طهران

لاتزال الصحف الايرانية مستمرة في هجومها على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول الاوضاع في البحرين، مبررة في الوقت ذاته تدخلها في سوريا. مشيره الى ان حالة الشرخ والتخبط التي تعانيها أكثر دول المنطقة لا تخدم أحداً إلا الصهاينة الذين يسعون الى تمرير مشروعهم التهويدي والسيطرة على مقدرات العرب والمسلمين..
في حين انتقدت صحف المعارضة سياسات حكومة احمدي نجاد الاقتصادية التي تحاول تطبيق خطة اشبه ماتكون بالخطة الاقتصادية البرازيلية أو التركية .

مع تصاعد الانتفاضات الشعبية في بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا، طرأ حدثان وخبران تعاملت معهما وسائل الاعلام والاوساط السياسية في الغرب والمنطقة بأسلوبين مختلفين.
الحدث الاول انتشار قوات laquo;درع الجزيرةraquo; في البحرين لقمع الاحتجاجات في اصغر الدول العربية.
وقبل يومين من ارسال القوات العسكرية السعودية الى البحرين، زار وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس السعودية، ورأى المراقبون ان ايفاد القوات السعودية الى البحرين لم يكن ليحدث من دون ضوء اخضر اميركي.
والموقف المعارض الوحيد للتواجد العسكري السعودي في البحرين صدر من جانب الجمهورية الاسلامية ومايزال هذا الموقف على حاله.
والحدث الاخر الذي تحول هذه الايام الى الخبر الاول لوسائل الاعلام العربية في المنطقة، وكذلك بعض وسائل الاعلام الغربية، هو الاضطرابات التي تشهدها سوريا والزعم بان ايران تساعد حكومة بشار الاسد على قمع هذه الاضطرابات.
لكن ما مدى صحة هذه المزاعم وما اذا كانت قد فبركت، كما في المرات السابقة؟، امر يجب مناقشته في موقع اخر، لكن المهم اننا نواجه حسب الظاهر خبرين من نوع واحد، مع اختلاف ان حادث التدخل العسكري السعودي في البحرين والوثائق غير القابلة للانكار في قمع المحتجين البحرينيين.
لكن في الخبر الثاني، فقد زعمت بعض المصادر الاستخباراتية الاميركية ان الجمهورية الاسلامية وضعت ادوات وتكنولوجيا لقمع المعارضين بتصرف حكومة دمشق.
وفي ظل مقارنة بسيطة وشكلية بين هذين الخبرين يمكن الاشارة الى النقاط التالية:
-1 حادث ارسال القوات العسكرية السعودية الى البحرين لا يمكن مقارنته اطلاقا مع المزاعم التي اطلقتها بعض وسائل الاعلام الاميركية بشأن تقديم ايران المساعدة لحكومة بشار الاسد على شكل تكنولوجيا القمع، لاننا في ما يخص السعودية نشهد حقيقة لا يمكن كتمانها والتستر عليها، لكن حتى لو افترضنا جدلا بان المزاعم الاميركية حول الدعم الإيراني لبشار الاسد صحيحة، فالبون شاسع في ما بين الحدثين.
-2 فاذا كان دعم ايران لصديقتها وحليفتها اي حكومة بشار الاسد، اجراء لا مبرر له ويتعارض مع المواثيق والقوانين الدولية، فلماذا يتم اعتبار التدخل العسكري السعودي في البحرين عملا مستساغا وجيدا؟
-3 فاذا كانت الخطوة السعودية في تدخلها العسكري في البحرين مبررة فلماذا يعد اجراء ايران في دعم حليفتها سوريا في مواجهة الاضطرابات الداخلية غير مسوغ ولا مبرر له؟
-4 واذا كان الامر كما تزعم الاوساط ووسائل الاعلام الاميركية وبعض وسائل الاعلام والمحافل السياسية العربية بالمنطقة من ان ايران تضع تكنولوجيا القمع بتصرف حكومة الاسد، وهذا الاجراء يعد عملا سيئا، فان هذه الدول الغربية نفسها تعتبر اكبر مصدر لمعدات وادوات التعذيب والقمع الى ارجاء العالم.
ولا حاجة لاثباتات ووثائق ومستندات تؤكد ان عشرات الشركات الغربية تعمل في مجال تصدير تقنيات وتكنولوجيا تستخدم لقمع المواطنين المعارضين في بلدان العالم، وهناك العشرات بل المئات من الشركات الغربية وغير الغربية تقوم بانتاج التكنولوجيا والمعدات العسكرية وغير العسكرية المستخدمة للقمع، وتضعها بتصرف الدول الاخرى وتملأ جيوبها عن هذا الطريق بمليارات الدولارات سنويا.