دبي
التطورات المتلاحقة التي تحدث في المنطقة وعلى وجه الخصوص الانتفاضة الحالية في سوريا، والتدخل الغربي في ليبيا، والتحسر على ضياع فرصة مبادرة السلام العربية خاصة في أجواء الترقب وعدم اليقين السائدة في المنطقة، والاتفاقية الإطارية في مجال التعاون الفضائي بين روسيا وإسرائيل، موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن جولة أسبوعية في الصحف الإسرائيلية.
سكوت غير مبرر
في مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي بصحيفةquot;يديعوت أحرونوتquot;، والمعنون بـ quot;الصمت بشأن ما يحدث في سورياquot;، يقولquot; يوعاز هندلquot; إنه قد أمضى الأسبوع الأخير في انتظار رد فعل إسرائيلي على ما يحدث في سوريا، ولكن شيئاً لم يحدث.. وإنه على الرغم من أن الشعب السوري يتظاهر الآن ضد انتهاك حقوقه الإنسانية، وضد التعذيب، ويطالب بالديمقراطية والتخلص من سطوة الأجهزة الأمنية، فإن هناك صمتاً مريباً في إسرائيل تجاه ذلك، وكأن لا شيء يحدث على الإطلاق. وأن المظهر الوحيد لرد الفعل هو ظهور مجموعة من المحللين على شاشات التلفزيون كي يقدموا للجمهور تحليلات مملة ينتهون فيها إلى أن ما يحدث في سوريا هو انتفاضة! يقول الكاتب أيضاً إنه لم يحدث هناك أي تفاعل مع الشعب السوري، حتى على مواقع الفيسبوك واليوتيوب حيث لم يتحمس إسرائيلي لوضع أغنية على اليوتيوب مثلاً، يشد فيها من أزر الشعب السوري ضد نظامه كما حدث تجاه شعب ليبيا حينما وضع إسرائيلي أغنية ضاحكة يسخر فيها من الزعيم الليبي. ويقول الكاتب إن هناك ظاهرة غريبة تميز إسرائيل حكومة وشعباً وهو أنه عندما يقع حدث كبير في المنطقة، في حجم الانتفاضة الحادثة في سوريا على سبيل المثال، فإن الاثنين - الحكومة والشعب - غالباً ما يلتزمان جانب الحياد، وكأن إسرائيل ليست دولة منخرطة في صراع طويل الأمد في المنطقة، وإنما دولة محايدة شأنها شأن سويسرا مثلاً. وهو يرى أن هذا الوضع يجب أن يتغير. ويلاحظ أيضا أنه لم يحدث في إسرائيل حوار جاد حول استعداد بعض الجماعات في إسرائيل لتسليم جبل حرمون لبشار الأسد الذي يواجه عاصفة مدوية الآن في بلده تجعل موقفه مزعزعاً إلى درجة كبيرة. وينهي مقاله بالقول إن إسرائيل لا تخلو من المظاهرات والمسيرات لناشطي حقوق الإنسان والجمعيات الحقوقية المختلفة على مدار العام، وهي مظاهرات ومسيرات غالباً ما تتسم بالضجة والصخب، وأن تلك المظاهرات والمسيرات مطالبة بالعودة للتعبير عن رأيها وإبراز موقفها تجاه ما يحدث في المنطقة في الوقت الراهن.
من فيسبوك إلى توماهوك
في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، والمعنونة بـ quot;تدخل الغرب في ليبيا قد يقوض الثورات المدنيةquot;، أعادت صحيفة quot;هآرتسquot; إلى أذهان القراء ملابسات تدخل التحالف الدولي في العراق في مارس من عام 2003 بحجة إطاحة نظام صدام، الذي قتل شعبه، وهدد جيرانه، وشكل تهديداً للأمن الدولي على حد زعم التحالف، وقالت إن الغرب يجد نفسه الآن متورطاً في هجمات جوية وصاروخية بحجة (علنية) هي الحيلولة بين معمر القذافي وبين ذبح شعبه وأخرى(ضمنية) هي إطاحة نظامه من خلال القضاء على قواته وتقديم الدعم لقوات التمرد الليبية لمساعدتها على الزحف على العاصمة طرابلس وإسقاط حكمه. ترى الصحيفة أن مثل هذا التدخل يعد خروجاً عن نمط الثورات التي اشتعلت في المنطقة في الفترة الماضية والتي لا يزال بعضها مشتعلاً حتى الآن. ففي مصر وتونس على سبيل المثال تمكنت الثورتان هناك بوسائلهما الذاتية من إسقاط النظامين الحاكمين فيهما، ومهدتا المسرح لإنجاز عملية تحول ديمقراطي. وفي اليمن، والبحرين، وسوريا حالياً وفي إيران - منذ أكثر من عام- اكتسبت الانتفاضات والثورات دعماً واسع النطاق لأنها تمت بدون مساعدة من الخارج.. ويخلص إلى أن التدخل الغربي في ليبيا بصرف النظر عن وجاهته يمكن - في رأيه- أن يضر الثورة الليبية إذا ما قدر لها الانتصار لأن النصر في تلك الحالة سوف ينسب الفضل فيه إلى التدخل الغربي في المقام الأول لا للثوار، وبالتالي فإن الثورة لن تكون ثورة فيسبوك كمصر وتونس وإنما ثورة صواريخ توماهوك تطلق على ليبيا من قواعد وسفن بحرية تابعة للغرب الذي لولاه لكان القذافي قد فتك بالتمردين. ويذهب الكاتب إلى ما هو أبعد من ذلك فيقول إن ذلك التدخل الغربي الواضح يمكن أيضاً أن يؤثر على مصائر انتفاضات يمكن أن تهب مستقبلاً في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.
ندم متأخر
وتحت عنوان: quot;مبادرة السلام العربية فرصة ضائعة أخرى من بين العديد من الفرص التي ضاعت على إسرائيلquot;، رأى quot;أكيفا أليدارquot; إن الهلع الذي أبدته إسرائيل تجاه ما حدث على حدودها الجنوبية مصر، عقب الثورة التي أطاحت بنظام مبارك، وكذا التوقعات البالغة التشاؤم التي يبديها نفر من المحللين الإسرائيليين الهلوعين الذين يعتقدون أن مصر قد باتت على وشك شن هجوم على إسرائيل على الرغم مما أبداه المجلس العسكري الحاكم في مصر في الوقت الراهن من ضبط نفس إزاء الضربات الجوية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وإعلان عمرو موسى الذي سيكون المرشح الأوفر حظاً إذا ما خاض انتخابات الرئاسة القادمة من أنه سوف يراعي اتفاقية السلام مع إسرائيل إذا ما أصبح رئيساً. وقال الكاتب إنه إذا ما أضيف إلى ما سبق الحيرة التي تشعر بها تل آبيب في الوقت الراهن، والخوف أيضاً تجاه ما سيحدث في سوريا.. وهل سيستطيع النظام هناك الذي حافظ على الهدوء في الجبهة الشمالية الاستمرار في الحكم أم أنه سيسقط ويأتي مكانه نظام جديد؟ وماذا سيكون موقف النظام الجديد من اتفاقية الفصل بين القوات السارية منذ ثلاثة عقود؟ كل ذلك القلق ـ في نظر الكاتب ـ كان من الممكن تجنبه، وكان من الممكن أن تصبح إسرائيل أكثر هدوءا واطمئناناً على الرغم من التطورات الحادثة على جبهاتها الجنوبية والشرقية والشمالية، لو كانت قد وافقت في الوقت المناسب على مبادرة السلام العربية التي قدمها الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والتي تلكأت إسرائيل طويلاً في التعامل معها ودخل القادة الإسرائيليون كما هو دأبهم عادة في سلسلة من المماحكات والتأجيلات والشروط المستحيلة فأضاعوا على إسرائيل فرصة من الفرص العديدة التي ضاعت عليها، والتي كانت سبباً فيما تشعر به حالياً من توتر وقلق جراء ما يحدث حولها من اضطرابات في مختلف الجهات.
اتفاقية إطارية
تحت عنوان:quot;إسرائيل وروسيا يوقعان على اتفاقية تعاونquot;، تناولت مجلة quot;جلوبسquot; المعنية بالشؤون الاقتصادية في عددها الصادر الاثنين الماضي الاتفاقية الإطارية التي وقعتها وكالة الفضاء الإسرائيلية، ووكالة الفضاء الفيدرالية الروسية في اليوم نفسه، داخل مكتب رئيس الوزراء بالقدس الغربية. وقالت المجلة إن تلك الاتفاقية تعزز التعاون بين الوكالتين في مجال أبحاث الفضاء، والمراقبة والرصد، ومجال الدواء والبيولوجيا، واستخداماتهما في الفضاء وكذلك مجال الأبحاث في الأجهزة المتقدمة، ومعدات، ومنصات الإطلاق. وأشارت المجلة إلى التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء والذي قال فيه إن تلك الاتفاقية تُبنى على التقدم في الصناعات الفضائية في الدولتين وعلى وجه الخصوص في روسيا التي تتمتع بتجربة عريضة وطويلة في هذا المجال. كما أبرزت قوله إن هذه المعاهدة تبرز الدرجة المتقدمة التي وصل إليها التعاون بين روسيا وإسرائيل في العديد من المجالات.
إعداد: سعيد كامل
التعليقات