عبدالمنعم الاعسم


جريمة ساحل التاجي ليس ككل الجرائم، وابطالها زادوا على جميع القطعان المنفلتة بامتياز الهمجية، وضحاياها سجلوا مصائرهم الفاجعة في اوسمة الكوارث الانسانية التي لا يمكن ان يطويها النسيان، وشهودها، نحن، الموزعون بين الفجيعة والعجز وانتظار كارثة اخرى تحل بضحايا آخرين. اما القصاص من الوحوش فيستمر موضوعا للجدل في الصالات الفارهة ومقالات الصحف بدل ان يكون بعضا من ضماد هذا الجرح الغائر في جبين كل من تعزّ عليه كلمة العدالة.

والآن من اين جاء ابراهيم نجم ومجموعته المتوحشة بهذه الهمجية؟ اية طينة عراقية هذه التي انشقت عن هذه النماين التي لم نقرأ عنها إلا في كتب الخيال عن عالم العقارب المسمومة ؟ وأي دين اوحى له ان يتفنن في ذبح بنات واولاد من الوريد الى الوريد، كانوا يلبسون احلى ما يملكون من ثياب ويشاركون بالسيارات في زفة عرس، ويلقي بجثثهم الى النهر ثم يغسل يديه بالماء الجاري وينام تلك الليلة سعيدا، مليئا براحة الضمير والرضا عن النفس.

لا نحتاج الى ان نستمع الى ابراهيم الجبوري، وهو يتحدث بزهو عن شناعة الفعل الاجرامي الذي ارتكبه بدن بارد، ولا الى فراس حسن فليح وهو يغتصب العروس وفتيات الزفة، فقد ملآ علينا الجو بالذباب المغير من فوهات الصرف الصحي، واغلقا علينا النظر الى طهارة هذه الارض، وجاءانا برسالة فصيحة عن عراق مفترض سيقع بين براثنهم ليحشروه في بالوعة طلماء لا قرار لها.

علينا ان نـُخضع هذه الوحوش الى تفتيش دقيق فسنجد بين طيات ملابسهم مشروعا للتآمر على العالم وتدميره ووأد افراح العرس وتحريم الشفقة بين الناس، وسنكتشف في دمهم فصيلة لم يعرفها العلم قبلا ، قتل الابرياء ليس سوى تسلية يرتكبونها في آخر الليل قبل الخلود الى النوم.

ضعوا ابراهيم نجم وفراس فليح على سرير الفحص، واجمعوا اخصائيي العالم في علم الانحرافات الاجرامية حولهما، وليطلب منهما تمثيل واقعة قتل سبعين مشاركا في زفة عرس بمن فيهم العروسان، واغتصاب الفتيات والنساء والتمثيل المفرط بالجثث، آنذاك، سيتعرف العلم على انحراف مخيف في الخلق والخليقة. انحراف باتجاه واحد: الاستمتاع بالقتل.

عندما كان السفاح فراس يروي حادثة اغتصاب العروس وتقطيع جسدها كان يحرص على ان يثبت عينية على نقطة في الفضاء ويدور حولها، هي، في سايكولوجيا الذات الاجرامية، نقطة السقوط في الدنس والحيوانية وهوس الافتراس، وايضا هي مفتاح الجنة التى ستستقبل موكبه بالحبور والتصفيق.

اعرضوا ابراهيم وفراس وجميع الحثالة على اخصائيين في النفس البشرية المنحرفة فستحصلون على نتائج مهمة عن منزلق التطرف والغلو والكراهية عندهم، وقد تجدونه في غيرهم..

quot;اتلاقت المكنسة مع البلاعة صاروا جماعةquot;.

مثل مصري