أحمد يوسف الدعيج

في أقل من أربعة أشهر اشتعلت المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، وتهاوت أنظمة ومن المؤكد ان أنظمة أخرى ستتبعها، أسباب هذه الثورات معروفة قهر وظلم واستبداد تتعرض له الشعوب واستئثار بخيرات الأوطان من قبل الحكام الفاسدين والقلة الحقيرة الفاسدة معدومة الكفاءة من بطانتهم التي تحيط بهم واستشراء داء الفساد في كل مناحي الدولة، ينتج عن ذلك ضغط شعبي يتعاظم ثم ما يلبث ان ينفجر مدمرا كل شيء بأمر الله سبحانه ثم ارادة الشعوب الغبية، نعم الشعوب الغبية التي يثبت التاريخ انها سوف تسمح لطغاة آخرين بامتطاء ظهر ثورتهم مثلما فعلت مع غيرهم من السياسيين الانتهازيين وبمرور الوقت تعود الأوضاع الى ما كانت عليه في حكم من سبقهم فيتحقق بذلك المثل الشعبي الشهير الذي يقول laquo;وكأنك يا بو زيد ما غزيتraquo;.
أمريكا أم الشرور والخبائث ومعها دول الغرب التي كانت تستعمرنا قبل عقود قليلة والتي زرعت laquo;الكيان المسخraquo; في فلسطين المحتلة قلب العالم العربي والإسلامي، باركت لهذه الثورات والتحولات الديموقراطية كما يسمونها لمعرفتها بأن من سيخلف الأنظمة التي هوت أنظمة لا تختلف عنها فيما يتعلق بالعلاقة مع الغرب والمحافظة على أمن دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة، وكذلك كتم أنفاس كل ما له علاقة بالإسلام، لست من الإخوان المسلمين وأدعو الله سبحانه وتعالى ألا يحكم الإخوان المسلمون ولا غيرهم من إسلاميي هذه الأيام أي دولة في العالم العربي، ولكن تصوروا ماذا سيكون مصير ثورة ميدان التحرير لو استشعر الغرب في بداية الثورة ان الأمور ستتجه في صالح جماعة الإخوان المسلمين؟ من المؤكد ان laquo;مجلس اللاأمنraquo; سيجتمع بأمر من أمريكا وحلفائها وسيصدر قرارا بل قرارات تدين ما يحدث في مصر وتدعو للتدخل العسكري لمواجهة التطرف الإسلامي بحجة استيلاء الإخوان المسلمين على الأوضاع في مصر بعد اسقاطهم لنظام حسني مبارك المنتخب ديموقراطيا من قبل الشعب.
ان الشعوب العربية مغلوبة على أمرها بسبب قرون من القهر والتخلف والظلام، وعلى الرغم من كراهيتي الشديدة للغرب وثقافته إلا أن تصنيفهم للعرب بأنهم من شعوب العالم الثالث أمر صحيح %100، ان الوضع في العالم العربي لا تكفيه ثورة على طاغية هنا ومستبد هناك، ولكنه بحاجة الى أمور أخرى أكبر من ذلك بكثير لا يتسع المجال لمناقشتها في مقال في صحيفة.