عبدالله الحكيم


تنص القوانين الدولية على تنفيذ عقوبة الإعدام في كل رجل يدان باغتصاب امرأة، ويؤكد خبراء القانون الدولي على تنفيذ عقوبة الإعدام في حالة الاغتصابات الجماعية للنساء أثناء حالات الحرب ومن خلال الظروف التي ينتهز فيها كل من يعمل في مؤسسات الحراسة العسكرية مواقف الفوضى الناشئة عن حالات الحرب. وللواقع الحق مع القانون، لأن الألم الذي يقع على المرأة لا يزول ولا ينتهي ولا يتلاشى بسهولة، فالعملية لا تتوقف عند كونها اعتداء مؤقتا وطارئا وبعدها تنتهي آثار الاعتداء والسلام.
في ظروف على هكذا نحو تواجه المرأة أكثر من مشكلة، فالكثير من النساء يسكتن مما يترتب عليه دخول المرأة في مشاكل أكثر تعقيدا ومن هنا فهن لا
يتقدمن بشكوى لاعتقادهن أن الشكوى تعمل على تصعيد الحالة، وبذلك تضيع حقوقهن ويبقين في حالة معاناة نفسية مستديمة، والقليل منهن يمتلكن
الجرأة ولذلك فهن مشكورات يفترض فيهن عدم السكوت والتقدم بشكاوى متعددة إلى الرأي العام وإلى أجهزة التلفزة وإلى الجهة ذات الاختصاص أيضا.
وبالأمس رأينا كيف واجهت السيدة إيمان العبيدي حالة الفوضى التي أفرزتها الحرب الليبية الجاري رحاها إلى الآن، فقد حاول بوليس القذافي تهدئتها وتزوير أقوالها، بل والاعتداء عليها باتهامات السكر حينا والاختلال حينا آخر ومرة ثالثة الهلوسة، وكل هذا لأن المرأة صرخت قائلة إلى الصحافيين إنها تعرضت لاغتصاب خمسة عشر رجلا لدى اعتقالها عند إحدى نقاط التفتيش لأنها من منطقة معادية ومناهضة للسيد القذافي.
لقد تابعت الصحافة الحرة مسألة السيدة إيمان العبيدي، وكم كانت المهزلة التي لا تزال الأنظمة الفاسدة تمارسها ليل نهار وعلى رؤوس الأشهاد، فقد اتضح أن الفتاة عاقلة وحاول النظام السياسي طوعا وكرها تغييبها، وتزوير أقوالها إذ لا زالوا مصرين أنها مجنونة فيما توضح سيرتها الذاتية أنها عاقلة وتعمل في سلك المحاماة، والواقع الصحيح أن النظام الفاسد يرى نفسه محقا وراعيا للأمن، فيما تثبت الشواهد أنه يمارس الفساد من رأسه حتى آخر يوم في تاريخه. لقد أرادوا أن يقولوا للعالم شيئا واحدا فخانتهم العبارة، وهذا الشيء هو laquo;يحق للنظام اغتصاب المجانينraquo; وباستثناء ذلك فقد افتضحوا أمام
الصحافة الحرة وأمام وفود الإعلام الموجودين في الفندق.. لأنه حتى في حال كون السيدة مختلة من نواح عقلية، فلا يفترض إيذاؤها، ولا التعريض بها
أمام الرأي العام أنها مجنونة. الصحيح أنها عاقلة راشدة مسؤولة، وقد اغتصبوها عنوة وبما فيه الإهانة لكرامة المرأة ويفترض إعدامهم جميعا واحدا تلو الآخر بما في ذلك الرجل السادس عشر لأنه المسؤول الأول في جريمة على هكذا نحو. لقد أطلق أيدي الذئاب لكي ينالوا من لحوم الناس في وضح النهار.