صبحي زعيتر

بعض التصرفات تبدو مستغربة في الكثير من الأحيان، خاصة عندما يكون البلد، أي بلد، يمر بأزمة. هذا القول لا يعني مطلقا إن الأزمات يجب أن تغطي الأغلاط التاريخية التي ترتكب بحق بنيه، خاصة في لبنان الذي يعتبره أبناؤه رائدا في المبادرات.
بالأمس تظاهر عدد من النساء في مدينة بيروت، ضد حرمان المرأة وتغييبها عن الحكومة الجديدة، واعتبار ذلك خروجا على المألوف بعد أن طُعمت الوزارة السابقة بوزيرتين، وبعد أن شهدت بعض الوزارات حضورا نسائيا لافتا.
ربما لو كانت الأوضاع التي يمر بها لبنان طبيعية لكانت التظاهرات تعم مناطقه طلبا لوجود الجنس الآخر في المراتب الحكومية، ولكن الحكومة الحالية التي تأخر تشكيلها خمسة أشهر، لم تستطع حتى اليوم إنجاز بيانها الوزاري الذي يعتبر خريطة طريقها إلى الحكم، ربما لكثرة التناقضات التي تحكم أطرافها مع أن المفروض أنهم من فريق واحد.
أعتذر من النساء اللاتي تظاهرن بالأمس، فليس المقصود إحباطهن، بقدر ما هو عتب على الحكومة وأركانها، لعجزهم عن إيجاد مقعد نسائي يشكل تكريسا لما سبقه، وتأكيدا لما سيليه، ولكن إذا ما عدنا إلى كيفية تشكيل الحكومة وجدنا العاتبين أكثر من الراضين، وأن الحديث الذي كان يدلى به همسا عن تدخلات إقليمية في تشكيلها، بدأ يسمع بصوت عال.
إن المرأة في أي مجتمع هي نصفه، فلا غرابة أن تنتفض نساء لبنان من أجل تكريس حقهن.