فيصل محمد المرزوقي
منال الشريف امرأة قررت أن تمارس حقها الشخصي في سواقة السيارة، وهو ما لم تسمح به حكومة بلادها، والذي يحرم المرأة من سواقة السيارة، تقرر التحدي ومواجهة الحرمان، وتركب سيارتها وتسوق في طرقات مدينتها، وتعلن ذلك عبر كل وسائل التواصل الإلكترونية، وحتى تتحوط من أي مخالفة قانونية -بحسب ما وردndash; قادت سيارتها بمعية محرمها وهي لابسة حزام الأمان وبرخصة سواقة خليجية، لم تفحط على قولتهم ولم تشيل السيارة على عجلتين، ولم تقطع إشارة مرورية، ولم تدخل في سباقات الطرقات ولم تتسبب في حادث!!
بعد نشر مشاهد لقيادتها للسيارة، تم إلقاء القبض عليها في الساعة الرابعة فجراً، وحتى كتابة هذه السطور هي محتجزة للتحقيق!
عبر شبكة التواصل وتويتر على وجه التحديد وجدت في خطوتها تلك الكثير من التعليقات ما بين مؤيد ومعارض، ما بين مشكك ومعضد!
أحد المشايخ علق على سواقتها بأنها من شبهات الشيطان! وعندما تمعنت في صورته، أدركت أين يكمن الشيطان، وهل جود السائق الأجنبي في البيت وركوب المرأة معه في السيارة والسائق فوق الشبهات؟!
آخر يقول: المسألة ليست في سواقة المرأة بل أكبر بكثير، إنها بذرة لتدمير المجتمع وانحلال المرأة!!
ما هذا المجتمع (فوار) بمجرد سواقة المرأة يتحلل!
آخر يقول: كيف نسمح لناقصات العقل بقيادة السيارة في الطرقات!
ردت عليه أخرى: عيل أمك ناقصة عقل!!
سألت أحد المعارضين لسواقة المرأة عن سبب معارضته، فرد قائلاً: تخيل لو وجدها واحد شمام (مدمن مخدرات) بيخطفها من الشارع وسيغتصبها!
قلت يا إلهي بحث عن شواذ المجتمع لتبرير معارضته، بالمناسبة هذا الشاذ الشمام يمكن أن يغتصب أخته، بل وقد يسمح لآخرين باغتصابها في حال دخوله عالم اللاوعي!!
مفارقة عجيبة أن ترتفع مطالب شعوب بإسقاط النظام، بينما شعوب أخرى سقفها لم يلامس حق المرأة في سواقة قطعة حديد!
بالمناسبة خطوة منال دفعت بنات جنسها للتضامن معها، وقد اتفقن على يوم 17 يوليو لسواقة النساء في مناطقهن، وهذا ما يعد تحديا منهن لحرمانهن من هذا الحق!
التعليقات