مؤكداً أن اللعب بالمحكمة يوصل إلى الفتنة

بيروت

أسف رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع quot;لكونه في اللحظة ذاتها التي يبدأ فيها تحول تاريخي بنيوي عميق في المنطقة كلها, نرى لبنان, الذي كان دائماً أبداً, مرتع النهضات وحركات التحرر الفكرية والسياسية والدينية, ومختبر الديمقراطية في هذا الشرق, يعود خطوات إلى الوراء من خلال ممارسات رسمية غير مفهومة, انتهت بتشكيل حكومة أقل ما يقال فيها إنها حكومة الأنظمة العربية البائدةquot;.
وفي كلمة ألقاها, مساء أمس, في احتفال إقرار النظام الداخلي لحزب quot;القوات اللبنانيةquot; في معراب, سأل جعجع: quot;كيف لنا نحن كلبنانيين, أن نفسر خطف مواطنين غير لبنانيين على أرضنا وإعادتهم الى بلادهم, فقط بسبب آرائهم السياسية, وبعيداً عن الأصول الادارية والقضائية القانونية المطلوبة? كيف لنا أن نفسر اعتقال بعض الهاربين من أهوال الثورات والمآسي, وإعادتهم قسراً الى بلادهم حيث قد ينتظرهم الموت المحتم, وكيف لنا أن نفسر موقف لبنان في مجلس الامن والذي يبدو بشكل أو بآخر, وكأنه يسلم بما يجري من قمع دموي, في أكثر من دولة عربية, كيف لنا أن نفسر قيام حكومة في هذه اللحظة الحاسمة أقل ما يقال فيها انها حكومة وصاية غير منقحة, من جديد? وخير دليل على ذلك ما صدر فوراً عن بعض أقطابها والمشاركين فيها من إسفاف وتهديد بالابعاد والنفي, والتهويل بزج المعارضين في السجون, والتلويح بالاقتصاص من كل آخر, وباقتلاع, من الادارات العامة, كل من ليس مطواعاً بين ايدي النظام العربي البائدquot;.
وأضاف محذرًا: quot;مهلاً يا اخوان, مهلاً. حتى في عز أيام الأنظمة العربية البائدة, لم يرض الشعب اللبناني ذلاً وقهراً, فهل تنتظرون منه ان يقبل بذلك الآن? كلا, وألف كلا, وألف ألف ألف كلاquot;.
وخلال مشاركته في الحفل السنوي لإذاعة quot;لبنان الحرquot;, رد جعجع على كلام أمين عام quot;حزب اللهquot; حسن نصر الله عندما قال: quot;نحن خرجنا من المحكمة ولا علاقة لنا بهاquot;, فأسف لذلك, وتساءل: quot;هل المحكمة صالون quot;أبو كوكوquot; يدخل إليها ويخرج منها ساعة يشاء? كنتم موجودين عندما أقرت المحكمة في هيئة الحوار الوطني بالإجماع وأعيد تأكيدها في كل الحكومات وفي الأخص في الحكومتين الأخيرتين التي كان quot;حزب اللهquot; شبه مشارك فيهاquot;.
وحذر من أن اللعب بالمحكمة سيضع لبنان في مواجهة مباشرة مع المجتمع العربي والمجموعة العربية والمجموعة الدولية, مضيفاً quot;إن كان يتكلم أحد عن الفتنة ويقول إنه يجب ألا نصل إلى الفتنة فهذا الموضوع لن نصل إليه, أمَا اللعب بالمحكمة الدولية بالتحديد هو الوحيد ولا شيء غيره يمكن أن يوصلنا إلى الفتنةquot;.