قصر الروضة - محمد الأحمد:



هو عقد مضيء عاشته الصحافة البحرينية وحرية الرأي والكلمة في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الذي قاد عملية اصلاح وديمقراطية غير مسبوقة في تاريخ البلاد والمنطقة وحظيت باحترام وتقدير العالم ورسخت رؤية قائد فذ في استشراف المستقبل.
ويوم أمس تشرفت صاحبة الجلالة ان تكون في ضيافة صاحب الجلالة.. نصير الحرية والديمقراطية الذي منح الصحافة ركناً اساسياً في المشروع الديمقراطي لا تراجع عنه ولا انتقاص منه.
هذا التكريم الملكي للصحافة الوطنية والصحفيين والاعلاميين ليس بغريب على جلالته، فهذه هي سمة القادة الديمقراطيين الذين يؤمنون بحرية الكلمة والرأي أساساً متيناً لأي مملكة ديمقراطية.
وبقلب مفتوح وفكر مستنير تحدث القائد الى الاسرة الصحفية والاعلامية عن دور الصحافة والاعلام وما مرت به البحرين من أحداث مؤسفة لم يكن يتخيلها عقل ولا تستند الى أي منطق.
إن مشاعر الاطمئنان والثقة والأمل سادت الصحفيين والاعلاميين الذين استمعوا الى توجيهات جلالته ورؤاه حول مستقبل البحرين وديمقراطيتها وحريتها وأمنها واستقرارها.
ان البحرين بخير.. وستظل بخير في حماية وصون حمد بن عيسى آل خليفة القائد الحكيم الذي يسابق العصر في تحقيق آمال وطموحات شعبه ورفعة ونهضة وازدهار مملكتنا العزيزة.
ومن الحلم الأصغر الى الحلم الأكبر.. نسير يداً بيد مع القائد...
نجسدها واقعاً حياً.. تكبر ونكبر معها نحو الأيام الجميلة.
وقد استهل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في حديثه إلى رجال الصحافة والإعلام في قصر الروضة أمس قائلاً إن عادات وتقاليد وقيم شعب البحرين تتأصل فيها أسس الحوار، وقال إن اتباع الأساليب الخارجة عن هذه العادات والتقاليد والقيم سيكون ضاراً رغم وجود حرية الاختيار للجميع.
وأكد جلالته أن ما مرت به البحرين ليس هذه المرة فحسب، بل حتى منذ مطالبة شاه إيران بالبحرين ككل أوصلتنا إلى تصويت واستفتاء في هيئة الأمم، وشعب البحرين تماسك وقال كلمته واستقلت البحرين، ثم جاءت الشقيقة قطر وأخذتنا إلى محكمة العدل الدولية للبت في قضية حوار، كذلك البحرين بقوتها وتكاتفها ثبتت حقها، لأننا لم نذهب لنقول للمحكمة laquo;انظري في حوار هل هي لنا أم لهمraquo;، ولكننا قلنا laquo;إننا متأكدون أنكم ستثبتون حقنا في جزر حوار لأنه حق واضحraquo;.
وقال جلالته إن هذه الأزمة جاءتنا من البعض في الداخل وكادت تعصف بالوحدة الوطنية، ورأينا وخبرنا المواقف، وكان في حاجة أن نتدخل ونضبط الأمور، واليوم المسألة وصلت إلى أن تتدخل دول أخرى في شأننا، وكانت هذه هي الخطورة، أما البحرينيين فمهما كانت تصرفاتهم فهي لا تشكل خطورة أبداً، ولكن التصرفات الجاهلة أحياناً، تدعو دول أخرى أن تتدخل في شأننا، فإذا البحرين تكاتفت ضد إيران الشاه في مسألة عروبتها واستقلالها، وتكاتفت في أحقية جزر حوار، أعتقد أنها في هذه المرة ستتكاتف أكثر.
وأكد جلالته: laquo;للإنصاف، أريد أي باحث يعطيني وثيقة أو إثباتاً أن البحرين قامت في يوم بالضرر أو الاعتداء على أحد، أريد موقفاً واحداً في البحرين، سواء في مجلس التعاون أو الجامعة العربية أو في هيئة الأمم، موقفاً واحداً عدائي، كنا دائماً وأبداً من المسالمين، نريد الخير لهم ولأنفسنا، وهذا يجعلنا دائماً نقدم الحكمة والعقلraquo;.
وتابع جلالته: laquo;البحريني لذلك أصبح محبوباً في كل مكان، وهو إنسان لطيف المعشر، وإنسان كله أخلاق، فلا شك أن ما حدث كان صدمة للجميع، هل يعقل أن ينام أحد خارج بيته؟.. أليس له عائلة تحرص عليه، أو أب يوجهه إلى الطريق القويم، البحرين تمشي في طريق الخير مهما مر بها، بل هذه هي قوتهاraquo;.
وأضاف جلالته: laquo;منذ العشرينات والبحرين تحاول تحديث نفسها، اليوم لدينا سلطات، تنفيذية وتشريعية وقضائية، نريد أن نبنيها كسلطات لها احترامها وتقديرها، فإذا تدخلنا في شؤونها فهذا إخلال، إذ يجب أن نراعي ذلك الفصل بين السلطات، وهذا مبدأ الفصل الذي يطالب فيه الكل، ونحن في تحديثنا للدستور من أهم الأشياء قيامنا بفصل الوزراء عن النواب، فأصبح الثلث المعطل وهم الوزراء خارج مجلس النواب، وأصبح مجلس النواب يستطيع أن يقر أي تشريع دون عرقلة من وزيرraquo;.
وتابع جلالته قائلاً: laquo;لا ننسى أن الوزراء رفعت عنهم الحصانة كذلك، فأصبح موظفاً تنفيذياً، وأصبح مجلس النواب يشرع كما يريد، والشعب مصدر السلطات وهؤلاء ممثلين للشعب، ماذا نريد أن نقدم أكثر.. لم نرجع قط قانوناً إلى مجلس النواب، وما يأتينا من أهل البحرين فأهلاً وسهلاً به ما داموا يريدونه، من يقف في طريقه؟!، أما إذا انهم كانوا يكنون لنا المحبة والاحترام والتقدير والمراعاة فهذا من حسن أخلاقهمraquo;.
واستطرد قائلاً: laquo;لم نجلس على برج عاجي ونصدر الأوامر، بالعكس نحن ندعو للمشاركة، ما المانع من مشاركة الأخوة، أين الخطأ، هل هناك خطب فيهم؟.. هل هناك خطب فيكم؟ .. هذه الديمقراطية.. التي مر عليها 900 سنة في بريطانيا ولا زالوا يطورونها حتى الآنraquo;.
أما عن السلطة القضائية أكد جلالة الملك قائلاً: laquo;أريد قاضياً واحداً يقول لقد جاءني أمر من الملك بأن أغير الأحكام.. نحن لم نتعود على عدم احترام مؤسساتنا وقضاتنا وأساتذتنا، ونحترم الفقراء قبل الأغنياء، فما بالك بالاحترام الذي نكنه للقاضي والمدرس والمهندس، لا يجب أن يستهين الناس بمكانات بعضهم، إننا نبني قيما في هذا المجتمعraquo;.
وقال جلالة الملك: laquo;في الولايات المتحدة الأمريكية، يعين الرئيس وزراءه وهم لا ينتخبون، الفرق بيننا وبينهم، أن الحكم في البحرين ملكي وراثي، وهناك رئاسي انتخابي، أما الحكومة في كلا النظامين فهي معينة، ونظامنا في البحرين هو النظام الحديث الذي يؤصل فصل السلطات، وهذا ما أنجزناه سوية وبتصويت شعبي تاريخي، البحرين هي الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط والكثير من دول العالم من حيث نظامها الدستوريraquo;.
وتابع جلالته: laquo;الرئيس الأمريكي يستطيع أن ينقض قرار الكونجرس، أما أنا فلا توجد لدي هذه الصلاحية، إذا جاءني قانون من مجلس النواب وأرجعته، وتمسكوا به، فيصبح نافذاً، فهل توجد سلطة أكبر من هذه؟ لذلك لا بد من فهم أصل المشكلة، المشكلة ليست الدستور أو القانون، ابحثوا عن القصة الحقيقية، إن ما حدث للبحرين مؤامرة خارجية وليست انتفاضة شعبية، غالبية الشعب استنكر هذا الأمر، ولو عملنا استفتاء حول ما حدث لوجدنا الأغلبية تستنكر ما حدثraquo;.
واستطرد جلالته: laquo;يهمني أن تلم الصحافة شمل القلة المنحرفة مع غالبية الشعب والطوائف، وهذا أفضل للجميع والبحرين، وأفضل للتقدم.. وعندما يتم خص فئة و يتم تناسي فئات أخرى في المجتمع فهو خطأ في الحقيقة، حيث إن البحرين ليست فئة واحدة، بل فئات متعددة مختلفة، أما أن تراعى فئة واحدة وتهمش البقية، في حين أن هذه الفئة ترفض التهميش لنفسها، فهذا شيء غريبraquo;.
ورفض جلالة الملك laquo;تهميش أي فئة في البحرينraquo;، وقال: laquo;والله إن الشخص الواحد له مكانة كبيرة، من يستطيع أو يجرؤ أن يهمش أحداً أو يظلم، نحن نسير على القانون وعلى الحق، هذه بلدنا وهذه مسؤوليتنا التي نتحملهاraquo;.
وأضاف: laquo;اليوم نسمع أن هناك تخوف من المسيرات والاعتصامات، ولكن هل الجلوس على طاولة العلم أفضل أم الخروج في مسيرة في الشارع تعتدي على أملاك عامة وخاصة، اليوم الدول التي يجري فيها ذلك تكون فيها البطالة فوق الـ 30%، ونحن في البحرين البطالة لدينا بنسبة 3.6%، أي ليس هناك قضيةraquo;.
وتابع: laquo;نتمنى أن تكون البحرين 100% شيعة، و100% سنة، فليس هناك معنى للتقسيم الطائفي الجميع بحرينيون وليس هناك فرق بين البحرينيين، ما هو الفرق بينكم، أنا قبل سنوات أعلنت في الصحافة أنني لا أعترف بالتقسيم الطائفي، نحن كلنا مسلمين وأركان الإسلام معروفةraquo;.
وأضاف: laquo;القضية ليست غلبة نسبة عددية من طائفة على طائفة، بل اليوم الأجنبي أصبح أكثر من المواطنين، وسيكثر العدد من التنمية، فهذه الأسئلة التي يجب أن تطرح وتبنى عليها التشريعات والبرامج اللازمة، وعلى كل حال، أهل البحرين غاليين عندنا بكل معتقداتهم وكل طوائفهم وهذا هو شعبنا دون أن أعدهم أو أسميهمraquo;. واشار جلالته الى الصحافة ومكانتها واهمية دعمها وقال جلالته: laquo;لا نريد أن نسمي قانون الصحافة بـ (قانون)، أريد أن نسميه قانون (النشر)، لا نريد تقييداً للصحافة ونريد لهم حرية أكبر لا يشعرون أن هناك تقييداً عليهم، وأنا شخصياً أفخر بالصحافة البحرينية وأشجعهاraquo;.