يتفق المثقفون والكتاب العرب كما يظهر استطلاع أجرته ايلاف على أن الحالة السورية معقدة لتداخل العوامل الاقليمية والمتغيرات العربية في تحديد مستقبل النظام. ويرى أغلب الكتاب المشاركين في الاستطلاع أن مصير النظام في سوريا الى زوال لكن ذلك يستغرق وقتا طويلا.
يشير استطلاع أجرته إيلاف بين حوالى مائة من المثقفين والكتاب العرب، وتركز على وجه الخصوص بين من يكتب بصورة دورية في الصحف العربية والمواقع الالكترونية المختلفة، الى أن نسبة كبيرة باتت على قناعة بأن النظام السوري آيل للسقوط مع تزايد الاحتجاجات وتصاعد الاضطراب الأمني، لكنّ كثيرين يرون أن الحالة السورية فيها شيء من التعقيد، بسبب قوى إقليمية تتمسك به وترفض سقوطه، فهناك إيران التي تعتبر سقوط النظام خطا أحمر، وهو ممرها الآمن إلى الداخل اللبناني، ويرى فيض من الكتاب ان حزب الله سيتدخل بشراسة ودموية للحفاظ على شريان الحياة الإيراني السوري الذي يغذيه. لكن ثمة من يرى أن الاحتجاجات السورية سيكون مصيرها الفشل تماما مثلما حصل مع انتفاضة العراقيين العام 1991 اذا لم يحصل تدخل غربي.
يقول الكاتب والمراقب السياسي حاتم عبد الواحد إنه أخبر عبد الحليم خدام في لقاء ضمّ مثقفين عراقيين في نهاية عام 2003 ان عدد السجون في سوريا أكثر من عدد جامعاتها لكن خدام لم يعلق على قولي هذا، ولعل هذا يفسر خمود فتيل الاحتجاجات لفترة طويلة ومن ثم تفجّرها كالبركان بحسب عبد الواحد. ويشير الكاتب اللبناني خير الله خير الله الى أن الانقسامات المذهبية والطائفية في سوريا ستجعل النهاية تأخذ وقتا طويلا. لكن الكاتبة والأكاديمية السعودية بصيرة الداود ترى أن الأمور ستنتهي لا محالة لصالح الثورة السورية، لكنها تشك كثيراً في تدخل حزب الله عند سقوط النظام، وإنما سيأخذ كالعادة دور المتفرج فقط على الأحداث كما فعلها مسبقاً أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة. في الوقت نفسه، يستغرب الكاتب والمفكر اللبناني عبد الوهاب بدرخان من سلوك النظام في وعوده بالانتصار على شعبه ويتوعد بأنه سيعود أكثر قوة.
ويشير الكاتب بدر بن سعود الى أن زعيم حزب الله حسن نصر الله تكلم كمتحدث رسمي باسم الرئيس السوري، في إشارته إلى الإصلاح والممانعة، وهو بهذا بحسب بن سعود يخلط الأوراق ويحشر حزب الله في زاوية ضيقة. لكن إبراهيم المليفي يرى ان الوضع في سوريا متوقف على اليمن الغارق بالمراوحة. وفي الوقت نفسه فان سامي البحيري لا يخاف من تدخل حزب الله لكنه يخشى من تدخل إيراني، و اضطهاد مضاد من جانب الأغلبية السنية ضد الأقلية العلوية فى حال نجاح الثورة. ويمكن الإشارة إلى أن بعض الكتاب اعتذر عن الدلو برأيه، لاسيما اولئك الذين لم يظهر لهم موقف واضح من الأحداث بسوريا، لضبابية المشهد ربما، أو انها لحظة انتظار تحسبا من عدم سقوط النظام وحفاظا على شعرة معاوية معه، أو لكي لا تكون المشاركة موقفا يحسب إما لهم أو عليهم. الرسم البياني المرفق يوضح اختلاف الآراء حول مستقبل النظام في سوريا .
خالد الجابرخبير إعلامي وأكاديمي وكاتب
اتضح الكثير من ملامح التغيير في الدول التي اجتاحتها الثورات العربية. لكن الوضع في سوريا لا يزال يعتريه التعقيد، ويصعب التوقع بمجريات الاحداث في خضم عملية الخداع والدجل والتضليل السياسي والاعلامي الذي يمارسه النظام في الداخل والخارج. الاكيد ان النظام انتهت صلاحيته منذ اجتياح العراق والقضاء على حائط الايديولوجية الشرقية حزب البعث؟!لقد انكسر الخوف في سوريا ولم يعد البلد يحكم كما كان. لقد فشل النظام في انتزاع الشرعية الداخلية بالقوة، ويوما بعد يوم يخسر الشرعية الدولية. وحان الوقت ان تقوم الجامعة العربية بدورها الغائب او المغيب كما فعلت مع ليبيا. وعلى الدول العربية ودول الخليج بالذات ان تقوم بتجميد علاقتها مع النظام الذي يقمع شعبه بالاسلحة والدبابات. وتسحب سفراءها وتلجأ الى مجلس الامن لفرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية اذا لم يتوقف النظام عن القتل الان وليس غدا.
حاتم عبد الواحد: أخبرت عبد الحليم خدام
كاتب
لقد انتهى حكم البعث في سوريا منذ 23 شباط 1966 عندما قام حافظ الاسد وصلاح جديد بالانقلاب على القيادة القومية لهذا الحزب، ولكن بقي حكم العائلة، لقد قلت للسيد عبد الحليم خدام في لقاء ضمّ مثقفين عراقيين في نهاية عام 2003 ان الدولة التي عدد سجونها أكثر من عدد جامعاتها لا يمكن ان تكون موضع ثقة الجماهير ولكن خدام لم يعلق على قولي هذا وعرفت التعليق عندما حذف التلفزيون السوري كل كلامي الذي قلته في ذاك اللقاء، وبالنظر الى ديمغرافية سوريا العرقية والدينية يمكننا ان نستخلص نقاط توتر حقيقية لا يمكن ان تظل خامدة في نار الغضب الشعبي الذي نراه كل يوم، والأكيد أيضا اننا لا نغفل الجغرافيا المعادية التي تحيط بسوريا والوضع الدولي المؤيد للتغيير مهما كان نوعه والأسباب اقتصادية وسياسية وإستراتيجية، فهل سيستطيع البهلوان الإعلامي السوري الثبات على حبل متأرجح في صارية سفينة تضربها الأمواج والرياح من كل صوب، ان العقل يقول لا ولكن السياسة قد تجمل القرد فتجعله أحلى غزال.
ابراهيم المليفي كاتب كويتي: لايختلف عن بعث العراق
جريدة الجريدة
ليس من قبيل المزاح ولكنيما زلت أردد أن الوضع في سوريا متوقف على اليمن الغارق بالمراوحة بين قبول الرئيس بالمبادرة الخليجية صباحا ثم رفضه لها مساء أقول ليس من قبيل المزاح لأن الإعلام العربي لا يحمل أكثر من بطيختين في يد واحدة وأعني ليبيا واليمن فإذا ما سقطت واحدة أمكن ادخال سوريا تحت الضوء الحقيقي الذي تستحقه. إن ما يحصل في سوريا كشف أول ما كشف أن النظام هناك لا يختلف كثيرا عن بعث العراق سواء من حيث تعامله الدموي مع المتظاهرين أو الإنكار الدائم لما يحصل وأيضا استخدام حجج متهافتة للتغطية على قسوة اجراءات القوى الامنية مع الناس، ومحاولة وضع الحالة السورية على خط الاحداث نفسه في تونس او مصر خطأ كبير لأن عقيدة الجيش السوري في هذه المرحلة مبنية لخدمة النظام وليس لشيء آخر لذلك من الصعب توقع تغيير جذري في مسار الأحداث طالما لم يدخل الجيش طرفا فيه لصالح الثوار..
إن ما سيحدث في سوريا أخطر بكثير مما يتوقعه البعض لأنها دولة مواجهة مع العدو الصهيوني ومرتبطة عضويا بالواقع اللبناني المتشابك وكذلك هي تشكل محورا إقليميا مهما مع ايران وضمن هذه الأبعاد الثلاثة فإن أي اهتزاز في النظام يعني اهتزاز الوضع في المنطقة بصورة مدوية..
أحمد غلوم بن علي
كاتب
صحيفة السياسة الكويتية
لا يمكن بطبيعة الحال التنبؤ بمصير أي ثورة لكن ما يمكن أن يقال في هذا المجال إن لسوريا تاريخًا مع الصدامات السياسية وغالبا ما استطاعت ترويضها، إلا أنه ومع الأحداث المتصاعدة اليوم في سوريا يمكن القول إنه نعم يمكن لسوريا النظام الصمود لكن بضريبة كبيرة، أي ستشهد سوريا تحولات سياسية كبيرة على شكل مراحل بعد هذه الأحداث ولن تكون كما كانت فيما قبل الأحداث، لا يبدو أن سوريا متجهة لحرب أهلية أو تغلب في القوة للمعارضين على حسابالنظام ومواليه لذلك سيبقى النظام لكن بضريبة تحولات سياسية عالية لم تكن يوما تفكر فيها.أما بالنسبة إلى حزب الله فلم يثبت بشكل قاطع أن حزب الله تدخل في مناطق أخرى، لهذا لا يمكن القول إن الحزب سيتدخل في سوريا حيث إن ذلك يخالف مسيرة الحزب تاريخا ونهجا.
طارق الحارس : مقارنة مع حالة عراقية
كاتب وصحافي
لم يكن من السهل توقع حصول ثورة في سوريا بسبب القبضة الحديدية هناك. القبضة الحديدية في كامل عدتها وعددها وصورتها القمعية والدموية فهي لم تنهر مثلما انهارت مثيلتها في عراق البعث الصدامي بعد حرب تحرير الكويت، ذلك الانهيار الذي كان من الأسباب المهمة التي أدت الى حصول انتفاضة العراقيين في العام 1991.
حصلت ثورة الشعب السوري ضد الطغاة والجبابرة بفضل الثورات التي حصلت في تونس، ومصر، واليمن، وليبيا وصورتها منذ يومها الأول سيول من الدماء وستستمر هكذا الى أن تنهار مثلما انهارت انتفاضة العراقيين في العام 1991 ومن دون الحاجة الى تدخل حقيقي من جانب حزب الله.
أما إذا حصل تدخل عسكري من طرف الأمم المتحدة هدفه إسقاط النظام الديكتاتوري وليس حماية المدنيين مثلما يحصل اليوم في المشهد الليبي فحتما سيتم إسقاطه، لكن سيولا من الدماء ستجري الى آخر يوم من عمر ( السيد الرئيس ).
سينتصر الشعب السوري على الديكتاتورية إذا ما قرر الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية تقديم العون العسكري الحقيقي له. فقط هذه هي الحالة التي سينتصر فيها والا فمصيره سيكون المصير نفسه الذي حصل للشعب العراقي في العام 1991.
خضير بوقايلة
كاتب وإعلامي جزائري
سوريا تتجه أكثر فأكثر إلى السيناريو الليبي، ونظام الأسد سيحاول بكل ما أوتي من مكر أن يقمع انتفاضة شعبه. الضغوط الدولية لن تفيد الآن ولو تبعتها ضغوط عربية، وحصار التظاهرات سيستمر فترة أخرى بالبشاعة نفسها. لكن على الرئيس الأسد أن يدرك تماما أن عجلة الثورة دارت ولن تتوقف قبل استعادة السوريين كرامتهم وحريتهم.
حزب الله مثل إيران يرغب في أن تتجاوز دمشق هذه المحنة وتخرج منها بسلام، لكن الأمر مختلف هذه المرة لأن الشعب السوري هو الذي تحرك وليس أية قوة خارجية أخرى. سيحاول حزب الله التدخل، لكن لا أعتقد أن ذلك سيستمر طويلا أو أن يكون بشكل سافر.
اياد الدليمي: حزب الله يقمع التظاهرات
كاتب وصحافي
العرب القطرية
الأوضاع في سوريا لن تنتهي بسرعة، التظاهرات سوف تستمر، وقد تطول، اللهم الا اذا حصل عارض مفاجئ كأن يقوم الجيش بحركة انقلابية تنهي الوضع القائم، وهو أمر وارد رغم الحديث عن الولاء المطلق للمؤسسة العسكرية لأسرة الاسد، اما بالنسبة إلى حزب الله فاعتقد انه مشارك حاليا في قمع التظاهرات ولكن مشاركته الأكثر فاعلية ستكون في الهرب الى الامام من خلال محاولة فتح جبهة مع اسرائيل لتخفيف الضغط عن النظام، وايضا ربما يتم تفعيل جبهة البحرين الداخلية من خلال المزيد من الاحتجاجات، وقد يلجأ النظام في دمشق أيضا الى عملية عسكرية محدودة على جبهة الجولان، هدفها الأساس تمييع الاحتجاجات ضده.
احمد الزكري: تضحيات لا بد منها
رئيس اللجنة الإعلامية للتحالف المدني للثورة الشبابية في اليمن
سكرتير تحرير صحيفة الثوري
لقد تحركت عجلة التغيير إلى الأمام في المنطقة العربية ولا يمكن لها أن تتوقف، وسوريا واحدة من دول المنطقة التي عاش شعبها عقودا في ظل هيمنة نظام أسري استبدادي باسم الجمهورية. وما ستؤول إليه الأوضاع هو انتصار إرادة الشعب والانتقال إلى دولة جديدة يكون فيها المواطن هو سيد الموقف، بعيدا عن أية هيمنة من حزب أو جماعة.
سيكون هناك ثمن ابتداء بتقديم شهداء ومرورا بأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة لبعض الوقت..لكنها تضحيات لا بد منها للوصول إلى دولة ديمقراطية توفر حياة حرة وكريمة لمواطنيها.
مشعل النامي: ضغط المجتمع الدولي
السياسة الكويتية
أعتقد أن الأمر يتعلق بدعم المجتمع الدولي للشعب السوري من عدمه، فلن يكون النظام السوري مرشحًا للسقوط ما لم يواجه رغبة حقيقية وضغطًا من المجتمع الدولي ينهي شرعيته كما حصل مع النظام الليبي الذي بات مسيطرا جزئيا على العاصمة طرابلس فقط، فلا يزال المجتمع الدولي غير مصر على الإطاحة بالنظام السوري خصوصا بعد خطاب الرئيس الأميركي الذي ترك فيه مجالا للرئيس السوري بأن يستمر ومصير ما يسمى بحزب الله مرتبط بوجود سوريا، فمن دون سوريا ينحصر دوره على الداخل اللبناني ولن يكون لاعبا مؤثرا في كثير من الدول العربية كم هو حاله اليوم وفي ما مضى، بل حتى في الداخل اللبناني سينحسر دوره إذا ما سقط النظام السوري لأن ظهره سيكون مشكوفا وسيجد صعوبة في التمويل المالي واللوجستي المهم لحيازته السلاح.
جواد وادي: النظام السوري زائل لا محالة
كاتب وصحافي
تعيش سوريا وللأسف دورة عنف غير مسبوقة يذهب ضحيتها العديد من الأبرياء مدنيين وعسكريين وفي هذا الوضع الكارثي نرى أن النظام السوري يدير ظهره لما يحدث ويطمس الكثير من الحقائق ويمارس تجاوزات غير إنسانية ولا أخلاقية وكأن سدنة النظام قد سدوا كل مجساتهم لرجاحة العقل المطلوب في مثل هكذا أوضاع تجر البلاد الى منزلق لا يمكن معرفة ما يؤول اليه ومسلسل النحر للابرياء مستمر نظن أن النظام السوري دخل في نفق اللاعودة إن لم يبادر إلى تغييرات جذرية في سلوكه وقراءته للأحداث وما يدور حوله من زلازل وقعت وإزاحة أعتى الطغاة وما العراق ومصر وتونس الا دروس ينبغي ان تكون بوصلة جديدة لمن يسعى لتصحيح المثالب والأخطاء القاتلة.
وفي نظري فان النظام السوري زائل لا محالة ان استمر في النهج ذاته وحتما سيتحرك من يسير على خطاه كحزب الله اذا ما تهاوى النظام بدعوى المقاومة وحاشا للمقاومة ان تتحول الى أدوات لجز رقاب الأبرياء وتثبيت الطغاة والفاشست على نهج ترفضه كل الشرائع الكونية وثقتنا بحزب الله ليست كذلك.
درويش محمى: مسار أقرب للتجربة الليبية
كاتب سوري
كل من استمع إلى تصريحات رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، بالإضافة إلى السلوك الهمجي الدموي للنظام السوري في التعاطي مع الثورة السورية، يدرك ان الثورة السورية ستأخذ مسارًا أقرب للتجربة الليبية منها الى التجربة التونسية والمصرية، لكن هل ستستمر الثورة السورية على الطريقة الليبية ام سيتم قمعها على الطريقة الإيرانية ؟ الامر متوقف كلياً على عزيمة الشباب السوري، ومدى قدرة هذا الشباب على التضحية من جهة، وعلى تغيير متأمل على موقف الجيش السوري لصالح الثورة السورية من جهة اخرى، اما مشاركة حزب الله في قمع الثورة السورية، فهو أمر وارد في المستقبل إذا تغيرت المعادلة لغير صالح النظام السوري، خاصة والدور الإيراني اللوجستي حاضر اليوم وبقوة في قمع المتظاهرين وإفشال الثورة.
حسن ناظم: لن يسقط بالطريقة ذاتها
باحث وأكاديمي
لا تختلف سوريا عن تونس ومصر واليمن والبحرين وسائر الدول العربية باعتبار تحكّم مجموعة قليلة بالسلطة والثروة على حساب باقي الشعب، لكن النظام الحديدي في سوريا لن يسقط بالطريقة التي سقط فيها نظاما تونس ومصر، أقول ذلك استناداً إلى إحساس مشروع بالمقارنة مع النظام البعثي في العراق، قبضة ماحقة لا تلين، وجرأة على الأرواح، واعتقاد جازم بأن لهم الصدر دون العالمين أو القبر، كما يقول الشاعر. سيظلّ الوضع مدّاً وجزراً، احتجاجاً وقمعاً، جزرةً وعصا، وقد طرح باراك أوباما في خطابه الأخير في آيباك إمكانية، وأرسل رسالة، أن يظلّ الأسد ملكاً على الغابة بتغيير طفيف. وليس هناك علامات واضحة وقاطعة في دلالاتها، بحسب رأيي المتواضع، تتيح إمكانية تحديد مسار الأمور النهائي ومآلها الأخير
اياد الجصاني : سيناريو محسوب بدقة
عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية
فيينا- النمسا
ما وقع في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين او ما يجري اليوم في سوريا على نحو غامض بالذات، صحيح انه جرى بمثل سرعة انتشار الحرائق عاكسا حجم الهدر في كرامة الانسان العربي الا انه محسوب له بدقة ضمن سيناريو نشر الديمقراطية ومخطط اقامة مشروع الشرق الأوسط الأميركي الجديد في المنطقة العربية لصالح إسرائيل الكبرى الذي زرعت قاعدته في العراق. فالحذر الحذر من القادم الأخطر الذي سيبتلع تضحيات الشباب العربي المتحمس للتغيير وضياع دماء الشهداء هدرا والقضاء على ما تبقى من أمل في قضية عودة حقوق الشعب الفلسطيني.
نبيل ياسين: سقوط الحزب الواحد
أستاذ مادة الديمقراطية والمجتمع المدني للدراسات العليا- العراق
أولا، لست ميالا لإدخال حزب الله في أحداث سوريا او البحرين لان ذلك محض دعاية سياسية وحملة إعلامية. لكن احداث سوريا تشير بوضوح الى سقوط فكرة حكم الحزب الواحد وسقوط الاستبداد كمنظومة سياسية- دينية - ايديولوجية. كما تشير الى ان الحرية والعدالة أصبحتا مطلبين أساسيين لهوية النظام السياسي في العالم العربي وهو ما ينزع الشرعية الانقلابية او الثورية في مصر واليمن وليبيا وسوريا وبقية البلدان ويحل محلها الشرعية الدستورية والعقد الاجتماعي والاختيار الطوعي والحر للديمقراطية وهو ما يعني نهاية البعث سياسيا وأخلاقيا كأطروحة قومية.
اعتقد ان التظاهرات يمكن ان تستمر حتى تضعف النظام على الرغم من خيار الحرب الأهلية أو الحرب الداخلية كما أفضل تسميتها،الذي تلجأ إليه الأنظمة القمعية المستهدفة وتدفع اليه لإنقاذ نفسها او مواصلة تدمير البلدان بطريقة شاملة.
رشاد الشلاه: حتمية الزوال
كاتب وإعلامي
تواصل الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات الجذرية في بنية النظام السوري الشمولي منذ انطلاقتها منتصف آذار الماضي، لا توحي بانكفائها رغم شدة القمع التي جوبهت بها والتعتيم الإعلامي الرسمي الحكومي عليها، وسوريا لن تكون استثناء من الخضوع للمطالب الشعبية العادلة التي وجدت في ربيع انتفاضات البلدان العربية جذوة موضوعية مشجعة للتخلص من هيمنة الحزب الواحد والحاكم الأبدي الذي خذل شعبه بعدم تنفيذ وعوده الإصلاحية عند وراثته السلطة، وبدل الاعتذار عن تخليه عن تنفيذها، كابد في تبرير الظروف التي حالت حتى عن المباشرة فيها. إن أزمة النظام مستفحلة و ليس من أفق قريب بحلها، و تحقيق المطالب المشروعة تعني بالضرورة نهاية النظام، وهو مدرك تماما لعواقب هذه الاصلاحات، ولذلك لا سبيل امامه إلا أسلوب القمع وحده، ولا يعدم ادوات هذا القمع وليس بحاجة الى اسناد من حزب الله، وهذا ما يطيل من عمره القصير، لكن حتمية زواله تبدو واقعا منظورا، ومصيره مرهون بمواصلة الاحتجاجات وتصيد سقف المطالب المشروعة للشعب السوري.
التعليقات