مبارك محمد الهاجري


بلغ بنا اليأس من الإدارة الأميركية مبلغه، ولم يعد لدينا ولو بصيص أمل، نتيجة ما نراه من حال الجمود الذي سيطر على أوصال إدارة الرئيس أوباما، وصمتها المطبق، تجاه ما يحدث في سورية من مذابح رهيبة بحق الإنسانية بأمر الجزار ماهر الأسد، الذي أعاد إلى الأذهان مذبحة حماة، واقتفائه أثر أبيه!
بالأمس القريب جداً، ندد رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان بالمجازر، واتهم علناً وأمام وسائل الإعلام، السفاح ماهر الأسد، بأنه وراء هذه الجرائم الفظيعة التي ترتكب بحق الشعب السوري الأعزل، وأنها ترقى إلى الإبادة الجماعية! ما يجعل هذا السفاح المغرور، متهماً رسمياً حسب محكمة العدل الدولية، ويحق لها أن تطالب بإلقاء القبض عليه، وهذا ليس ببعيد، فقد حان الوقت لإعلانه مجرم حرب، أسوة بسابقيه من مجرمي الحروب، الذين تم اعتقالهم، ومحاكمتهم أمام الرأي العام العالمي ليكونوا عظة، وعبرة لغيرهم، من معقدي الزعامة الذين بلغوا مراحل متقدمة من مرض العظمة، الذي جعلهم يرون شعوبهم قطاع خراف يجب اضطهادها، وممارسة أبشع أنواع التعذيب، والتنكيل بها، بين الحين والآخر، تلبية لرغبات القائد الأبدي!
فرنسا وبريطانيا تعدان العدة لإدانة نظام بشار الأسد عبر مجلس الأمن الدولي، والسعي لاستصدار قرارات قد تدخل فيها الفصل السابع، في رسالة قوية جداً تنذر بنهاية هذا النظام الذي لم يعد من الممكن القبول به في عالم اليوم المتحضر، عالم تحكمه القوانين، والمواثيق، يراعي حقوق الإنسان، ومطالبه الأساسية، كحرية التعبير، وممارسة الديموقراطية، وغيرها من متطلبات تتوافق وإنسانيته، التي ترفض العبودية، والذل، والخنوع!
*
على دول العالم أجمع، أن تساهم مساهمة فعالة في إزالة الأنظمة الديكتاتورية من الخارطة السياسية، إن أرادت أن تنعم بالاستقرار، والهدوء، والسكينة، لا أن تغض نظرها عن جنون الأنظمة الخارجة على القانون الدولي، وكأنها غير معنية، مخالفة بذلك ميثاق الأمم المتحدة، الذي يرفض رفضاً مطلقاً الإخلال بالأمن والسلم الدوليين!