القائم بالأعمال الإيراني اعتبر أن من السذاجة أن يفكر أحد بالقطيعة بين البلدين


شهابي: طرد الديبلوماسيين جرح في العلاقة بين الكويت وطهران سيلتئم وتعود المياه إلى مجاريها قريباً

الكويت - غادة عبدالسلام

وصف القائم بالأعمال في السفارة الايرانية لدى الكويت الدكتور محمد شهابي المرحلة الراهنة في المنطقة بالحساسة والدقيقة التي تستدعي المزيد من اليقظة وتوخي الحذر، معتبرا اننا laquo;نشهد تحركا مشبوها لدق اسفين بين العرب والعجم وبين الشيعة والسنةraquo;.


ولفت شهابي في لقاء مع laquo;الرايraquo; الى laquo;ضرورة ان يعمل جميع اللاعبين على الساحة الاقليمية للحيلولة دون تأجيج الصراعات بجذورها الأمنية والسياسية والاقتصادية والسعي لارساء تعاون أو حتى تنافس بناء يكون بديلاً لمناخ عدم الثقة في العلاقات بين دول المنطقةraquo;، داعيا الى laquo;اقامة شراكة امنية اقتصادية بين الدول العربية الخليجية وإيران كسبيل لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقةraquo;.


وعلى صعيد العلاقات الكويتية الإيرانية لفت القائم بالاعمال الإيراني الى laquo;وجود مشاورات مستمرة وعلى أعلى المستويات بين البلدين لتبديد كل ما من شأنه تعكير صفو الأجواء الأخوية الثنائيةraquo;، مؤكدا بأن laquo;التعاون الثنائي لم ولن يتأثر بالسحابة العابرة المتمثلة بشبكة التجسس والتي سرعان ما ستنقشع لتبشر ببزوغ فجر جديد في مسيرة العلاقات الثنائية، موضحا اننا سمعنا عن الشبكة عبر وسائل الاعلام وحتى الان لم نبلغ رسميا بحيثيات الموضوع كما اننا سمعنا نفيا قاطعا لدور إيران في الشبكة من المسؤولينraquo;.


وأعلن ان وزير الخارجية الإيراني الدكتور علي اكبر صالحي سيبدأ غدا زيارة إلى الكويت حيث سيلتقي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، كما سيناقش مع نظيره الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح مسيرة العلاقات الثنائية ومجالاتها.


وفي حين اعتبر ان laquo;مسالة طرد الديبلوماسيين من البلدين شكلت جرحا في جسم العلاقات المتينraquo;، شدد على ان laquo;لدى إيران من المساحة والثروات الكثير واننا لسنا دعاة حرب بل هاجسنا استتباب الامن والسلام في المنطقة وان البلدين جارين ورفاق ولا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما مهما حاول البعض ذر الرمال في العيونraquo;، معتبرا ان التفوق العلمي لإيران laquo;مفخرة للكويت كما ان ازدهار وعزة الكويت مدعاة فخر لإيرانraquo;.
وقال شهابي ان laquo;احتلال الاهواز وغزو الكويت كانت من احلام صدام حسين ودفنت معهraquo;، مشددا على ان laquo;سيادة الكويت وإيران محترمة وان ما يكتب في الصحف الإيرانية لا يعبر عن الرأي الحكومي كما لا يساوي عشر ما يكتب في الخارج عن إيران من اخبار ملفقة ومفبركةraquo;.


وبين ان المزاعم والشكاوى حول برنامج طهران النووي انما الهدف منه laquo;الحيلولة دون حصول الدول الاسلامية على التقنيات الحديثة والمتطورةraquo;.


وفي ما يلي نص الحوار:

bull; في خضم أجواء متوترة تسود العلاقات الكويتية - الايرانية، يقوم وزير الخارجية الايراني الدكتور علي اكبر صالحي بأول زيارة له للكويت، كيف تتطلعون لنتائج هذه الزيارة؟
- تأتي زيارة الدكتور علي أكبر صالحي للكويت بهدف التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة أهم التطورات الاقليمية والدولية.


وسيصل الدكتور صالحي للكويت صباح غد الاربعاء على رأس وفد سياسي رفيع المستوى في زيارة يتخللها جدول أعمال مكثف حيث سيلتقي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، كما سيناقش مع نظيره الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح مسيرة العلاقات الثنائية ومجالاتها.


bull; كيف تقيمون المستقبل المنظور للعلاقات الثنائية، و هل - هي كما يقال - على مفترق طرق؟


- ان العلاقات بين البلدين ليست طارئة أو وليدة احداث عابرة بل تمتد جذورها عبر التاريخ وهي متشابكة ومتلاحمة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، ومن السذاجة أن يفكر أحد بالقطيعة أو التباعد بين الشعبين المسلمين الجارين.
يروى عن الامام علي قوله : laquo;سل عن الجار قبل الدار و سل عن الرفيق قبل الطريقraquo; فنحن جيران ورفاق ولا يمكن أن نستغني عن بعضنا مهما تجاهل البعض معطيات الواقع التاريخي وحاول ذر الرماد في العيون وبث الفرقة والشتات واثارة النعرات العنصرية والطائفية فلن يكتب لهم النجاح لأن جهود المخلصين في بلدينا لن تسمح لهم ليصطادوا في الماء العكر فهناك في وزارتي خارجيتي البلدين مديرون أكفاء يدركون اهمية التواصل والتشاور بين الجانبين.


bull; شنت بعض الصحف الايرانية وأحد قادة الباسيج تهديدات بالاعتداء على الدول الخليجية، فما تعليقكم على ذلك وما الموقف الرسمي الايراني من الامر؟


- ما تنشره الصحف لا يعبر عن رأي الحكومة الايرانية التي يشرح مواقفها أسبوعياً الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، و ما تكتبه الصحف الايرانية لا يساوي عُشر معشار ما يكتب خارج ايران من مقالات تثير الشحن الطائفي وأخبار ملفقة و مفبركة نتحاشى الرد عليها لإيماننا بوعي القارئ و نباهته. نحن لم نكن دعاة حرب أو استفزاز ولا نريد الا الخير والكرامة لكل البشرية وهاجسنا استتباب السلام والامان في ربوع المنطقة.
نتعرض اليوم لحملة سياسية واعلامية شعواء تديرها مؤسسات رسمية صهيونية بهدف تشويه سمعة الجمهورية الاسلامية لدى الشعوب العربية والاسلامية لكن هذه الاسطوانات المشروخة هدفها حرف الانظار عن الجرائم الصهيونية التي ترتكبها اسرائيل اللقيطة في فلسطين ولن تنخدع بها الشعوب الواعية.


نحن بلدان جاران تربطنا حدود مشتركة ومن الطبيعي أن تطرأ بعض المشاكل بين الحين والآخر، فهل من المعقول اذا فـُقد صياد في مياه البحر أو تم اعتقال ايراني بتهم معينة ان نصب جام غضبنا على جيراننا و نهرع لدعوة مشبوهين تربوا في أزقة لندن ووقفوا الى جانب صدام المقبور في عدوانه ضد الجمهورية الاسلامية ليكشفوا عن خططهم الارهابية ومشاريعهم التخريبية ضد ايران ويتحدثوا عن خططهم لتنفيذ عمليات ارهابية في أقليم خوزستان؟ ان احتلال الاهواز وغزو الكويت كلاهما من احلام وأوهام صدام المقبور وان صدام قد هلك و دفنت معه هذه الأوهام الى الأبد، وان ايران والكويت بلدان سيادتهما محترمة و لايحق لأحد الطعن بحدودهما.


bull; ايضا لاحظنا تصريحات من قبل بعض النواب في مجلس الشورى الايراني ضد الكويت، ما تعليقكم؟


- نواب البرلمان في كلا البلدين يجب أن يمثلوا كل أبناء الشعب ولا يطلقوا العنان لتصريحاتهم من منطلق طائفي ومذهبي، عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار مصلحة البلاد ومستقبل الأجيال، وكما سمعتم التصريحات الايجابية والبناءة للدكتور بروجردي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايراني الذي وصف الأزمة الراهنة بانها سحابة صيف لان التاريخ سـوف يسجل مثل هذه المواقف وستبقى محفورة في أذهان الشعوب، وان شعبينا واعيان ولن تنطلي عليهما الشعارات العنصرية والطائفية للذين من المفترض أن يكونوا قدوة لأهلهم وابنائهم في احترام الجيرة وصون اللسان والقلم و التحلي بالحكمة وتغليب المصلحة العامة والتنادي الى رأب الصدع والتسامي على صغائر الامور.
ومن حسن الحظ فان بلدينا يتمتعان بقيادة حكيمة واعية وحريصة على مستقبل أبنائها ومهتمه بتقوية الوحدة.


لقد لمسنا في تصريحات الرئيس الايراني الدكتور أحمدي نجاد مدى حرصه على الاحتفاظ بعلاقات ودية مع الكويت اميراً وحكومة وشعباً وتأكيده على تمتين وتعزيز العلاقات، وهي الرؤى نفسها التي نجدها لدى صاحب السمو امير البلاد خلال السنوات الخمس الماضية. فكيف ننسى استقبال سماحة الامام الخامنئي لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في مكتبه بطهران وترحيبه بالوفد الكويتي بحفاوة. كيف نتغاضى عن موقـف ايران المبدئي والأصولي من الغزو الصدامي للكويت، واحتضانها للعوائل الكويتية، ودورها الحاسم في اخماد آبار النفط المشتعلة؟ كيف نتجاهل موقف الكويت المساند للجمهورية الاسلامية ورفضها استخدام اراضيها للاعتداء على المنشآت النووية الايرانية؟ هذه المحطات المشرقة والمشرفة تقودنا الى المزيد من العطاء من خلال الثقة المتبادلة والعزيمة الراسخة لدى المسؤولين في كلا البلدين.


bull; العديد من المسؤولين في ايران شككوا في نزاهة القضاء الكويتي بسبب ملف شبكة التجسس ما رأيكم؟


- بداية سمعنا عن خبر الشبكة من الصحف و كنا نتوقع أن تتم مفاتحة سفارتنا بالموضوع عن طريق القنوات الديبلوماسية أو عبر سفارة الكويت في طهران رسمياً بغية التنسيق الثنائي انطلاقاً من الثقة المتبادلة وحسن الجوار لأن الاخبار التي تداولتها الصحف آنذاك لا يعول عليها رسمياً وأغلبها متناقضة، لكن الصحافة واصلت تضخيم وتأجيج الاحداث وخلال لقاءات رسمية مع العديد من المسؤولين الكويتيين سمعنا نفياً قاطعاً لدور ايران في القضية، و كنا نتمنى أن يتم ابلاغنا رسمياً عن وجود متهمين ايرانيين وفقاً للاعراف المتداولة لنكلف محامياً للدفاع عنهم حيث اننا وإلى الآن لم نبلغ رسمياً بحيثيات الموضوع. كلا، لم يطعن أحد في نزاهة القضاء لكن للتقاضي درجات وكنا نأمل أن يتم التأكد من الموضوع قبل التسرع باعلانه فكم من حكم صدر من المحكمة البدائية و كان لمحاكم الاستئناف والتمييز رأي آخر. و نأمل أن يتم نقض هذه الاحكام في محاكم أعلى درجة.


bull; كيف تقيمون تداعيات تبادل ابعاد وطرد الديبلوماسيين من البلدين؟


- تصوري ان المسألة شكّلت جرحاً في جسم العلاقات المتينة بين البلدين سوف يلتئم و تعود المياه الى مجاريها قريباً لأن ايران والكويت شئنا أم أبينا بلدان جاران متآخيان منذ قرون وسوف يبقيان كذلك. ان ايران لم تعتد على أي من جيرانها طوال تاريخها ولا تضمر سوى المحبة والمـودة لدولة الكويت، فهناك المئات من القواسم المشتركة والدلالات التاريخية التي تؤكد عمق أواصـر القربى والمصاهرة بين شعبينا. ايران وقفت الى جانب الكويت في أحلك الظروف وبرهنت على صدقها وصداقتها وقت الضيق، وكلا البلدين تعرضا لأبشع عدوان همجي من قبل دولة جارة خلال عقد واحد من الزمن ويربطهما العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والامنية.


bull; رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الايراني الدكتور علاء الدين بروجردي اعتبر قضية laquo;الشبكةraquo; سحابة صيف، كيف تقيمون هذه العملية و أهم افرازاتها و تداعياتها؟


- لمست حسن النية والحيلولة دون التصعيد وعدم تحميل القضية أكثر مما تحتمل لدى الجانبين، فالجمهورية الاسلامية الايرانية لا تنقصها المساحة ولا الثروات لكي تطمع بدولة أخرى وتخطط للتجسس عليها، وان مثل هذه المشاكل تحصل بين الدول الجارة والصديقة، كما لاحظنا ما حصل بين الامارات وعمان والكشف عن شبكة التجسس بينهما حيث نجح سمو أمير الكويت في التوسط وانهاء الأزمة ولم الشمـل.


واذا كان هناك من ملابسات وشكوك فيمكـن حلها من خلال القنوات الرسمية بعـيداً عن الضجيج الاعلامي مادامت النوايا صادقـة وروح التعاون والتنسيق لتدعيم عُرى المودة تماشياً مع رغبة القيادتين الحكيمتين هي السائدة.
ان الدعوة الى الحوار البناء والتعايش السلمي وعدم اثارة الضغينة والبغضاء يجب أن تكون ديدن المخلصين في بلدينا لان نار الفتنة تؤدي الى صراعات يصطلي بلظاها الابرياء. و كلنا أمل وثقة بأن تلتزم الصحافة بالحرية المقترنة بالمسؤولية الأخلاقية وتتحاشى مقالات التشهير والكراهية وتأليب الطوائف فقد ولى عهد الجاهلية.


bull; ما آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في المستقبل المنظور؟


ان التفوق العلمي والانجاز التقني لايران يعد مفخرة للكويت ولكل العالم الاسلامي كما ان عزة وازدهار الكويت وطموحها لتكون مركزاً مالياً و اقتصادياً عالمياً يعتبر مدعاة لفخر الجمهورية الاسلامية الايرانية، فنحن نكمل بعضنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. وقد أكدنا استعدادنا لعرض و تقديم كل ما أنجزناه في المجالات الصناعية والتقنية لاخواننا في الكويت إذ نعتبر هذه المنجزات ثروة للعالم الاسلامي.
bull; يدور حديث حول اضطهاد السنة في ايران وهضم حقوقهم ما تعليقكم على الامر؟
- ان حقوق و كرامة ابناء الشعب مصانة دون تمييز، ولا أبالغ إذا قلت ان المساجد والمعاهد الدينية لاخواننا السنة قد تضاعفت عشر مرات بعد الثورة الاسلامية، فعلى سبيل المثال لا الحصر في ثلاث محافظات تسكنها غالبية سنية هناك حوالي 2500 معهد ديني، كما ان ابناء الشعب ينتخبون ممثليهم في المجالس البلدية والمحلية للقرى والمدن السنية التي تقطنها غالبية تتبع المذهب المالكي أو الحنفي وتمضي الاحكام حسب الأكثرية العددية، والكل يتمتع بحرية التعبير ولهم صحفهم ومجلاتهم ومحطاتهم التلفزيونية، انت الان في الكويت يمكن أن تفتح التلفزيون لتشاهد البرامج التلفزيونية في ايران باللغة العربية أو الكردية أو التركية وترى الدروس الدينية والبرامج والمسلسلات لكل قومية بلغتها، ومن هذا المنطلق يأتي ترسيخ ثقافة المواطنة وتساوي الحقوق والواجبات. من يرد الاطلاع على حقيقة وضع العرب أو السنة أو الأكراد في ايران فعليه أن يسأل هؤلاء مباشرة لا أن يسمع لمن ينطق باسمهم في البلدان الأوروبية.


bull; بعد الاعلان عن مباحثات جديدة مع الدول الكبرى مازالت العديد من الدول الغربية يشكك في سلمية الأنشطة النووية الايرانية ويدعي بانها تستهدف انتاج أسلحة نووية ماذا تقولون؟


- النشاطات النووية الايرانية كافة تخضع لمراقبة مستمرة من قبل خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والهدف من هذه الشكوك والمزاعم التي يثيرها الغرب هو الحيلولة دون حصول الدول الاسلامية على التقنيات الحديثة والمتطورة.
ان محطة بوشهر سوف تنطلق في شهر يوليو المقبل باعتبارها المحطة الاولى لانتاج الطاقة في ايران حيث هناك مشاريع لبناء 19 محطة جديدة طاقة كل منها الف ميغاوات لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية. و بعد وصول شحنات الوقود النووي من المؤمل ان تباشر محطة بوشهر عملها خلال الأشهر القليلة المقبلة. وان أي تعليق أو تصريح مستقبلي حول طبيعة عمل المحطة سيكون ذا طابع سياسي ويفتقر للجانب المهني والتقني العلمي.


bull; كيف ترون مستقبل المنطقة في خضم ما تتعرض له من توترات متصاعدة اقليمية ودولية؟


- النظام السياسي والأمني في المنطقة يجب أن يبنى على موازنة المصالح ليصب في مصلحة اللاعبين الأساسيين من منطلق التنمية الاقتصادية وأمن الطاقة وفقاً لمبدأ الأمن الجماعي. وان أي توتر وعدم استقرار في المنطقة ستدفع بلداننا ثمنه باهظاً ولهذا على جميع اللاعبين الحيلولة دون تأجيج الصراعات بجذورها الأمنية والسياسية والاقتصادية والسعي لارساء تعاون بناء أو حتى تنافس بناء ليكون بديلاً لمناخ عدم الثقة في العلاقات بين دول المنطقة.
ان السبيل الوحيد لتعزيز الاستقرار والامان في المنطقة هو انشاء شراكة امنية اقتصادية بين الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي وايران، لأن استمرار اجواء التوتر ستلحق اضراراً بالجميع ولا خيار سوى السعي لبناء مناخ سياسي يؤكد خيار التعايش السلمي الدائم بما يبعد المنطقة عن مناخات الاستفزاز والأزمات العقيمة المتفاقمة. الجمهورية الاسلامية الايرانية ساندت قضايا العالم العربي بكل ثقلها ووقفت الى جانب الحق العربي اينما كان ايماناً منها بعدالة القضية وضرورة وحدة الأمة الاسلامية والتصدي لاعدائها الذين يضمرون الحقد لكل مسلم حر أبي يتوق للحرية والكرامة والعدالة.


ان التحرك المشبوه الذي نشهده اليوم لدق اسفين بين العرب والعجم وبين الشيعة والسنة ليس الا مخططا مدروسا يجب ألا ينطلي على علماء الدين الواعين و المثقفين و الشباب الجامعيين، وان هذه النعرات الطائفية ومحاولات شق الصف وزرع الفتن لا تخدم الا الاعداء.


هل يجوز لعالم دين واع أن يصف الشعب الايراني المسلم بالمجوس؟ أليس هذا هو الفكر الجاهلي الذي دحضته الرسالة المحمدية السامية؟ كيف نتهم ثمانين مليون مسلم ينطقون بالشهادتين ويؤدون الفروض بأنهم مجوس، بينما تقام في طهران أكبر صلاة جمعة في العالم. و ما علاقة هذا الشعب بالصفوية؟ الفكر الصفوي منبوذ ومرفوض في ايران وسبق للدكتور علي شريعتي مفكر الثورة الاسلامية ان ألف كتاباً قبل حوالي أربعين سنة يدين فيه الفكر الصفوي الذي أدى الى تشويه الصورة الناصعة للمذهب الجعفري. وهل من المعقول ان يُتهم العرب اليوم بوأد البنات و بقية الممارسات التي كانت سائدة بينهم قبل 15 قرناً؟


bull; كيف تقيمون المرحلة الراهنة؟


- نعيش اليوم مرحلة حساسة ودقيقة تستدعي المزيد من اليقظة و توخي الحذر فهناك مخطط يُحاك للمنطقة لصرف الانظار عن خطر السرطان الحقيقي وهو الكيان الصهيوني وبث الفرقة وزرع الفتنة والشقاق ليتسنى لجلاوزة اسرائيل مواصلة عدوانهم على أهلنا في فلسطين، ومن المؤسف ان تنطلي هذه المزاعم الدنيئة على البعض ويصدق التهريج والحرب الاعلامية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وان لها مطامع وتمارس التهديد والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.


أؤكد مرة أخرى بأن المشاورات بين البلدين مستمرة وعلى أعلى المستويات لتبديد كل ما من شأنه تعكير صفو الأجواء الأخوية الثنائية، وان تضليل الرأي العام و تصوير ايران كفزاعة لتخويف دول الجوار من مخطط لهيمنة ايران و سيطرتها على دول المنطقة، والحديث عن الهلال الشيعي الذي يدّعي البعض انه أصبح قمراً شيعياً!! وتشجيع دول المنطقة على شراء المزيد من السفن الحربية والمعدات العسكرية ما هو الا مخطط أميركي لتنشيط مصانع الاسلحة التي يديرها اللوبي الصهيوني. أؤكد بأن التعاون الثنائي لم ولن يتأثر بهذه السحابة العابرة التي سرعان ما تنقشع لتبشر ببزوغ فجر جديد في مسيرة العلاقات الثنائية.