بدرية البشر
نشرت صحيفة laquo;المدينةraquo; في عددها يوم الأربعاء الماضي خبراً قلبت فيه المعلومات، يقول إن هيئة الأمر بالمعروف في المدينة المنورة ألقت القبض على موظف ساهر أثناء ترصده للسيارات وقت الصلاة، وأحيل للتحقيق بعد ثبوت ممارسته للعمل أثناء الصلاة، توقعت أن يقول القراء بعد قراءة الخبر (يستاهل العاصي)، لكن قارئاً كشف الخبر فكتب معلقاً (اقرؤوا الخبر زين، الهيئة مسكت موظف ساهر، لأنهم كانوا مسرعين وصورهم وبكذا قلبوا عليه). هل هذا قارئ ذكي أم أن الخبر هو من كشف تعاطفاً مع دورية الهيئة وتحاملاً ضد موظف ساهر؟ الخبر يشرح لاحقاً أن دورية الهيئة فوجئت - لاحظوا فوجئت - أثناء توجهها للمسجد - كان على كاميرا ساهر أن تعرف أن سيارة الهيئة متجهة للمسجد - فوجئت بموظف ساهر يرصدها. هنا يجب أن نعرف من اصطاد من، فالدورية عادت لتجد الموظف خلف ساهر فاصطادته.
أخذت دورية الهيئة موظفاً للتحقيق معه أثناء تأدية عمله، ولانعرف عدد الساعات التي أوقف فيها العمل لكن صحيفة laquo;الوطنraquo; في اليوم التالي بشرتنا أنه تم الإفراج عنه، مديره في العمل يقول إن موظفي ساهر يؤدون صلاتهم بجانب سيارتهم، لأنهم لا يستطيعون تركها والذهاب للمسجد، وبقية التفاصيل ترشدكم عنها الهيئة، لكننا بصراحة لا يهمنا التفاصيل،
ما يهمنا: هل ستدفع سيارة الهيئة المخالفة أم لا؟ وهل جرت أثناء التحقيق مقايضة من نوع laquo;فك وأفكraquo; أي تشيل المخالفة نفرج عنك؟ أم أن جريمة السرعة ليست مثل عدم الصلاة في المسجد؟
الهيئة عادة لا تنجح في إقناعنا بالتفاصيل، فقد قالت مرة عن الشاب الأردني الذي مات بعد أن خرج من مركزها، وبعد أن حلقت شعره عنوة أن تهمته هي الوقوف أمام مدرسة بنات، وأنه خرج من المركز متعباً بسبب إصابته بالربو، ثم أثبت المستشفى لاحقاً أن سبب الوفاة هو ارتجاج في المخ، فهل يسبب الربو عادة ارتجاجاً في المخ؟ أما الموظف الثاني الذي يعمل في البلدية، الذي كلف من مرجعه بتصوير منطقة تصادف وجود مدرسة للبنات فقد اصطدمت الهيئة بسيارته وهاجمته وضربته، ثم ضربت والده الذي هرع لمكان الحادث وكلا القضيتين مرفوعة لجمعية حقوق الإنسان. فهل صدم السيارات والتعدي بالضرب، واعتقال موظفين أثناء تأدية عملهم، هو منهج يمكن التوافق على أنه نوع من الأمر بالمعروف ونهي عن المنكر؟
حين تباشر دوريات الهيئة اتهام موظفين يؤدون عملهم، وبخاصة في دوائر أمنية فهل يصعب عليها التفاهم مع هؤلاء الموظفين من خلال مؤسساتهم، التي تضمن حضورهم للتحقيق، ومعرفة الخطأ في أي وقت يطلبون فيه؟ وحين يتواجد موظف أمن مثل موظف ساهر في الشارع أثناء الصلاة، مثله مثل موظفين الهيئة الذين يتواجدون في الشارع أثناء الصلاة، فهل هذا خطأ؟ وإذا كان هذا خطأ فعلى من تقع المسؤولية على الموظف أم مرجعه الوظيفي؟
يبدو أن الهيئة فوجئت حقاً بأن ساهر لا يعرف من هي ويلقطها بمخالفة، فنزلت على راعي الكاميرا تؤدبه مع أنه لا يوجد مدرسة بنات هذه المرة. لهذا صار الحق على كاميرا ساهر. أعود للقول إن السؤال المهم هو هل ستدفع الهيئة المخالفة؟ إذا لم تنشروا خلال الأيام المقبلة صورة المخالفة مدفوعة فاسمحوا لنا بعد اليوم يا ساهر.
التعليقات