ـ أشرف زكي كان تابعاً لوزير الإعلام السابق ومواقفه من الثورة مخزية
ـ أسعى لفصل أشرف زكي من النقابة وعلى جثتي لو عاد نقيباً
ـ أحتاج للراحة من العمل النقابي لأني أمثل عندما كان عمري 18 عاماً
القاهرة: كان لقاؤنا معه في نادي نقابة الممثلين المطل على النيل بالجيزة، حيث كان النادي يضج بالحيوية والنشاط على غير عادته، إستعداداً لأول إنتخابات للنقابة بعد نجاح ثورة 25 يناير في إسقاط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وفي كافيتريا النادي، كان هناك العديد من الممثلين من مختلف الأجيال، منهم أشرف عبد الغفور، محمود الجندي، محسن محمود، فتوح أحمد، محمد داوود، مصطفى حشيش، وآخرون، وعندما حضر للمكان، وقف الجميع لتحيته. و لم لا وهو واحد من رموز الفن، حيث أفنى من أجله عمراً، وقدم مجموعة من الأعمال المميزة سواء على مستوى السينما أو الدراما التلفزيونية أو المسرح، ومنها أفلام: quot;معبودة الجماهيرquot;، quot;زقاق المدقquot;، quot;الرجل الذي فقد ظلهquot;، quot;حمام الملاطيليquot;، quot;الرصاصة لا تزال في جيبيquot;، quot;صابرينquot;. ومن المسرح: quot;شيء في صدريquot;، quot;أرض النفاقquot;، quot;الطريق المسدودquot;، وquot;مطار الحبquot;. ومن المسلسلات: quot; العائلة والناسquot;، quot;الشهد والدموعquot;، quot;الوتدquot;، quot;عيلة الدوغريquot;، quot;لحظة ضعفquot;، quot;رأفت الهجانquot;، quot;المكان المقصودquot;، quot;أعمال رجالquot;، quot;التوأمquot;، quot;ضد التيارquot;، quot;أميرة في عابدينquot;، quot;امرأة من زمن الحبquot;، quot;الضوء الشاردquot;، quot;المال والبنونquot;، ولعل أحدثها هو مسلسل quot;كليوباتراquot; مع السورية سولاف فواخرجي.
إنه الفنانيوسف شعبان، الذي شغل منصب نقيب الفنانين لدورتين متتاليتين، في الفترة ما بين 1997 و 2003، حيث قدم للنقابة أنجازات متعددة، لعل أبرزها إنشاء النادي الذي يجتمعون فيه حالياً، لتدارس أمورهم، والإستماع إلى برامج المرشحين في إنتخابات مجلس الإدارة.
ـ كثيرون كانوا يتوقعون ترشيحك لمنصب نقيب الممثلين، لاسيما أن لك تاريخ في العمل النقابي، ماذا حدث؟
لن أترشح، علينا أن نترك الفرصة للشباب والكوادر الأخرى لخدمة النقابة، وهناك من هم أجدر مني. وإلا ما فائدة الثورة التي قام بها الشعب كله، إنها إندلعت للقضاء على ظاهرة الرئيس الذي يجلس على الكرسي لنحو ثلاثين عاماً، يجب أن يكون هناك تغيير. فقد حظيت بثقة الزملاء في النقابة لدورتين متتالين، إلا أن هذا يكفي. وأنا قدمت خلال تلك الفترة العديد من الإنجازات، وحينما أقول ذلك، لا أمن على الزملاء، لكنها الحقيقة، فقد قدمت لها ما لم يقدمه أحد منذ عهد يوسف بك وهبي حتى الآن، ويكفي أن النادي الذي نجلس فيه الآن، من إنجازاتي، حصلت عليه بمبلغ 2.5مليون جنيه، وتم بناءه وتأثيثه دون أن أكلف الدولة أو صندوق النقابة مليماً واحداً، بل كانت من تبرعات رجال أعمال، حيث كان الوضع سيئاً، فلم يكن هناك مكان يجتمع فيه فناني مصر الذين يقال عنهم أنهم من صنعوا هوليوود الشرق، الآن صار لديهم ناد يجتمعون فيه بحرية. وخضت في سبيله معركة شرسة مع الحكومة، فبعد أن حصلت على الأرض، وحددت موعد الإفتتاح، حاول المستشار ماهر الجندي سحبها مني مرة أخرى، وهو الذي حكم عليه بالسجن فيما بعد بتهم تتعلق بالفساد، إلى أن كنت في أحد الحفلات، وكان حاضراً فيه إبراهيم سعدة رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وسمير رجب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وكانا من أصحاب النفوذ الواسع ومن المقربين من النظام السابق، وكان المحافظ حاضراً فيها، وجميعهم يجلسون على مائدة واحدة، فإقتربت منهما، وقلت لهما إنهما مدعوان لحضور حفل إفتتاح نادي الممثلين، ولكن بعد أن يحدد سيادة المستشار الموعد، ونظرت إليه قائلاً: إمتى يا سيادة المحافظ الموعد؟، وهنا فهم كلاهما الرسالة، وطلبت منه تحديد الموعد، وفطنا إلى أنه يريد التنصل من قرار التخصيص، ولولا تلك الحيلة ما نحجت في الحصول على النادي. وكانت هناك مشكلة أخرى خطيرة تحط من كرامة الفنان المصري، ألا وهي عدم وجود عيادة للكشف الطبي، إلى أن إتفقت مع وزير الصحة وكان في ذلك الوقت الدكتور إسماعيل سلام، على إنتداب طبيب من الوزارة إلى المقر الإداري للنقابة، لتوقيع الكشف على الزملاء المرضى. ليس هذا فقط، فقد حضر ذات مرة واحد من أكبر أطباء السعوديين للقاهرة هو سليمان الفقيه رحمه الله، وكان يمتلك مستشفى في جدة، وكان الرجل معجباً بأدائي التمثيلي، ـ ثم يضحك ويقول ـ كان مخموم في شخصي، و فاكر إني بأعرف أمثل. لأني لم أكن أريد أن أقول إنه معجب بي، المهم عندما إلتقيته عرض على علاج أي فنان في مستشفاه، والحق أنه لم يقصر في علاج أي فنان، حيث تلقى هناك العديد من الفنانين العلاج بالمجان و منهم: صبري عبد المنعم الذي تلقى العلاج من السرطان لمدة عام، يونس شلبي.
ـ لكن كان و مازال الفنانون يعانون من ضعف المعاشات التي يحصلون عليها من النقابة، لاسيما أن كثيرون منهم ليسوا من النجوم أصحاب الملايين، ويعتمدون على ذلك المعاش في تصريف أمورهم؟
معك حق، لكن للأسف الشديد عندما توليت منصب النقيب كانت النقابة تعاني من تراكم الديون وبلغت 2.5 مليون جنيه، وكانت مواردها ضعيفة للغاية، حيث تحصل النقابة على 2% من عقد كل فنان، ولكن الفنانين الذين يتقاضون أجوراً كبيرة لا يسجلون تلك المبالغ في العقد المبرم مع شركات الإنتاج، بل يسجلون أرقاماً أقل بكثير، وبالتالي فالنسبة قليلة جداً، و إتجهت إلى تحصيل حقوقنا من المنشآت السياحية، حيث تعرض منتجات فنية، فمثلاً الفنادق ذات الأربعة نجوم تدفع 800 جنيه سنوياً، الخمسة نجوم 1000 جنيه، ولذلك النقابة لديها رصيد يقدر ب18 مليون جنيه. وبهذا أرتفع المعاش إلى 300 جنيه شهرياً، بعد أن كان 200 جنيه فقط. وسعيت لتشغيل الزملاء في الأعمال الفنية المختلفة من خلال إتفاقيات مع الشركات المنتجة. مع التصدي لظاهرة الفنانين غير المنتمين للنقابة، حيث كان كل من هب ودب يعمل بالتمثيل، وأثر ذلك بالسلب على أعضاء النقابة.
ـ لكن التمثيل إبداع، وليس شرطاً أن يكون الفنان عضواً بالنقابة لكي ينال حقه في العمل؟
هذه هي الإشكالية الخطيرة، التي نعاني منها باستمرار، وأعتقد أننا لم نقض على تلك الأزمة نهائياً، ولكن سعينا إلى تحجيمها قدر الإمكان، لأن هناك فنانين أعضاء بالنقابة، ولديهم أسر وأبناء، ولا يجدون عملاً، لأن الدخلاء على المهنة سيطروا على كل شيء. وتعرضت أنا لتلك الأزمة عندما كنت نقيباً، حيث صدر حكم من المحكمة الإدارية العليا بناء على خلاف بين إحدى شركات الإنتاج وأحد الفنانين، يؤكد أن الفن إبداع، ولا يشترط أن يكون الفنان عضواً بالنقابة لممارسة المهنة، ووجدت نفسي في مأزق خطير، ولم يكن أمامي سوى تعديل قانون النقابة، ويعتبر هذا هو الشيء الوحيد الجيد الذي قدمه لنا quot;شلة الحرامية اللي كانوا بيحكموا البلدquot;، حيث ساندنا زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق في إقرار قانون يؤكد أن الفن إبداع ولكن لابد أن يمر الفنان بالنقابة، ودعمنا أيضاً الناشط السياسي الدكتور أيمن نور.
ـ هذا التاريخ النقابي يؤهلك للقيام بهذه المهمة في تلك المرحلة المفصلية من تاريخ مصر، فلماذا الأحجام عن الترشح؟
ولماذا لا أفسح الطريق أمام زميل أخر أصغر سناً وأكثر نشاطاً لخدمة الزملاء، لاسيما أنني كبرت في السن، أنا أعمل منذ أن كنت إبن 18 عاماً، وكنت أعمل بإخلاص، وأشعر كمن وصل لمرحلة المعاش، وأحتاج للراحة. كما أني وفرت للنقابة كل شيء، والمطلوب من النقيب القادم هو أن يعمل على تشغيل زملائه في الأعمال الفنية التي تنتجها الشركات المختلفة.
ـ من تراه الأصلح لقيادة النقابة في المرحلة المقبلة؟
أشرف عبد الغفور، إنسان شريف ومحترم ولا يعرف أبوه في الحق، ولا يمنح أحد تصريح بالعمل بطرق غير شرعية. إنه خير من يمثل الفنانين خلال الفترة المقبلة.
ـ وكيف ترى المنافسة بين الأشرفين quot;عبد الغفورquot; وquot;زكيquot;؟
أشرف زكي quot;سبةquot;، إن مواقفه من الثورة مخزية، حيث توعد الفنانين المشاركين في الثورة، وكان تابعاً لأنس الفقي وزير الإعلام السابق، وأنا أسعى لإلغاء عضويته من النقابة، وquot;على جثتي لومسك النقابة تانيquot;. وأعتقد أن أحداً لن يتنخبه، لأنه لم ينجح في السابق ضدي إلا بطرق ملتوية، ومن خلال دعم وزير الإعلام السابق أنس الفقي. رغم أني كنت لا أرغب في الترشح، وفكرت في إختيار فنان له شعبية بين زملائه ويكون من الجيل القديم، وفكرت في عادل إمام، لأنه تتوافر فيه تلك الشروط، إضافة إلى أنه كان صاحب جمال مبارك نجل الرئيس السابق، ويستطيع تقديم خدمات لزملائه من خلال علاقاته، خاصة أن الدعم الذي كان تقدمه الحكومة للنقابة هزيل جداً يقدر ب12 ألف جنيه سنوياً. وجلست معه ذات ليلة حتى الصباح، ونجحت في إقناعه الترشح، ولكن أشرف زكي حشد مجموعة الأشخاص، و شتموا عادل وهتفوا ضده quot;مش عاوزين نجومquot;. وهنا تراجع عادل عن الترشح وإضطررت للترشح، ولكن كان أنس الفقي ضدي، وأصدر أوامره بإسقاطي لصالح رجله أشرف زكي، تصادف ذلك مع حادث حريق مسرح بني سويف الذي راح ضحيته عدد من الفنانين. و ذات ليلة كنت أتمشى في شارع قصر النيل بجوار النقابة، وفوجئت بلافتات تصورني وكأني من أحرقت هؤلاء الفنانين. وكأن أشرف زكي هو من أنقذهم، رغم أني كنت نقيباً وأرسله لجنة إلى المسرح وإلى أهالي الفنانين الشهداء وإلى المصابين وكان هو واحد من أعضائها. فإستخدم ذلك ضدي. quot;بالذمة دي أخلاقquot;!.
التعليقات