عواصم

فوز أردوغان بولاية ثالثة في تركيا، والعلاقات بين الصين وإفريقيا، ونتائج استفتاء مخيبة لآمال برلسكوني في إيطاليا، ثم دعوة لحظر حيازة وبيع زعانف القروش... موضوعات أربعة نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية.


quot;فوز للديمقراطية التركيةquot;

تحت هذا العنوان نشرت quot;ذا أستراليانquot; الأسترالية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء التي خصصتها للتعليق على فوز أردوغان بولاية ثالثة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن نتيجة الانتخابات العامة التي عرفتها تركيا مؤخراً تمثل نصراً للديمقراطية في بلد ما زال يواصل الخروج من ماضي الانقلابات العسكرية المظلم. والأهم من ذلك، تضيف الصحيفة، هو أن نجاح أردوغان في قيادة حزبه، quot;العدالة والتنميةquot;، إلى نصر ثالث على التوالي في بلد يكتسي أهمية استراتيجية قصوى في معادلة الشرق- الغرب ويلعب دوراً مؤثراً في العالم الإسلامي، سيكون ملهماً لمن يناضلون من أجل الديمقراطية في أماكن مثل سوريا المجاورة، وسيخبرهم بأن ثمة بديلًا للديكتاتورية والحكم العسكري. ومنذ وصوله إلى سدة الحكم في تركيا قبل 10 سنوات، تزعم أردوغان، وقد بات اليوم الزعيم التركي الذي يحكم البلاد لأطول مدة منذ كمال أتاتورك، من خلال خليط من الليبرالية الاقتصادية والمحافظة الدينية، تحولًا لافتاً لبلاده من بلد مبتلى بالانقلابات العسكرية والضعف الاقتصادي إلى بلد يفخر بمعدل نمو اقتصادي يبلغ 9 في المئة -هو الثاني بعد معدل الصين وأعلى من معدل الهند- ويمارس تأثيراً غير مسبوق إقليميّاً ودوليّاً. وفي الختام، قالت الصحيفة إن النجاح الواضح للديمقراطية في تركيا يعود الفضل في جزء كبير منه إلى قيادة أردوغان، مضيفة أن عليه ألا يتحاشى دعم القضية الديمقراطية في أماكن أخرى، وبخاصة منطقته.

الصين وإفريقيا

صحيفة quot;تشاينا ديليquot; الصينية خصصت افتتاحية للرد على تصريح نسبته لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حذرت فيه إفريقيا يوم الجمعة الماضي من أن الصين مقبلة على quot;كولونيالية جديدةquot; في القارة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن الصين، وخلافاً للغرب، لم يسبق لها أن استعمرت أية دولة في إفريقيا. بل على العكس، إذ يعلم الخاص والعام أن الصين تساعد عدداً من الدول الإفريقية على إنشاء المدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية التي تفيد العديد من الشعوب الإفريقية. كما أن الصين تعمل على تقليص وإلغاء الديون المستحقة على البلدان الإفريقية الفقيرة وتقدم لها قروضاً بشروط تفضيلية. وعلاوة على ذلك، فإن العديد من البلدان الإفريقية تنظر إلى الاستثمارات الصينية باعتبارها فرصة وترحب بسياسة بكين الثابتة القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية. ونقلت الصحيفة عن الرئيس الزامبي quot;روبيا بانداquot; قوله في هذا السياق: quot;إن بلدنا تجمعه علاقات وثيقة مع الصين منذ السنوات الأولى لما قبل الاستقلال. وقد كنا محظوظين خلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة لكون الصينيين استطاعوا مع ذلك الاستمرار في الإقبال على ما كنا ننتجه هناquot;.

وتقول الصحيفة إن التجارة بين الصين وإفريقيا بلغت ارتفاعاً قياسيّاً بواقع 126.9 مليار دولار في 2010، حيث ارتفعت الصادرات الإفريقية إلى 66.9 مليار دولار، بزيادة قدرها 54.5 في المئة. وفي غضون ذلك، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا وتساهم بأكثر من 20 في المئة من النمو الاقتصادي للقارة. وتضيف الصحيفة قائلة إن العلاقات بين الصين وإفريقيا ستواجه بدون شك جملة من التحديات والتناقضات وسط الوضع الدولي المعقد والمضطرب؛ غير أنه طالما أن الجانبين مستعدان للإصغاء لبعضهما بعضاً واستبعاد الأصوات الخارجية، فإن مزيداً من فرص الربح المتبادل ستخلق لما فيه مصلحة الطرفين. قبل أن تختم quot;تشاينا ديليquot; بالقول إن الأفارقة أذكياء بما يكفي لمعرفة أصدقائهم الحقيقيين، وهم في غنى عن تلقي المحاضرات بهذا الخصوص.

انتكاسة برلسكوني

صحيفة quot;آيريش تايمزquot; الإيرلندية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على الضربة القوية الجديدة التي تعرض لها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في استفتاء عطلة نهاية الأسبوع الماضي. فعلى خلفية تهم أخلاقية موجهة له، وثلاث محاكمات حول الاحتيال، وشعبية آخذة في الانحدار، بدأت السلطة السياسية تنفلت من بين يدي الزعيم الإيطالي ذي الأربعة والسبعين عاماً، في وقت يشدد فيه بيرلوجي بيرساني، زعيم الحزب الديمقراطي (يسار الوسط)، على ضرورة رحيل برلسكوني عن السلطة الآن، وتطرح فيه أسئلة حقيقية بشأن ما إن كان يمكن أن يبقى حتى نهاية ولايته في 2013. الصحيفة تقول إن برلسكوني، واقتناعاً منه بالخسارة الأكيدة في هذا الاستفتاء، راهن على الترويج لمقاطعة الاستفتاء بحيث لا تتعدى نسبة المشاركة فيه سقف الـخمسين في المئة الضرورية من أجل اعتماده؛ غير أن النتيجة جاءت مخيبة لآماله: حيث عرف الاستفتاء نسبة مشاركة بلغت 57 في المئة -وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها استفتاء النصاب القانوني منذ 1995- كما أن 95 في المئة من الناخبين قالوا quot;نعمquot; لمقتضياته. وفي هذه الأثناء، تضيف الصحيفة، يحافظ برلسكوني على أغلبية برلمانية هشة ستخضع لاختبار جديد في تصويت حول حجب الثقة عن الحكومة في 22 من الشهر الجاري؛ غير أن علاقته المتوترة بشكل متزايد مع quot;رابطة الشمالquot; ازدادت تشنجاً بسبب الانتكاسات الانتخابية، وهناك تكهنات بأنها على وشك الانسحاب من تحالفه.

حماية القروش

صحيفة quot;تورونتو ستارquot; الكندية اعتبرت في افتتاحية عددها ليوم الأربعاء أن ما يقدر بـ70 مليون قرش ينتهي بها المطاف إلى الموت ببطء في قعر البحار والمحيطات، بعد قطع زعانفها من أجل متعة عابرة تتمثل في طبق حساء سمك بأحد المطاعم، مضيفة أنه لئن كانت قصص مماثلة عن مذابح وحشية للفيلة من أجل أنيابها العاجية الثمينة قد أدت إلى حملات تنديد عالمية واسعة وحظر على العاج قبل سنوات، فقد حان الوقت ليُظهر البشر مشاعر مماثلة تجاه القروش. وفي هذا السياق، دعت الصحيفة إلى سن قانون يحظر حيازة وبيع زعانف القروش، التي تدخل ضمن مكونات تحضير أكلة صينية تقليدية شهية تقدَّم عادة في الأعراس والمناسبات المهمة. غير أنه لما كان سعر الطبق الواحد من هذا الحساء يصل في بعض الأحيان حتى 100 دولار، تقول الصحيفة، فلا غرو أن العديد من أصحاب المطاعم سيعارضونه.

إلا أن ما يبعث على التفاؤل في المقابل هو أن هذه التقاليد بدأت تتغير منذ بعض الوقت؛ كما أن بعض أشد المنتقدين لها ينتمون إلى الجالية الصينية نفسها، ومن أشهرهم نجم كرة السلة الأميركية المولود في الصين quot;ياو مينجquot;، الذي يعارض هذه الممارسة في الصين والولايات المتحدة. وفي الختام، شددت الصحيفة على أن حظر زعانف القروش في أكبر عدد ممكن من الدول يمثل إحدى أكثر الطرق فعالية للحد من هذه الممارسة غير الإنسانية وغير القانونية، وذلك على غرار ما فعله المجتمع الدولي عبر حظر العاج من أجل الحد من قتل الفيلة.

إعداد: محمد وقيف