جاسر عبد العزيز الجاسر

طالب عدد من الفلسطينيين المتشيعين حديثاً في غزة الحكومة الفلسطينية المقالة، التي يرأسها إسماعيل هنية، بالسماح لهم ببناء حسينية في مدينة غزة لممارسة شعائرهم الطائفية من لطم وتنظيم مواكب (التطبير وضرب لزنجيل)، وغيرها مما نشاهده في العراق وإيران والناحية الجنوبية من بيروت.

عدد هؤلاء الشيعة المستحدثين في غزة لا يتجاوز المائة كما ذكرت مصادر من داخل غزة، وهؤلاء يحظون برعاية من حكومة حماس استرضاء لنظام الملالي في طهران، وهم جميعاً يدينون بالولاء لولي الفقيه علي خامنئي، مرشد الثورة في إيران. وتعتقد تلك المصادر أن الموافقة على بناء الحسينية قريبة، ولا تعدو مسألة وقت؛ ولهذا فلا نستغرب أن تظهر مواكب اللطم، وربما حتى (التطبير) في شوارع غزة مع أول مناسبة صفوية.

هذا التغيير الذي بدأ يظهر على المجتمع الفلسطيني، والبداية في غزة؛ حيث يسيطر حلفاء ملالي طهران على الحُكْم هناك، مؤشرٌ على بداية نشر الطائفية في البلدان العربية الإسلامية التي كانت خالصة على أتباع مذهب أهل السنة والجماعة، ويأتي نتيجة مخطط وضعه الصفويون لنشر مذهبهم، ليس في الدول العربية فحسب، بل وفي كل الدول الإسلامية، بل وحتى الدول غير الإسلامية حيث توجد أقليات إسلامية؛ فقد ذكر الباحث حامد بن عبد الله العلي في دراسة له عن محاولات إعادة بعث المذهب الصفوي أنه قد عُقد قبل أكثر من ثلاثة أعوام مؤتمر يسمى ب(المجمع العلمي لأهل البيت) في طهران، الذي سيعقد دورته الثانية بعد عام، وفي المكان نفسه، حيث يحكم ملالي طهران. وقد صدر عن ذلك المؤتمر 11 قراراً تم تنفيذ العديد منها، هي:

1- إنشاء وإقامة المساجد والمراكز الدينية مثل الحسينيات بصفتها مراكز تجمع للصفويين، وإقامة المراكز الثقافية، ورياض الأطفال، والمدارس، والحوزات العلمية، والمستوصفات، إضافة إلى الملاعب الرياضية، وعلى سبيل المثال فقد تم إنشاء مسجد الإمام علي في بانكوك، ومسجد إمام الزمان في مقاطعة (سين كيانغ تشين) في الصين، وحسينية فاطمة الزهراء في سنغافورة، ومسجد الزهراء في مدغشقر، ومسجد وحسينية الزهراء في تونس، ومسجد المصطفى في جنوب إفريقيا، ومسجد الإمام علي في قرغيزيا، ومسجد الإمام علي في أفغانستان، ومدرسة الإمام الباقر في منطقة هيلمند في أفغانستان، وجامع غلغيت في الباكستان، والقسم الداخلي لمدرسة الإمام الباقر في منطقة كشمير، والقسم الداخلي لحوزة فاطمة الزهراء العلمية في الباكستان!

2- تأسيس جمعيات محلية في الدول (المناسبة)! من الناحية السياسية والاجتماعية!

3- إقامة المخيمات الثقافية والتعليمية للتعرف على الثقافة الإيرانية الفارسية وزيارة مختلف المراكز العلمية والثقافية والدينية والسياحية؛ حيث تمت إقامة 20 مخيماً ثقافياً لنحو 1000 شخصية من جمهورية أذربيجان وماليزيا، ومدغشقر، والباكستان، وبريطانيا، والبحرين، والسعودية، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا، وكينيا، ودولة الإمارات، وتركيا.

4- تقديم الدعم للتجمعات الصفوية والمنظمات المدنية المدافعة عن حقوق الصفويين، وإجراء دراسات شاملة عنهم في مختلف أنحاء العالم، والاهتمام بمشاكلهم، بمن فيهم أولئك الذين في العراق، وتونس، والمغرب، وتنزانيا، والنيجر، وبوركينافاسو، وغينيا كوناكري، وجزر القمر، ومدغشقر، والسودان، والجزائر، وسيراليون، وكينيا!

5- تأسيس لجنة تتألف من 70 شخصية من أعضاء الجمعية العامة والناشطين والمسؤولين من منظمات حقوق الإنسان، إضافة إلى المتطوعين والحقوقيين؛ وذلك بهدف الدفاع عن حقوق الصفويين كافة في مختلف أنحاء العالم، وإيصال صوتهم إلى منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية!

6- تأسيس الجمعية العامة للنساء المنتميات للطائفة، والتخطيط لإقامة فروع للجمعية في الدول المختلفة. وقد قامت هذه الجمعية حتى الآن بإقامة العديد من الاحتفالات والمناسبات ومراسم العزاء والمؤتمرات في داخل وخارج إيران؛ وكل ذلك بهدف تعزيز الصحوة لدى المرأة الصفوية والأطفال والناشئة!

7- القيام بإصدار ونشر 434 كتاباً لتنمية النشاط الفكري للناشئة والشباب للتعرف على مبادئ الصفويين وإرسال نصف مليون كتاب إلى 24 دولة، تتضمن كتباً مثل: نهج البلاغة والصحيفة السجادية، وتاريخ الإسلام، وأفكار الخميني.. إضافة إلى كتب الأدعية والزيارات وتعليم الصلاة الصفوية للأطفال، كما تم إنشاء نحو 400 مكتبة في مختلف أنحاء البلاد، وأكثر من 600 مكتبة في العراق، إضافة إلى العديد من المكتبات في أفغانستان وأنحاء أخرى من العالم!

8- إقامة العديد من الاجتماعات والندوات ومراسم تكريم العديد من الشخصيات العلمية والدينية الشيعية على الفكر الصفوي، بهدف تعزيز المعتقدات والشعائر الصفوية؛ حيث تمت استضافة أكثر من 2000 طالب من باكستان وألمانيا وأذربيجان في دورات تعليمية في إيران للعمل مبلِّغين في بلدانهم!

9- افتتاح مواقع إلكترونية، وغرف دردشة باللغتين العربية والإنجليزية بهدف التعرف على الثقافة والمذهب الصفوي، والرد على الشبهات ضدهم، إضافة إلى افتتاح مركز التعليم العالي للصفويين بهدف تربية الكوادر اللازمة التي تعمل للترويج للصفويين في مختلف أنحاء العالم!

10- تشكيل لجنة إعلامية فنية بهدف وضع التمهيدات اللازمة لافتتاح قناة الثقلين الفضائية - الآن تم إنشاء قنوات عديدة - وهي قناة طائفية، وسيكون مقرها المركزي في طهران، وتبث عبر الأقمار الصناعية لأنحاء العالَم كافة، وتبلغ كلفة المشروع 30 مليون دولار، يتحمل المجمع العالمي نسبة 50 % من التكلفة، والبقية يتطوع بها الخيِّرون!!

11- التمهيد لإقامة اتحادات للصحفيين والحقوقيين والأطباء والمؤلفين والفنانين الذين يؤمنون بالفكر الصفوي.