كتب‮ - ‬سلام الشماع‮:‬

كشف التجمع الوطني‮ ‬العراقي‮ ‬المستقل،‮ ‬وهو منظمة سياسية عراقية،‮ ‬عن أن المليشيات في‮ ‬العراق تدرب مرتزقة لاستهداف السعودية والبحرين‮!!‬ وقالت المنظمة،‮ ‬في‮ ‬موقعها على الفيس بوك إن ثمة معلومات مؤكدة تفيد أن العاصمة بغداد وبعض المحافظات العراقية استقبلت خلال الشهرين الماضيين أعداداً‮ ‬كبيرة من الذين‮ ‬يدعون أنهم من البحرين تارة والمنطقة الشرقية من السعودية تارة أخرى،‮ ‬وفي‮ ‬أغلب الأحيان‮ ‬يتسترون على هوياتهم الحقيقية،‮ ‬مشيرة إلى أن الأحزاب والمليشيات‮ ''‬الطائفية‮'' ‬هيأت لهؤلاء مكاتب ومقرات علنية،‮ ‬وقدمت لهم تسهيلات سياسية وإعلامية وتغطيات مالية وسط أنباء‮ ‬يجرى التكتم عليها عن فتح معسكرات عسكرية لهم في‮ ‬محافظات البصرة والعمارة والكوت المجاورة لإيران ومحافظتي‮ ‬السماوة والنجف القريبتين من السعودية لتدريب مجموعات منهم على استخدام السلاح وتقنيات الاتصال وعمليات التفجير‮.‬ وكان مجلس عشائر محافظة الأنبار،‮ ‬وهي‮ ‬المحافظة التي‮ ‬ترتبط حدودها الغربية والجنوبية مع الأردن والسعودية،‮ ‬كشف الأسبوع الماضي‮ ‬عن تحركات مشبوهة لستة من الإيرانيين‮ ‬يتحدثون بلهجات عراقية وخليجية كانوا‮ ‬يجرون جولات استطلاعية في‮ ‬البادية جنوب مدينة الرطبة،‮ ‬وعندما ألقى أبناء العشائر القبض عليهم وأخضعوهم للاستجواب عن سر وجودهم وزيارتهم للمنطقة ادعوا بادئ الأمر أنهم‮ ‬يبحثون عن أقرباء وأصدقاء لهم،‮ ‬ولما شدد الخناق عليهم زعموا أنهم من هواة صيد الطيور والغزلان،‮ ‬وأخيراً‮ ‬اعترف الستة بأنهم استأجروا ثكنة عسكرية قديمة ومهجورة في‮ ‬البادية الجنوبية كانت مقراً‮ ‬لوحدة عسكرية للدفاع والاستطلاع الجوي‮ ‬ثم تُركت وأهملت وسُرقت معداتها عقب الاحتلال،‮ ‬وكانت حجتهم أنهم‮ ‬ينوون تحويلها إلى فندق سياحي‮ ‬صحراوي‮ ‬ما زاد من ريبة أبناء العشائر الذين اضطروا لتسليمهم إلى مركز حكومي‮ ‬مع أسلحتهم ونواظيرهم المعقدة والسيارتين اللتين كانتا معهم،‮ ‬وهما من طراز أمريكي‮ ‬ذواتي‮ ‬دفع رباعي،‮ ‬والقصة باتت متداولة في‮ ‬أرجاء المحافظة وصدر بها تصريح صحافي‮ ‬مقتضب،‮ ‬غير أن السلطات الحكومية في‮ ‬المحافظة وتنفيذاً‮ ‬لأوامر من حكومة بغداد حاولت تبرير وجود الستة الغرباء في‮ ‬المحافظة بأنهم من حزب الدعوة الذي‮ ‬يتزعمه رئيس الحكومة نوري‮ ‬المالكي‮ ‬كانوا‮ ‬يبحثون عن أبنية حكومية لفتح مقار لحزبهم فيها،‮ ‬وهنا انكشفت اللعبة لأن حزب الدعوة ليس لديه عضو واحد معروف باسمه وعنوانه ومهنته في‮ ‬المحافظة كلها،‮ ‬فلمن‮ ‬يفتتح المقار؟ اللهم إلا إذا استورد أعضاء وأنصاراً‮ ‬له من خارج المحافظة وهذه قضية شائكة ليس من السهل تنفيذها ولا‮ ‬يجازف حزب الدعوة على الإقدام عليها في‮ ‬بيئة أنبارية سنية عربية‮.‬ وحسب مصادر العشائر نفسها التي‮ ‬ألقت القبض على هؤلاء الأشخاص الستة تبين لاحقاً‮ ‬أنهم كانوا‮ ‬يستكشفون المنطقة ومسافات الطرق التي‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى الأراضي‮ ‬السعودية لأغراض استخبارية‮.‬ وقال محللون سياسيون إنه‮ ''‬إذا أخذنا بنظر الاعتبار نشاطات قياديين في‮ ‬حركات وأحزاب بحرينية وظهورهم المنتظم على شاشات القنوات الفضائية كـ(المسار‮) ‬التي‮ ‬يملكها خضير الخزاعي‮ ‬نائب رئيس الجمهورية وصاحب دكانة حزب الدعوة‮ - ‬تنظيم الداخل وقناة‮ (‬آفاق‮) ‬المملوكة لحزب الدعوة ورئيسه نوري‮ ‬المالكي‮ ‬وفضائية‮ (‬بلادي‮) ‬لصاحبها إبراهيم الجعفري‮ ‬ومحطة‮ (‬الفرات‮) ‬التي‮ ‬يديرها المجلس الشيعي‮ ‬الأعلى،‮ ‬إضافةً‮ ‬إلى قناة‮ (‬العراقية‮) ‬التي‮ ‬يقال إنها حكومية،‮ ‬والتهجم على‮ (‬بلدهم‮) ‬البحرين بصفة فجة وإجراء الحوارات والمقابلات المطولة معهم،‮ ‬نكتشف حجم الدعم السياسي‮ ‬والإعلامي‮ ‬والمالي‮ ‬الذي‮ ‬يقدمه الطائفيون في‮ ‬العراق لنظرائهم في‮ ‬البحرين الذين جاءوا إلى بغداد والنجف والبصرة‮ (‬يجاهدون‮) ‬من مكاتب مكيفة ومقرات مريحة ويتنقلون في‮ ‬سيارات مظللة فارهة ويقيمون في‮ ‬فنادق‮ (‬خمس نجوم‮) ‬والحساب مدفوع مقدماً‮''.‬ وقالت المنظمة‮: ‬إن واحداً‮ ‬من هؤلاء‮ ‬يدعى قاسم هاشمي‮ ‬شوهد‮ ‬يقف مزهواً‮ ‬بين لص البنوك أحمد الجلبي‮ ‬وحرامي‮ ‬البصرة سلام المالكي‮ ‬على متن سفينة‮ (‬رقية‮) ‬المستأجرة لقافلة‮ (‬المختار‮) ‬الملغاة وهو‮ ‬يترنح طرباً‮ ‬ويهز رأسه موافقاً‮ ‬لخطب رعناء ألقاها الجلبي‮ ‬والمالكي‮ ‬ضد البحرين وشعبها العربي،‮ ‬وهو نفسه ألقى كلمة على ظهر السفينة ذاتها نقلتها قناة‮ (‬المسار‮) ‬الطائفية بصفته قيادياً‮ ‬في‮ ‬جمعية الوفاق البحرينية تفوق فيها على خطبتي‮ ‬لص البنوك الجلبي‮ ‬وحرامي‮ ‬البصرة المالكي‮ ‬في‮ ‬الردح والتشنيع على أهل البحرين وقادتها حتى خيل لمن شاهده أنه ليس عربياً‮ ‬ولا بحرينياً‮ ‬وإنما من ملة أخرى،‮ ‬خصوصاً‮ ‬أن اللقب الذي‮ ‬يحمله‮ ‬يستخدم كثيراً‮ ‬في‮ ‬بلدان ودول‮ ‬غير عربية،‮ ‬واللبيب من الإشارة‮ ‬يفهم‮.‬ وأضافت‮: ‬أن الدعم الطائفي‮ ‬المقدم إلى‮ (‬مناضلي‮) ‬البحرين من الأحزاب والمليشيات الشيعية لا‮ ‬يقتصر على الجهد السياسي‮ ‬والإعلامي‮ ‬والمالي،‮ ‬وإنما امتد إلى الدعم الحوزوي‮ ‬الذي‮ ‬تقدمه مرجعية النجف إلى مجموعة من الذين‮ ‬يدعون أنهم من شيعة البحرين قدموا إلى النجف بحجة الدراسة وتزايد عددهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى أكثر من‮ ‬300‮ ‬شخص بعد أن كانوا قبل أحداث البحرين الأخيرة بحدود ثلاثين شخصاً،‮ ‬وفق إحصاءات المرجعية نفسها،‮ ‬والدفعات الأخيرة من‮ (‬البحارنة‮) ‬كما‮ ‬يسمون في‮ ‬النجف واستناداً‮ ‬إلى شهود عيان نجفيين‮ ‬يعملون في‮ ‬الفنادق ومرافق الخدمات لا تدل هيئاتهم وطريقة عيشهم وظروفهم في‮ ‬المدينة على أنهم طلاب لفقه الشيعة وعلوم الدين وتعاليمه،‮ ‬لأنهم‮ ‬يبذخون ويتصرفون كأنهم أصحاب دخول مالية وإيرادات دولارية عالية،‮ ‬بينما طالب الحوزة الحقيقي‮ ‬وهذا معروف في‮ ‬النجف‮ ‬يتلقى إعانات بسيطة من المرجعية لا تكفي‮ ‬لسد أبسط احتياجاته،‮ ‬وهذا دليل آخر‮ ‬يؤكد أن هؤلاء الجدد على النجف جاءوا لأغراض‮ ‬غير الدراسة وطلب العلم‮.‬ وأضافت المنظمة‮: ‬إن الهجمة التي‮ ‬تتعرض لها العاصمة بغداد وعدد من المدن العراقية ذات الكثافة السكانية الشيعية التي‮ ‬تقود السلطة والإدارة فيها أحزاب الدعوة بأجنحته الثلاثة والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة والتيار الصدري،‮ ‬من أناس‮ ‬غرباء ومجهولي‮ ‬الهوية‮ ‬يقدمون أنفسهم على أنهم من البحرين بينما توحي‮ ‬أشكالهم وسيماء وجوههم ورطانة كلامهم ولهجاتهم ومحاولات إخفاء هوياتهم بأنهم من بلاد أخرى نُسبوا أو انتسبوا إلى البحرين زوراً‮ ‬ولغايات لم تعد خافية على كثير من العراقيين وخصوصاً‮ ‬الشيعة العرب في‮ ‬النجف والسماوة والناصرية والبصرة والكوت والعمارة الذين ساءهم وأحزنهم قدوم هؤلاء إلى مناطقهم ومدنهم بدعوى أنهم عرب وبحرينيون بينما ارتموا في‮ ‬أحضان أحزاب ومليشيات طائفية كانت إيران الخميني‮ ‬أسستها ومولتها وجهزتها لتخريب العراق وتدمير عروبته‮. ‬يذكر أن الشيعة العرب في‮ ‬العراق جميعهم من أصول تعود إلى قبائل عربية معروفة بأصالتها وعراقتها في‮ ‬نجد والجزيرة العربية واليمن،‮ ‬وهم‮ ‬يتحسسون بالفطرة من الذين لا أصل لهم ولا فصل،‮ ‬ويأخذون جانب الحذر من العجم والمتعجمين والفرس والإيرانيين‮.‬