحزب المحافظين البريطاني، في صحيفة فايننشال تايمز متهماً إدارة أوباما بالخداع عندما قال: اننا نشهد laquo;تجميدا لم يسبق له مثيلraquo; في المستوطنات.
أن تمثيلية المفاوضات عادت بالنفع على إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية والسلطة الفلسطينية. إذ مكنت المحادثات إسرائيل من عرض وجهها الساعي للسلام، في حين استمرارها في الاستعمار، كما أن هذه المحادثات أفادت السلطة الفلسطينية لتوضح أنها غير مفلسة سياسياً. أما الاتحاد الأوروبي والدول العربية فقد تحسروا في الماضي على حال القضية من دون أن يقوما بأي شيء حيالها.
وإنهاء هذه التمثيلية سيساعد الفلسطينيين في إزالة الهياكل السياسية الفاسدة التي تدعمها الولايات المتحدة، وهو ما يفسح المجال للمقاومة الشعبية من قبل القرويين الذين خسروا أراضيهم في وادي الأردن. وتقول لويزا مورغانتيني، وهي رئيسة سابقة للبرلمان الأوروبي: إنهم يقومون بإعادة بناء منازلهم بسرعة كبيرة بعد إزالتها كنوع من المقاومة السلمية. ومن ناحية أخرى، يؤدي وقف تمثيلية المفاوضات إلى وقف العنف الذي يجعل من الضفة الغربية والقدس الشرقية مكاناً يستحيل العيش فيه، كما أن ذلك سيخدم في إطلاق الأسماء الحقيقية على الأشياء: مثل المستوطنات المعادية للقانون الدولي، والسرقة التي يقوم بها لصوص الأراضي الذين يجب معاملتهم بما يستحقونه.
هذه الحقائق تم تشويشها بين الساسة، كما أن عباس يبحث الآن عن تغطية سياسية من قبل دول الجامعة العربية في الخطوات القادمة، على الرغم من أن القادم ينبغي أن يعتمد على الشعب الفلسطيني.