سهلة أل سعد

ساءني كمواطنة قطرية الموقف الذي اتخذه المتفاخر بمصريته، المستعر من جنسيته القطرية السابقة، عبد الرحمن يوسف.
وبقدر ما نفخر بالأب ونتشرف بانتمائه للجنسية القطرية، وبقدر ما نعتز بإخوتنا المصريين، بقدر ما لا يشرفنا انتماء من لا يرى انتماءه لنا شرفاً له.
ما زلت أذكر صورة له شاهدتها منذ سنوات بعيدة بالثوب والغترة والعقال، لا بد أنه يستعر منها هي الأخرى، وتصيبه نوبة هيجان لذكرها!! هل انتهى غرضه منها ومن الجواز القطري الآن؟!! أيعرقل ذكر ماضيه القطري مسيرة مستقبله الثورية الناصعة المقبلة؟؟!!
لو كان عبد الرحمن يوسف قد اعترض على جزئيات أخرى في التقرير -الذي أرى أنه أنصفه كثيراً بل وأكرمه في الإطراء حبتين- لعذرناه ولقلنا ربما أغفلوا ذكر أمور تعنيه وحقه أن يعترض، إنما اعتراضه ومشاوحته بيديه واهتزازه بعصبية منبوذة غير لائقة كان ndash;فقط- على كلمة قطري، التي كتبت مرة واحدة في التقرير، ولم يذكرها المذيع في تعريفه بعد ذلك، فأصبح التقرير كاملا موسوما بالإساءة وعدم الصدق والإنصاف!!
كان بإمكانه تصويب ما ورد في التقرير بأسلوب المهذبين وشيم النبلاء، الذين يحفظون المعروف لأهله، ويجازون بالإحسان إحسانا، لا تنكرا ونكرانا، ثم زاد على ذلك بالتبرير النقيصة في موقعه الذي يفخر بزيارة 12 مليون شخص له!! -ألا يدل ذلك على نرجسية وغرور- قائلا: laquo;إنني قد ولدت في دولة قطر، وعشت فيها عقدين من الزمن، وحملت الجنسية القطرية في فترة من فترات حياتي، وهذه مشيئة الله وفعل المقادير، شأني في ذلك شأن كثير من المصريين الذين دفعتهم ظروف أهلهم المادية أو السياسية للعمل بالخارج، ولا يحق لأحد أن يحاسبني على هذه الظروفraquo;.
ما الذي يبرره هذا الشخص؟ ولمن؟ ولماذا يصور الجنسية القطرية وكأنها نقمة وابتلاء من الله ابتلي به في فترة من فترات حياته، لا نعمة يسعى إليها كثير من الخلق ولا يطولونها؟!! هذه النقمة والبلاء كشفهما هو بيديه عندما تمكن من ذلك أخيرا!!
الغريب في الأمر قناعته الواضحة لكل ذي لب في أنه لن يكون بطلا أسطوريا ثوريا مصريا إلا إن نفض عنه ما بقي عليه من ذرات الغبار القطري الذي لا يشرّف ولا يناسب الثوريين أمثاله!!
ولكن هل هو حقا ثوري أسطوري، كما يريد أن يصوّر لنا، وكما يريد أن يكون؟!!
لا تزعل يا عبد الرحمن يوسف، ولا تستشط غضبا، فنحن أيضا ليس بودنا أن تكون قطريا بعد ذلك، ولا نتشرف بنيلك الجنسية القطرية من قبل.