بوكدوس: يوم تسلّل بوليس بن علي الى مسكن حمة الهمامي كنت أنا مختبئا هناك وليس سمير طعم الله.. ولم يتفطّنوا

تونس

في مفاجأة لافتة، كشف آخر صحافي تونسي كان سجين معتقلات الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عن سرّ لأول مرة يتعلّق بفترة تحصنه بالنشاط السري قبل اعتقاله في 2010.
قال الصحافي الفاهم بوكدوس لـ'القدس العربي' الإثنين 'لأول مرة أكشف للرأي العام حكاية الشخص الذي فوجئ أعوان البوليس السياسي بوجوده ساعة تسلّلهم إلى منزل الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي ليلا في غيابه. هذا الشخص هو أنا وليس المعارض سمير طعم الله مثلما وقع إعلان ذلك'.
وكانت منظمات حقوقية عديدة أبلغت الرأي العام في نيسان/ابريل 2009 عن تعرض منزل المعارضيْن التونسييْن حمّة الهمامي وراضية النصراوي لاقتحام أعوان البوليس السياسي في جنح الظلام إعتقادا منهم أن لا أحد في المنزل نظرا لوجود الاثنين خارج البلاد وقتها.
وأضافت رواية منظمات حقوق الإنسان وقتئذ أن مفاجأة أعوان البوليس كانت كبيرة حين اكتشفوا وجود المعارض سمير طعم الله بالمنزل فغادروا فورا مسرعين.
إلا أن الفاهم بوكدوس نفى لـ'القدس العربي' أن يكون سمير طعم الله هو الذي كان بالمنزل ساعتها. وقال: 'السر الذي أكشفه لأول مرة هو أنني أنا الذي كنت بالمنزل مختبئا من بوليس بن علي الذي أصدر وقتها بحقي حكما بالسجن 6 سنوات' .
ويروي بوكدوس الحكاية بقوله 'كنت نائما في غرفة داخلية بالمنزل ساعة قدومهم فجرا، استيقظت على دويّهم ففتحت شباك الغرفة دون أن يروني وصحت بقوة: لصوص.. لصوص.. أنجدوني'.
وتابع'عندئذ غادروا وبعدها تنكرت وخرجت في جنح الظلام. قطعت مسافة لا تقل عن ساعة ونصف الساعة مشيا على الأقدام حتى وصلت منزل سمير طعم الله لأعلمه بما جرى'.
وقال بوكدوس 'طلبت من سمير أن يتوجه إلى منزل حمّة الهمامي ويحل محلي ويروي غدا للمنظمات الحكاية على أنه هو بطلها حتى لا يعرف البوليس أنني كنت في منزل حمة الهمامي'، مضيفا 'هناك حكايات طريفة عديدة حصلت لي زمن ملاحقتي من بوليس بن علي سيأتي الوقت لأروي للرأي العام تفاصيلها'.
وعُرف الصحافي الفاهم بوكدوس الذي هو عضو مع حمّة الهمامي في حزب العمال الشيوعي التونسي بانتقاداته الشديدة لنظام الرئيس التونسي المخلوع، الأمر الذي كلفه مرارا السجن في معتقلات بن علي.
وعلى خلفية تغطيته أحداث انتفاضة الحوض المنجمي بالجنوب التونسي في 2008 لقناة 'الحوار التونسي'، أصدر قضاء العهد السابق حكما بسجن الفاهم بوكدوس 6 سنوات. وبسبب ذلك اضطر إلى الاختفاء والنشاط السري دون أن يعرف أحد قبل اليوم أين اختبأ. وخرج بوكدوس إلى النور واعتقله البوليس في صيف 2010 واطلق سراحه بعد الثورة.
وطبعا لم يذهب الى ظن أحد البتة أنه إنما قضى جزءا كبيرا من فترة اختبائه تلك بمنزل حمّة الهمامي الذي كان أصلا مراقبا من البوليس. في السياق قال بوكدوس 'لقد اخترت منزل الهمامي لأن البوليس لا يتوقّع أن أكون به'.