نشر أسماء الشخصيات التي أمر العادلي بالتجسس عليها.. حملات ضد السلفيين وخطورتهم

القاهرة- حسنين كروم

عكست الصحف الصادرة يومي السبت والأحد، كثيرا من التطورات والأحداث المفاجئة، فقد طالب المجلس العسكري من الحكومة سرعة اتخاذ إجراءات ضد الفاسدين والذين قتلوا المتظاهرين، وحشود في ميدان التحرير في جمعة إنقاذ الثورة وطلب محاكمة مبارك وزكريا عزمي وفتحي سرور وصفوت الشريف، وتعرض البلاد إلى هزة أرضية، ولا شك أنها اما من أفاعيل أنصار النظام السابق، أو من السلفيين، الذين سوف يدعون انهم قرأوا إذا زلزلت الأرض لعل الزلزال يهدم الأضرحة ويكفيهم مشقة القيام بها بأنفسهم كما فعلوا في محافظة القليوبية وأثاروا الدنيا عليهم، وواصلت محكمة الجنايات محاكمة وزير الداخلية السابق اللواء حبيب العادلي، وقال زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' وأحد مديري تحريرها أحمد موسى أمس عن العادلي: 'كشفت مصادر عن نقل الوزير الأسبق مسألة التنصت لتكون تحت إشرافه مباشرة، وكان يطلب من قطاع الاتصالات اسماء ورموزا بعينها لمتابعة تحركاتها، على أن تعرض عليه النتائج دون إطلاع أي من مسؤولي الأمن عليها.
واستخدمت أجهزة حديثة يزيد ثمنها على خمسين مليون جنيه في إجراء هذه المراقبات في غيبة القانون وتحت مسمى الحفاظ على الأمن القومي.
ومن المفاجآت الكبيرة في هذا الأمر، مراقبة اتصالات المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، والمستشار ممدوح مرعي وزير العدل الاسبق، والسيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية والدكتور محمد البرادعي، وحمدين صباحي، وأيمن نور ومهدي عاكف المرشد السابق للإخوان ود. محمد بديع المرشد الحالي، ود.عصام العريان ود. محمد المرسي ود. سعد الكتاتني، ومن الوزراء السابقين فاروق حسني وأنس الفقي وأحمد المغربي وزهير جرانة وأحمد أبو الغيط ومحمد إبراهيم سليمان واللواء حسن الألفي وزير الداخلية الأسبق وعدد من قيادات الداخلية السابقين والحاليين، كما شملت كرم زهدي وناجح إبراهيم وعصام دربالة وحمدي عبد الرحمن وصفوت عبد الغني، وقائمة طويلة لرجال أعمال وفنانين وفنانات ونشطاء سياسيين ورموز في المعارضة والأحزاب السياسية، وبعض مقدمي البرامج الفضائية وعدد من مسؤولي المنظمات الحقوقية ومجموعة من كبار المحافظين اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية واللواء صلاح سلامة محافظ كفر الشيخ الأسبق، واللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط.
وتتولى الجهات المعنية حاليا عملية إعداد جميع هذه التسجيلات لمخالفتها القانون ولتعرضها لأمور خاصة ولا حاجة للإبقاء عليها ولضمان عدم تسرب أي منها لأحد، بينما سيتم الاحتفاظ بكل ما يتعلق بقضايا الإرهاب وما يمس الأمن القومي دون غيرها'.
ونشرت الصحف عن تأجيل جلسات الحوار بين الأحزاب والقوى السياسية، وإسنادها الى صديقنا رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبد العزيز حجازي بدلا من نائب رئيس الوزراء، صديقنا الدكتور يحيى الجمل الذي تعرض لحملات عنيفة وعدم رضا عنه من كثير من السياسيين والصحافيين. ووقعت حادثة مؤسفة عندما نزل الآلاف من جماهير الزمالك لأرض الاستاد ومارسوا الاعتداءات والبلطجة بعد مباراة النادي مع الأفريقي التونسي، وقد توعد رئيس الوزراء باتخاذ إجراءات رادعة. وإلى بعض مما عندنا في بداية الأسبوع:

تغييرات واسعة بالتليفزيون المصري والصحف

ونبدأ بالتغييرات في التليفزيون بإقالة صديقنا رئيس قطاع الأخبار عبد اللطيف المناوي، وبالنسبة للتغييرات في المؤسسات الصحافية الحكومية، فقد غيرت جريدة ومجلة 'روزاليوسف' سياستها تماما، من مساندة النظام السابق، إلى مهاجمته، وفي 'الجمهورية' بدأ رئيس تحريرها السابق زميلنا محمد علي إبراهيم كتابة عمود يومي في الصفحة الرابعة بعنوان - شيء ما يبقى - أما في 'الأهرام' فلم يستمر نشر عمود - معاً - لرئيس تحريرها السابق زميلنا وصديقنا أسامة سرايا، والذي بدأه قبل عزله بيوم واحد، بينما استمر عمود رئيس مجلس إدارتها السابق زميلنا وصديقنا الدكتور عبد المنعم سعيد، وكان رأي زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في 'المصري اليوم' أمس عن التغييرات في الصحف القومية، عن شاب ورجل وسيدة وطفل وطلب، كل منهم يحمل فوق رأسه قلة، ويغنون: - البحر بيضحك ليه، وأنا نازل أدل أحدف القلل، وهذا تحريف في الأغنية، إذ حذف كلمة املأ، ووضع مكانها، احدف.

الرئيس مبارك يتمتع بأربعة قصور بشرم الشيخ

ونبدأ بالرئيس السابق، وأنصاره من أعضاء الخلايا النائمة للثورة المضادة، الذين بدأوا ينشطون للدفاع عنه، مثل زميلنا بـ'الأخبار' سليمان قناوي الذي قال عنه يوم الجمعة باكياً على الحياة التعيسة التي يحياها في منفاه بشرم الشيخ: 'أتمنى أن تحدد إقامتي في شرم الشيخ أسبوعا، ولا أطالب بقصر منيف كالذي يقيم فيه مبارك ضمن خمسة قصور تملكها العائلة '4 للأسرة وواحد للحراسة'، تكفيني غرفة 'سنجل'.
كان مبارك قبل ثورة 25 يناير يذهب إلى شرم الشيخ بمسؤولياته وسلطاته ورغباته في طيب العيش، بعد 25 يناير أرحناه من مسؤولياته وسلطاته وبقي له رغد العيش وحده.
شفتم ثورة 'بتدلع' ديكتاتورها المخلوع زينا، لم يحرم مبارك من أي صنف من أصناف الأطعمة الأوروبية الفاخرة التي اعتاد عليها قبل الخلع كالكافيار وأجود أنواع اللحوم وعلب الشيكولاتة السويسرية.
ومع كل التقدير والاحترام للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أتساءل: هل لو قامت القوات المسلحة هي نفسها بالثورة أو انقلاب أو حركة، هل كانت ستحمل مبارك إلى قصر شرم الشيخ أم زنزانة السجن الحربي، إلا أنني أضع نفسي مكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي ربما استشعر الحرج بعد أن توصل إلى اتفاق مع مبارك على ألا يفتح الحرس الجمهوري نيرانه على المتظاهرين يوم الجمعة 11 فبراير، مقابل ترتيب الخروج الأمن للرئيس إلى شرم الشيخ مع وعد بعدم الملاحقة والمحاكمة، حتى ولو كان هذا احتمالا واردا، فان المجلس يمكن أن يكون في حل من هذا الوعد خاصة بعد أن تبين حجم الفساد الرهيب الذي نشأ ونما وترعرع في حجر مبارك وعلى يديه، فمن يملك أن يتسامح في دم 400 شهيد أو يزيد، حتى اليوم يظهر شهداء جدد لقوا ربهم يوم جمعة الغضب 28 يناير'.

مبارك ما زال يحكم من شرم الشيخ

ومن الذين أكدوا لنا أن مبارك ما زال يحكمنا، وهو الذي يقرر من يتم تقديمه للمحاكمة ومن يظل بعيدا عن الحساب، كان زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير 'الفجر' الذي قال والغيرة من الرئيس السابق تكاد تمزق قلبه: 'تضاعفت الحراسة على مبارك في شرم الشيخ، سيارات شرطة تسد الطريق إليه، مدافع مستعدة للدفاع عنه، وقطع بحرية تقف على شاطىء البحر الذي يتمشى عليه.
لكن الأهم انه لا يزال يفرض نفسه على المشهد السياسي رغم اختفائه منه، فأبرز الوجوه التي اتهمت بالفساد هو الذي أحالها، والتعديلات الدستورية التي أقرت هو الذي اقترحها، وأسلوبه البطيء المخيب للآمال في اتخاذ القرار لا يزال سائدا، وموهبته في الترقيع والترميم والتخدير مستمرة، وتحذيره من الفوضى وسيطرة التيارات الدينية المتعصبة والمتشددة تحقق، إن مبارك دون تزويق للكلمات لا يزال يحكمنا، إذا لم يكن بشخصه فبطريقته.
والمؤكد أن وراء إهمال المحاكمات السياسية سببا وجيهاً، إنها إذا بدأت بأحمد عز ستأتي بجمال مبارك، ولو جاءت قدم زكريا عزمي ستأتي قدم حسني مبارك، ولو سمعنا اسم فرخندة حسن أو آمال عثمان سنسمع سيرة سوزان صالح ثابت، وهي أسماء على ما يبدو محمية، فلا يزال الرئيس السابق وعائلته فوق المحاسبة، وهذه أقوى ضربة وجهت للثورة، وجعلت منها حادثا عاديا، فكل شيء يبدو أمامي مسرحية متقنة الدراما وإن تفتقد الإقناع والصدق، ساعتها سيحطم الجمهور مقاعد دور العرض ولا تأملوا خيرا في إعادة أموال عائلة مبارك، ولا في استرداد الثروات المنهوبة التي هربت الى الخارج، فلو كانت لدينا النية فليست لدينا الرغبة، ولو كانت لدينا الرغبة فليست لدينا الخبرة'.

لماذا التأخير ببدء محاكمة مبارك؟

وانضم ثالث الى سليمان وعادل أكلت الشكوك قلبه، وهو زميلنا بـ'الوفد' طلعت المغاوري وعبر عنها بالقول يوم الجمعة: 'حان الوقت لمحاكمة رأس النظام السابق لأنه مسؤول معهم عن قتل المواطنين وإصابتهم وهم قد خرجوا في مظاهرات سلمية في كامل أنحاء البلاد، من المسؤول عن حالة الصمت الرهيب والمريب حول عدم محاكمة الرئيس السابق وتقديمه للنيابة العامة.
ان يستمر مبارك يرفل في النعيم بما كسبت يداه هو وأسرته فهذا أمر غير عادل وغير طبيعي، وخاصة أن الروائح تزكم الأنوف حول ثروته هو وولديه وزوجتيهما وأحفاده، لماذا لا يمثل الرئيس السابق للتحقيق امام النائب العام لتثبت براءته أو حتى إدانته فيما يتم الهمهمة حول فساده وأسرته واقتناصهم لأموال الشعب، لابد من محاكمته حتى تهدأ أرواح الشهداء ولا تضيع الدماء الطاهرة هدرا.

مهازل جمال وعلاء وسوزان وقصورهم

وإلى جمال مبارك الذي لم يعد أحد من الزملاء الصحافيين، والكتاب والسياسيين الذين كانوا يؤيدون رئاسته للبلاد، ويشيدون به وبفكره الجديد، يتناولونه بكلمة واحدة دفاعا عنه، كما ان الذين كانوا ينظمون حملات ترشيحه للرئاسة، مثل صاحبنا حمدي الكردي، ويدافعون عنه في وجه الهجمات المتتالية ضده، فيوم الخميس مثلا قال عنه صاحبنا محمد حسين الحلوجي في صفحة 25 ميدان التحرير بـ'الوفد' التي يشرف عليها كل يوم خميس، زميلنا محمد الشربيني: 'عندما قرأت في عدد سابق لـ'الوفد' الأسبوعي عن فيلا علاء مبارك في 'القطامية' 'هايتس' وزيارة أبوه له فيها سألت نفسي هل سأل مبارك ابنه عندما دخلها لأول مرة من أين لك بكل هذا يا ولد؟! 'ثمنها 21 مليون جنيه بخلاف تغيير كل ديكوراتها وأثاثها وتعلية أسوارها' لكنني تأكدت أن مبارك أذكى من أن يسأله عن ذلك، حتى لا يسأله علاء بدوره، ومن أين لك بقصور شرم الشيخ ومليارات أوروبا، يا والدي؟!
- بعد المهازل التي فعلتها سوزان مبارك وابنها الدلوعة جمال وسيطرتهما على أغلب شؤون البلاد اقترح ان يشترط الدستور فيمن يترشح لرئاسة الجمهورية بعد ذلك أن يكون مطلقا أو أرملا ولا يعول ولو أعزب يتعهد بعدم الزواج طوال فترة الرئاسة!'.

جمال مبارك
كان يجهض دور وزارة العدل

كما قال عنه في نفس اليوم المستشار محمود أبو الليل وزير العدل الاسبق في حديث لـ'الأخبار' أجراه معه زميلنا عامر تمام: 'جمال مبارك كان يجهض دور وزارة العدل، كان كثير التدخل في أمورها، حيث كان يحضر الاجتماعات الخاصة بتعديل بعض التشريعات وكان حضوره بدون أي سند قانوني، ونشبت العديد من الخلافات بيني وبينه حول العديد من القضايا ومنها قضية قانون السلطة القضائية، حيث كنت أؤيد تماما تبعية التفتيش القضائي الى مجلس القضاء الأعلى بدلا من وزارة العدل.
ووافقت على هذا في خطاب رسمي وجهته للمستشار فتحي خليفة، رئيس مجلس القضاء آنذاك، في يونيو 2005 وبعد إرسالي هذا الخطاب بأيام اجتمعت المجموعة الوزارية المختصة بإعداد القانون في حضور رئيس مجلسي الشعب والشورى وجمال مبارك، ففوجئت بأن جمال يصر على استمرار تبعية التفتيش القضائي لوزارة العدل بهدف فرض سيطرة الدولة على القضاة فاعترضت على ذلك وساندني في موقفي رئيس الحكومة أحمد نظيف، وفي رأيي فإن جمال مبارك هو من كان يدير الأمور في البلد'.

تشبيه جمال بخميس القذافي

وكان رزق جمال في هذا اليوم - الخميس - وافرا لأن زميلنا في 'الأهرام' كمال جاب الله - شبهه بأحد أبناء القذافي خميس - الذي يقود كتيبة تمارس القتل في أشقائنا الليبيين، فقال عن الخميسين، بعد ان غير اسم جمال: 'خميس ليبيا، هو أحد أبناء القذافي السبعة، عمره 29 عاما، تلقى تعليمه العسكري في روسيا، يقود كتيبة من القوات الخاصة، التي تحمل اسمه - دفاعا عن عرش أبيه، الذي بنى مجده على أنقاض الجارة الشقيقة، ويصر على ألا يغادر سماءها إلا بمجزرة يذكرها له التاريخ في أسوأ وأحط صفحاته، خميسنا الاسم جمال المحروس، الوريث، السيد الأستاذ نجل الرئيس، كما كان شائعا ومعروفا ومفروضا علينا قبل ثورة 25 يناير المجيدة.
خميسنا، هو نفسه: الحرامي، المغرور، البلطجي الداعي إلى سحق المتظاهرين في ميدان التحرير، الآمر بإبادة الملايين من المسالمين، الذين انتفضوا على قلب رجل واحد لإزاحته هو وأبيه وأمه وأهله وتمزيق حلمه الخبيث في وراثة الحكم، ترى، ماذا لو كان بختنا وحظنا مثل ليبيا.
وأصبح خميسنا المحروس، أو أخوه ابن المحروس، قائدا - لا قدر الله - لكتيبة قوات خاصة تحمل اسمه أو اسم أخيه'.
يا سبحان الله، كمال جاب الله، له بالفعل شيء لله مثل اسم أبيه، فهو يشير الى خميس ابن القذافي، وخميس جمال، ومتى؟ في يوم خميس، سبحانك ربي، إييه، دنيا.

السلفيون ينشطون
في المجتمع المصري

وإلى أصحابنا السلفيين، الذين قفزوا على المشهد السياسي لخطف الثورة، ومحاولة فرض إرادتهم وقوانينهم على المجتمع والدولة، مرة من خلال اعتبار نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية بنعم، اختيار للإسلام ضد أهل الكفر - والعياذ بالله - وتسميتها بغزوة الصناديق، ومرة أخرى بتطبيقهم الحدود على من يريدون، ثم هدم الأضرحة.
وقد قالت عنهم المستشارة نهى الزيني في حديث لها يوم الأربعاء مع زميلتنا أمل فوزي في ملحق شباب التحرير: 'التيار السلفي هو أكثر التيارات انتشارا الآن في الشارع وهو موجود بقوة حتى في الجامعات بما فيها الجامعة الأمريكية، وكان موجودا بكثافة في ميدان التحرير ولكن أحب أو أؤكد أن التيار السلفي ليس لونا واحدا وإنما لديه درجات من أقصى اليمين إلى اليسار وليس لهم تجربة سياسية ولن يكون وإعلانهم عن تدخلهم في السياسة لحماية المادة الثانية التي ينظرون إليها باعتبارها عنوانا للهوية، والذي حدث أن الإخوان استغلوا الحشد الذي قام به التيار السلفي لتأييد الناس لصالح نعم من أجل مصلحتهم الشخصية دون النظر للعواقب التي سيتعرض لها الشارع المصري من خلال تقسيمه إلى مسلمين ومسيحيين بعد أن كنا وصلنا إلى ما يشبه المدينة الفاضلة في ميدان التحرير من حيث شكل العلاقة بين كل التيارات وبين المسلمين والمسيحيين.
وانقسام الشارع خطيئة كبيرة تحسب على التيارات السلفية وعلى الإخوان بسبب تشجيع بعضهم على هذا الحشد كما أن نبرتهم كانت نبرة استعلائية وتبريرية، وكان لابد لهم من الخروج للتأكيد على ان نعم ليس لديها علاقة بالدين أو بالمادة الثانية التي صارت كاللغم والاقتراب منها غير مأمون وبالنسبة لي فأنا لدي قناعة أن هناك شيئين فقط لا يجوز الاقتراب منهما وهما كتاب الله وسنة الرسول ولا ينبغي إضافة القدسية على أي شيء بخلاف ذلك وكل شيء بشري مطروح للنقاش والمادة الثانية ليست منزلة من الله وليس من سنة رسوله ولكنها من سنة السادات رحمه الله'.

السلفيون رجحوا كفة الاستفتاء على الدستور

أيضا، نشرت مجلة 'المصور' مقالا لصديقنا الدكتور الشيخ ناجح إبراهيم من قيادات الجماعة الإسلامية أوضح فيه بعضا مما هو آت: 'بعض دعاة السلفية قاموا بحشد الناس حشدا للتصويت بـ'نعم' وخلطوا بين الدعوى والسياسة حينما قالوا إن الذهاب للاستفتاء واجب شرعي، وان 'نعم' تعني 'نعم للإسلام وللشريعة الإسلامية'.
السلفيون: انتصرنا
في غزوة الصناديق

ثم كانت قمة الخطأ السياسي حينما قال أحدهم إننا 'انتصرنا في غزوة الصناديق' واعتبرها نصرا كنصر بدر، وأن من لا يعجبه من الأقباط فلديه تأشيرات كندا جاهزة، ويمكنه الرحيل من مصر.
ومشكلة بعض الإخوة السلفيين أنهم يفتقرون إلى الخبرة السياسية والإعلامية، فقد حاربوا طويلا نزول الإسلاميين إلى ميدان السياسة، وإذا بالثورة تفاجئهم بغتة وأن الحرية السياسية أصبحت مفتوحة ومكفولة للجميع، ودون حنكة سياسية أو خبرة إعلامية تعصمهم من الوقوع في هذه الأخطاء الفادحة، والفخاخ الإعلامية الكثيرة المنصوبة للجميع، فلم يفرقوا بين الدعوي والسياسي.
فالدعوي مطلق أما السياسي ففيه المتغيرات والأساليب والوسائل والآليات.
والسياسي يشمل ما يطلق عليه في أصول الفقه المصالح المرسلة أو ما تقاس فيه المصالح والمفاسد.
والسياسي الخلاف فيه خلاف تنوع لا تصادم فيه، ولا ضرر منه، بل هو مفيد ويثري الحياة، ويمكن أن تترك رأيك فيه لرأي مسيحي أو ليبرالي يكون خبيرا فيها، لأن معظمه من شؤون الحياة، ويمكنني أن أعلق على هذه الحادثة في عدة نقاط أولا: ليس هناك حد في الإسلام عبارة عن قطع الأذن، مع يقيني الكامل من مصادري اليقينية أن أنور متري معروف بسوء السلوك وممارسة الفاحشة.
ثانيا: أن الحدود في الإسلام مقصورة على الحاكم المسلم الذي يطبق الشريعة، ولا يجوز لاحد الناس أن يقوم بها، كما لا يجوز للحاكم نفسه أن يقوم بها من تلقاء نفسه إلا بعد مثول المتهم أمام القضاء الذي يستوفي جميع الإجراءات القضائية والقانونية للحكم عليه، ثم تقوم الشرطة بتنفيذ هذا الحد.
ثالثا: لو قام احد الأفراد بإقامة هذه الأحكام حتى في دولة الإسلام عوقب على جريمتين:
الأولى: جريمة العدوان على الآخرين بغير حق.
الثانية: جريمة الافتئات على السلطات واستلاب سلطات الحكام والقاضي والشرطة بغير حق.
ولو قامت بها مجموعة مسلحة بغير إذن الحاكم جاز للحاكم المسلم محاربتها بالقوة حتى تلتزم بعدم إنفاذها دون إذنها، وأخذت حكم البغاة في الفقه الإسلامي.
وقيام الأفراد بمثل هذه الأمور إنما هو نوع من الفوضى التي ترفضها الشريعة الغراء، ونوع من استلاب الجماعات والأفراد حق الحاكم والقضاة الأصيل في هذا الأمر.
رابعا: هذا الخلل كله جاء من عدم فهم خطاب القرآن، فالبعض يظن أن خطاب القرآن كله للكافة في الإيمان والعمل، ولكن خطاب القرآن يكون لكافة المسلمين في الإيمان به'.

صافيناز شامتة بمقتل السادات
لأنه تفاخر بقتل أمين عثمان

وإلى المعارك والردود، ذات الطبيعة الخاصة، سواء في نوعها أو تعددها، وسنبدأها مع زميلتنا والناقدة صافي ناز كاظم التي شبهت السادات بعبود الزمر، قائلة عنه في مجلة 'المصور': 'اشتهر اسم محمد أنور السادات في الأربعينيات من القرن الماضي حين ورد اسمه ضمن المجموعة التي قامت في مساء الثلاثاء 6-1-1946 باغتيال أمين عثمان وزير المالية السابق بوزارة الوفد، بإطلاق النار عليه أثناء دخوله مقر نادي الرابطة المصرية - البريطانية في شارع عدلي باشا، وظل أنور السادات يذكر بفخر اشتراكه في هذه الجريمة، مؤكدا أن أمين عثمان كان يستحق ما جرى له، ومن حيثيات هذا الاستحقاق أن أمين عثمان كان معروفا بصلاته الوثيقة والمريبة بالمحتل الإنجليزي، وكان لا يتوانى عن استفزاز مشاعر المصريين بعبارات جارحة، منها قوله إن مصر قد تزوجت من انجلترا زواجا كاثوليكيا لا طلاق فيه، وظلت هذه القضية هي الموضوع المحبب لدى السادات بعد توليه رئاسة الجمهورية، فكان يتلمس الفرص ليشير إليها في عشرات من خطبه وأحاديثه مع الصحافة كبرهان عملي على كفاحه الوطني من أجل مصر والذي بدأه وهو في شرخ شبابه.
الملاحظ أن السادات شارك في قتل أمين عثمان يوم الثلاثاء السادس من شهر يناير، وجاء مقتل أنور السادات، بعدها بسنوات كثيرة، في يوم الثلاثاء السادس من شهر أكتوبر، ولعلها حكمة القصاص: العين بالعين والثلاثاء بالثلاثاء والسادس من الشهر بالسادس من الشهر ومن قتل، بالفتحة على القاف يقتل بالضمة على الياء ولو بعد حين! ولنا ألا نرى فارقا كبيرا بين السيد محمد أنور السادات وبين السيد عبود الزمر'.

شماتة بطلاق شاهيناز من احمد عز

وثاني المعارك الخاصة جدا، جدا، ستكون لزميلنا سمير رجب رئيس تحرير جريدة 'أربع وعشرون ساعة'، وقوله فيها يوم الخميس عن سيدة الأعمال وعضو مجلس الشعب السابقة شاهيناز النجار بسبب طلاقها من زوجها المحبوس أحمد عز: 'لست وحدي الذي أشفق عليك عندما ارتضيت أن تكوني زوجة ثالثة، أو رابعة، لـ'أحمد عز' فأنت بالفعل، بنت ناس، والدك رجل محترم يتمتع بتاريخ مشهود في عالم السياحة! دعينا من عضويتك لمجلس الشعب التي فرطت فيها بسهولة بسبب عيون 'المحروس' لأن فوزك بهذه العضوية يشوبه - ولا شك - العوار!
لقد نحيت جانباً الاسم، والشهرة وتاريخ الأسرة، والحصانة إياها، دون أن تعيري التفاتاً لكل من نصحوك!
ها أنت الآن، تضطرين للانفصال عن 'عز' بعد أن تم التحفظ على أموالك، مع باقي زوجاته، والتي ليس مستبعدابحق أن تكون قد توفرت لديك حتى قبل لقائك به!
لكن ما تردد يومها، كيف انه وهبك الملايين، مهراً وشبكة، وسدادا للديون، لابد وأن يدعو للتأمل، والتوقف اليوم، كثيراً، كثيراً.
على أي حال، وبصرف النظر عما إذا كان قرار إعادة النظر في قرار التحفظ سوف يجيء في صالحك أم لا، فيكفيك تخلصك من شخصية مثل أحمد عز!
وتأكدي، أن ثمة اتهامات بعدم الوفاء، وقلة الأصل، سوف توجه إليك، فما عليك، إلا أن تتحملي، وتصبري فهكذا شاء قدرك!'.

فيفي عبده تعد
من سيدات الأعمال بقطاع البترول

ونظل بين صفحات الجريدة للاطلاع على معركة أخرى لزميلتنا رباب الغزالي عن الفنانة والراقصة فيفي عبده، وما قام به وزير البترول السابق سامح فهمي، وهي: 'علمت '24 ساعة' أن الراقصة فيفي عبده تعد من سيدات الأعمال بقطاع البترول حيث إنها شريكة لرجل الأعمال صلاح دياب والهيئة العامة للبترول بشركة جيسوم إحدى أكبر شركات انتاج البترول والتي تقع بمنطقة المعادي وتساهم في حقل على بعد 40 كيلو مترا من مدينة الغردقة وتبلغ حصتها 24' من الشركة ويملك دياب 46' وهيئة البترول 30'، من الهدايا المادية التي أغدق بها فهمي على النظام السابق بمنحة تصل إلى مليون جنيه لشركة رؤية للدعاية والانتاج الإعلامي المملوكة للدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة وشركاه لانتاج أغنية تمتدح الرئيس السابق حسني مبارك، إلا أنها لم تذع بالمحطات التليفزيونية سوى مرة واحدة'.

نحس يوم الجمعة يلاحق الرؤساء

وصلاح دياب صاحب جريدة 'المصري اليوم'، أما رابع وآخر معركة خاصة، فهي من نصيب زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' محمد العزبي، الذي صحح لنا يوم الجمعة اعتقادا راسخاً عن نحس يوم الجمعة بقوله: 'من قال إن هناك ساعة نحس في يوم الراحة والإجازة والصلاة، على العكس ارتبط الجمعة بثورة خالدة.
كان يوما مهيبا عندما أقيمت صلاة الجمعة في الميدان الذي أصبح الأشهر في العالم.
في ليلة جمعة هرب زين العابدين التونسي وتنحى حسني مبارك المصري، وتوالت الثورات في كثير من البلاد العربية، فأصبح يوم الجمعة معاناة للحكومات المستبدة ويقولون إن الرؤساء الطغاة يتمنون إلغاءه من أيام الأسبوع'.

الإخوان يرسمون دورهم
ونسبتهم في مجلس الشعب المقبل

وإلى المعارك التي تنشب من وقت لآخر بسبب الإخوان المسلمين، بعد أن أصبحوا عاملا رئيسياً في الوضع السياسي ومستقبل الانتخابات القادمة، والنسبة التي حدودها مسبقا لهم في مجلس الشعب القادم، وهي انهم سيأخذون لأنفسهم حوالي ثلاثين في المائة من عدد مقاعد مجلس الشعب، ويتركون بالباقي للأحزاب الأخرى.
وهو ما أثار أعصاب وزير العدل الاسبق، المستشار محمود أبو الليل، فقال عنهم في حديث نشرته له 'الأخبار' يوم الخميس وأجراه معه زميلنا عامر تمام قال فيه عنهم: 'ما يقوله الإخوان من أنهم لن يحصلوا على الأغلبية في البرلمان القادم وأنهم سينافسون فقط على 30 في المائة من الأصوات هو تعال على الشعب المصري، وأؤكد انهم لن يحققوا أكثر مما حققوه خلال انتخابات عام 2005 ،كما انني لا اعتقد ان الإخوان باستطاعتهم الوصول الى الحكم في مصر خاصة أن غالبية الشعب المصري لا تتفق مع الفكر المتشدد للإخوان.
- السبب الأساسي لانتشار التيار الديني هو عملية إخلاء باقي التيارات السياسية الساحة الإعلامية للتيار الديني بشكل كبير وهذا يدعو للدهشة، فنرى أنصار التيار الديني لديهم مساحة كبيرة للتنقل بين الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى للترويج لأفكارهم، وما حدث مع عبود الزمر عقب خروجه من السجن خير دليل على ذلك'.

قيادي اخواني يستقيل في الاسكندرية

وتلقى الإخوان - المحظورة سابقا - مفاجأة قد تكون غير سارة وهي استقالة أحد عناصرهم القيادية في الإسكندرية، هيثم أبو خليل الذي استقال من الجماعة بعد مشاحنات عديدة من قيادات الجماعة، ونشرت له مجلة 'روزاليوسف' حديثا أجراه معه زميلنا حسام سعداوي قال فيه: '- اخترت هذا التوقيت لإعلان الاستقالة، وعندما أصبحت الجماعة في كامل قوتها وليس لها معتقل واحد داخل السجن حتى لا يزايد علي أحد ولا اتهم بأني أفت في عضد الجماعة كما يقال.
فما جرى من القيادات لا يتوافق إطلاقا مع المبادىء التي ينادي بها شباب الثورة من تطهير وشفافية، فلا يعقل أن تجلس قيادات مكتب الإرشاد سرا مع اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات السابق للاتفاق على إنهاء المظاهرات مقابل الحصول على حزب يضاف الى ذلك اعتراف خيرت الشاطر نائب المرشد بالتنسيق مع الأمن في انتخابات 2005 ولقاء صبحي صالح مع فتحي سرور ليستأذنه في الترشيح أمامه على مقعد رئيس المجلس ثم يعطي صوته له، هذه سلوكيات لا تنم عن سعي للإصلاح، لدي ملفات فساد داخلي كثيرة لم أعلن عنها.
- أخشى ان أفتن الشباب لأن هناك تجاوزات داخلية كثيرة سأعلن عنها في حينها، وعلى الباقي تدور الدوائر.
- حزب الجماعة سيولد ميتاً في ظل القيادة الحالية، وإذا ما أرادوا حزباً ناجحاً فإن عليهم حل مكتب الإرشاد الحالي ومجلس شورى الجماعة وانتخاب قيادات جديدة بأفكار جديدة تقود مرحلة مختلفة يكون للمرأة دور فيها ويكون الحزب مستقلا عن الجماعة التي تأخذ شكل جمعية أهلية'.
لكن حدث أن المرشد السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف، القى بمفاجأة، في حديث له مع قناة الأقصى، بأن الجماعة لا تمانع أن يتولى قبطي رئاسة الحزب الذي ستنشئه الجماعة، وهو الحـــــرية والعدالة، إذا انتخبته الأغلبية في الحزب لهذا المنصب، لأنه أي الحزب - سيكون مفتوحا لانضمام الأقباط إليه، وتأتي هذه التصريحات في أعقاب الحوار الذي تم فتحه بين الجماعة والكنيسة الأرثوذكسية.

دعوة لعدم تصديق اي كلام ناعم للجماعة

ولكن كان في انتظار عاطف خفيف ظل آخر، هو زميلنا في 'الأخبار' محمد عمر، الذي طالب بعدم تصديق أي كلام ناعم للجماعة، وقال في 'أخبار اليوم': 'حينما يتقدم الإخوان للحصول على 'رخصة' الدخول في العمل السياسي 'كحزب' ستتم الموافقة لهم، وحينها ستسأل، كيف يا سادة وافقتم للإخوان، وأكررها المسلمين على حزب، وأنتم أدرى بتوجههم وفكرهم وعقيدتهم، سيقال لك، احنا لينا المكتوب في الورق، مش مكتوب في برنامجهم لا صراحة ولا تلميحاً، انهم حزب ديني، فتقول، 'يا مثبت العقل والدين'، يعني يا أساتذة أنتم عايزين تفهموني أن واحد إخواني ممكن تكون مرجعيته فيفي عبده، أو كنتاكي، الحزب ده باب 'خلفي' وأنتم عاملين مش واخدين بالكم، الحكاية مش محتاجة 'فكاكة'، فيقال لك، احنا مش حندخل في النيات ولا النوايا، فترد عليهم وتقول لهم، صحيح هوه انتم وش كده برضه، بدليل انكم مطنيشين على نسبة العمال والفلاحين وسايبين ناس تدخل بيها المجلس، وهما لا عمال ولا فلاحين وأنتم عارفين ومتأكدين من ده، وعاملين مش واخدين بالكم من اللي بيحصل في البلد بسببكم، فيخرج عليك واحد ويقولك بنرفزة، 'ويحك' وهل شققت عن صدورنا؟ فتقول له حلاوتك يا عكرمة وأنت شبه النعامة، يا عم لا حشق ولا أخيط، أنا بس بأنبه إن الحكاية كده كأننا بندي البلد حتة حتة زنجة زنجة للإخوان. واحد سأل شيخ، قول لي يامولانا..لو منعتني الظروف إني أروح للتحرير وابني راح بدل مني تتحسب لي ثورة، فقال له، أفعل ولا حرج مكتوبة لك'.
لا حول ولا قوة إلا بالله، وهل من الممكــــن أن يصيـــح أحد من معارضي الإخوان قائلا: ويحك يا عكرمة، رغم انه لا يوجد من بيننا من يطلق هذا الاسم على أبنائه؟