مظفّر عبدالله


من laquo;يرىraquo; أن دول الخليج العربية بعيدة عن تأثيرات ما يحدث في الوطن العربي فقد ينقصه الكثير من بعد النظر والفطنة، كما أن أصل الخطر الكامن هو الاعتماد على مصدر واحد للدخل، وهو موضوع يقلق الشعوب والحكام معا، ولم تنجح دولة خليجية واحدة في تحييد هذا الخطر الأمني الكبير على كيانها.

أول العمود: تقرير 'أكسفورد بزنيس غروب' يقول إن 80% من بنات الكويت بدينات، في البداية ترددت في قبول النسبة لأنها كبيرة جدا، لكنني سرعان ما استوعبتها، فالمرأة الكويتية تحرص على النوادي الصحية وتكافئ نفسها بوجبة محترمة بعد كل 'نطة'!
***
دول الخليج العربية ليست استثناء مما يحدث في الوطن العربي، وإذا ما استثنينا دولة الكويت ومملكة البحرين، فإن باقي دول منظومة مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى البدء بتحركات جدية تقر فيها صيغ البرلمانات المنتخبة كحد أدنى في عالم لا يعرف غير لغة الحريات، وليست هناك أي خصوصيات يتصف بها الوضع الخليجي عن باقي دول الجوار العربي وحتى دول العالم، ومن يدفعون بمسألة الخصوصية الخليجية إما مستفيدون وإما متخوفون من فتح نوافذ الحرية على شعوبهم.
لست هنا في وارد إعطاء ميزة لدولتي الكويت والبحرين عن باقي الدول الخليجية بإقران وجود برلماناتهما المنتخبة بتطور الأوضاع العامة فيهما، فالكويت تشهد احتقانا سياسيا مزمنا منذ العمل بالدستور، والبحرين كذلك مع اختلاف الأسباب والظروف، ولعل ظروف الدولتين الحالية تنبئ عن معضلة كبيرة عنوانها سيادة القانون على الجميع وتعويم قوانين الحريات وتطبيق مبدأ المحاسبة والشفافية.
لقد طال وقت الانتظار طويلا في دول الخليج الأربع الباقية لتحقيق أساسيات الحكم المتمثلة في المشاركة الشعبية الحقيقية التي ستكون صمام الأمان للأسر الحاكمة فيها، ولم يعد من المنطق الاعتماد على رضا فئات قريبة من الأنظمة لإطلاق أحكام بالرضا والقبول على سياساتها الحالية، فهناك شعوب خليجية تتجرع الفقر والحاجة، وبما لايتلاءم مع حجم الثروات الطائلة التي تملكها المنطقة، إذا ما تحدثنا عن حق كل خليجي في 'ثروة دول مجلس التعاون الخليجي'.
الأصل الآن، هو في الاجتماع الخليجي تحت منظومة اقتصادية وتنموية واحدة تواجه فيها التغييرات الجذرية التي أصابت العالم العربي، والتي سيكون لها أثر كبير في الاصطفاف المتوقع أمام ملفات خطرة جدا على مستقبل الشعوب الخليجية، ومنها العلاقات مع العراق وإيران، والملف النووي في المنطقة والتعامل مع الأنظمة الجديدة في البلدان العربية الثائرة، وملفي تمويل الإرهاب والسلام مع إسرائيل.
من 'يرى' أن دول الخليج العربية بعيدة عن تأثيرات ما يحدث في الوطن العربي فقد ينقصه الكثير من بعد النظر والفطنة، كما أن أصل الخطر الكامن هو الاعتماد على مصدر واحد للدخل، وهو موضوع يقلق الشعوب والحكام معا، ولم تنجح دولة خليجية واحدة في تحييد هذا الخطر الأمني الكبير على كيانها وضمان استمرار وجودها.
قطار الأحداث العربية سريع، ويقدم العبر يوما بعد يوم، فهل من جرأة خليجية تظهر نصفها الآخر للمشاركة في إدارة الشؤون اليومية، وهل من جرأة تجعل العالم يتعامل مع دول الخليج العربية ككتله واحدة... هذه أمنية جد مصيرية حتى لا نكون في مهب الريح.